عقد الرئيس حسني مبارك والرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو مباحثات قمة مساء الثلاثاء بقصر كورينالي مقر الرئاسة الإيطالية. أعرب الرئيس حسنى مبارك عن سعادته بالمشاورات التي أجراها الثلاثاء مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو حول الوضع الإقليمي والدولى الراهن,والعلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين. وأوضح الرئيس مبارك -فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو- أن هذه العلاقات قد ترسخت عبر التاريخين القديم والمعاصر، وباتت تمثل أساسا متينا لتشاور مستمر على المستوى السياسي، وتعاون مثمر في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة وغيرها من المجالات ذات الأولوية. أشار الرئيس الى أن إيطاليا هى الشريك التجاري الأول لمصر بين دول الاتحاد الأوروبي، والسوق الأول للصادرات المصرية على مستوى العالم، وقال إن زيارته الحالية إلى روما لتدشن مرحلة جديدة ترتقي بهذه العلاقات المتيمزة لمستوى (المشاركة الاستراتيجية) فيما يمثل نقلة نوعية تزيد هذه العلاقات رسوخا وتوسع نطاق التعاون الإيطالي الداعم لجهود مصر لتحقيق التنمية الشاملة. واوضح ان حجم التجارة فيما بين مصر وإيطاليا يتجاوز 4 مليارات يورو وتبلغ الاستثمارات الإيطالية (5.3) مليار يورو، وتقارب السياحة الوافدة من إيطاليا (المليون) سائح سنويا. وأضاف أن مشاوراته مع الرئيس الايطالى أوضحت اقتناعا مشتركا بالمضى في العمل معا من أجل قضايا السلام والتنمية في الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط . وأعرب مبارك عن تقدير مصر للدور النشط لإيطاليا، من أجل القضية الفلسطينية، ولتحقيق الاستقرار فى لبنان من خلال مشاركتها وقيادتها لقوات (يونيفيل) فضلا عن الدور الإيطالى الداعم لاستقرار الصومال ومنطقة القرن الأفريقى . وقال إن الجانبين اتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأعرب عن تطلعه للترحيب بالرئيس نابوليتانو بمصر فى شهر أكتوبر المقبل . ومن جهته أعرب الرئيس الإيطالى جورجيو نابوليتانوعن سعادته لاستقبال الرئيس حسنى مبارك بروما. وقال الرئيس الإيطالى إن هذا اللقاء والمباحثات التى تمت بينهما اليوم، كانت مناسبة لاعطاء زخم للعلاقات المتميزة بالفعل بين مصر وإيطاليا. وأكد أن وجهات نظره والرئيس مبارك قد التقيتا تجاه مختلف القضايا، مضيفا إننا تبادلنا وجهات النظر تجاه قضايا الشرق الاوسط, وكذلك قضايا دول البحر المتوسط,الذى يجب أن يصبح البحر المتوسط عامل وحدة,ولذلك يجب توطيد العلاقات بين مصر وإيطاليا للتوصل إلى حل للمشكلات التى تحد من التنمية وتهدد الأمن وتغذى التطرف . وقال الرئيس الايطالى إن هذا يعد هدفا وذات أولوية، متفق عليها مع مصر، لأن ذلك يمكن أن يقدم إسهاما للحوار فى منطقة الشرق الأوسط . وأضاف أننى شاطرت الرئيس مبارك مباركته للاتفاق، الذى تم التوصل إليه فى الدوحة بفضل وساطة جامعة الدول العربية لتجاوز الأزمة فى لبنان،وأضاف قائلا لقد ابتهجنا لانتخاب رئيس جديد للبنان الذى نأمل له فترة رئاسة جيدة. وقد ركزت المباحثات علي قضايا الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام بالإضافة إلي الأوضاع في العراق ولبنان والسودان والصومال والوضع في منطقة الخليج والملف النووي الإيراني . كما تطرقت المباحثات إلي العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا وسبل دعمها وتطويرها في كافة المجالات خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وذلك في ضوء الاتفاقيات التي سيتم توقيعها الأربعاء بين الجانبين. وكان الرئيس حسني مبارك قد التقي الثلاثاء بالعاصمة الإيطالية روما علي غداء عمل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يشارك في مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" الذي بدأ أعماله بروما. تم خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وخاصة القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والوضع في لبنان والعراق والسودان كما تم التطرق إلي مبادرة الرئيس الفرنسي المعروفة باسم "الاتحاد من أجل المتوسط". حضر اللقاء من الجانب المصري أحمد أبو الغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. كما حضر المقابلة من الجانب الفرنسي جان ديفيد لوفيت المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي وكونسو يولو رمارت من الإدارة الدبلوماسية وأوليفيه كولون نائب المستشار الدبلوماسي، وهنري جينو المسئول عن مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط. (أ.ش.أ)