يستبعد خبراء اماراتيون أن يحد ارتفاع اسعار الذهب من واردات دبي من المعدن علي الرغم من تراجع المشتريات في الفترة الأخيرة من جانب الإمارة التي يطلق عليها "مدينة الذهب". فقال معز بركات مدير مجلس الذهب العالمي في الشرق الاوسط وتركيا وباكستان، أن واردات دبي من الذهب خلال 2008 ستظل مرتفعة بصرف النظر عن اضطرابات الأسعار. وأضاف أن الواردات لا ترتبط بشكل مباشر بالسعر وحده، فهناك عوامل أخرى مؤثرة مثل الصادرات والطلب. وهو ما أكده توحيد عبد الله مدير عام مجموعة دبي للذهب والمجوهرات، قائلا انه فيما يتعلق بالمجوهرات فان المشترين يتكيفون مع الأسعار أسرع في هذه المنطقة وفيما يتعلق بالاستثمار عندما تكون الأسعار مرتفعة يضخ المستثمرون المال في قطاع الذهب. وجدير بالذكر، أن تجارة الذهب والمجوهرات في دبي يدعمها الطلب من العالم العربي والهند أكبر سوق للذهب في العالم. وقال مركز دبي للسلع المتعددة في مايو/ آيار 2008، ان حجم تجارة الذهب عبر دبي بلغ 7مليارات دولار في الربع الأول من العام بارتفاع 71.5% عن الفترة نفسها قبل عام في حين ارتفعت الصادرات 74.2 % الى 115 طنا. وكان تراجع أحجام مبيعات المشغولات الذهبية وواردات الذهب في وقت سابق من 2008 قد عمق القلق بين التجار من أن تفقد الامارات بريقها كمركز للذهب في المنطقة. ويخشى التجار من أن تبعد اضطرابات الاسعار مشتري المجوهرات في دبي لكن المحللين يقولون ان ارتفاع أعداد السياح الغربيين سيقود الطلب على الذهب. وكان ارتفاع سعر الذهب الي أعلى مستوياته في وقت سابق من 2008 قد أفزع المشترين في مختلف أنحاء العالم ودفع واردات دبي في الربع الاول من العام الي الهبوط بنسبة 7.6% الي 122 طنا. وفي 2007 بلغت واردات الامارة من الذهب 559 طنا مع اقبال المستثمرين علي المعدن النفيس في حين بلغت الصادرات 287 طنا. ولدى دبي - التي تعد أكبر مركز تجاري في الخليج - أعلي تركز لمتاجر المجوهرات في العالم وبلغ حجم تجارتها نحو 35 مليار دولار في 2007، بما يمثل 20% من حجم تجارة المجوهرات في العالم التي تبلغ 173 مليار دولار. وارتفع سعر الذهب في السوق الفورية الي 1030.80 دولار للاوقية يوم 17 مارس/ اذار 2008، مع ارتفاع أسعار النفط الي مستويات قياسية ووسط مخاوف من التضخم وتوقعات بتخفيضات أخرى في أسعار الفائدة الأمريكية مما يجعل المعدن أكثر جاذبية كاستثمار بديل. وتراجع سعر الذهب منذ ذلك الحين لكنه ارتفع الي 900.30 دولار للاوقية الجمعة 6 يونيو/ حزيران 2008 مع ارتفاع سعر النفط الى مستوى قياسي وانخفاض الدولار بعد أن أظهرت بيانات ارتفاعا كبيرا في البطالة الأمريكية ومع تراجع أسواق الأسهم وسط مخاوف بشأن النمو الاقتصادي. (رويترز)