أجرى الرئيس المصري حسنى مبارك مشاورات هامة مع الرئيس الايطالى جورجيو نابوليتانو ورئيس وزرائه سلفيو بيرلسكونى الثلاثاء تركزت حول الوضع على الساحة الفلسطينية، والعلاقات الإستراتيجية الراسخة بين البلدين. وأوضح الرئيس مبارك خلال مؤتمر صحفى مشترك مع بيرلسكونى أنهما استعرضا تطورات الوضع فى غزة بعد وقف إطلاق النار، وأنه أطلع رئيس الوزراء الايطالى على نتائج الإتصالات التى تقوم بها مصر مع الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار واستعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار، وما يتصل بذلك من جهود مصر لتحقيق الوفاق الوطنى الفلسطينى، وإعادة إعمار غزة. وأعرب الرئيس مبارك عن تقديره لمساندة إيطاليا للمبادرة المصرية فى هذا الشأن، ونوه الى المقترح الايطالى بطرح خطة دولية على غرار (خطة مارشال) لدعم الاقتصاد الفلسطينى واستكمال مقومات الدولة الفلسطينية وبنيتها الأساسية والمؤسسية، تمهيدا لقيامها عند التوصل لإتفاق للسلام. وأكد الرئيس مبارك أن الحاجة تشتد الآن لهذا المقترح الإيطالى الإيجابى والبناء وأعرب عن اعتقاده بأن إيطاليا يمكنها حشد تأييد واسع النطاق لهذا المقترح الهام بما لها من مكانة على الساحتين الأوروبية والدولية. وذكر الرئيس مبارك أن نقطة البداية يمكن أن تنطلق من المؤتمر الدولى لإعادة إعمار غزة الذى تستضيفه القاهرة يوم 2 مارس 2009، وتشارك فيه إيطاليا باعتبارها احدى رعاته الأساسيين. وقال الرئيس مبارك إن كل أبعاد التحرك المصرى للتعامل مع تداعيات الموقف فى غزة وعلى الساحة الفلسطينية لا ينبغى أن تصرف أنظارنا عن قضية السلام باعتبارها الغاية النهائية لجهودنا جميعا. وأضاف أنه اتفق مع رئيس الوزراء الايطالى على مواصلة الإتصالات فيما بينهما ومع باقى الشركاء أطراف (الرباعية الدولية) من أجل العمل العاجل والجاد والفعال نحو سلام عادل يحقق تطلع الشعب الفلسطينى لدولته المستقلة ويفتح صفحة جديدة لسلام وأمن واستقرار الشرق الوسط والعالم. كان الرئيس مبارك قد عقد بعد ظهر الثلاثاء -خلال جلسة محادثات ثنائية مع الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو فى العاصمة الايطالية روما- عددا من القضايا الإقليمية والدولية فى مقدمتها سبل تحريك عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. ويعد اللقاء هو خامس لقاء قمة بين الزعيمين المصري والايطالي فى روما منذ تولي "نابوليتانو" مسؤولية الرئاسة فى بلاده . وركزت المحادثات على سبل التهدئة وإستدامة الهدنة المفضية لاستعادة المسارات التفاوضية بهدف إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق الاستقرار الشامل بمنطقة الشرق الاوسط . وقد إستمع الرئيس الايطالى لعرض الرئيس مبارك لما إنتهت إليه الجهود المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة فى قطاع غزة وجهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. كما تناولت مشاركة مصر فى إجتماعات قمة مجموعة الثماني، حيث جددت إيطاليا الدعوة لمصر من أجل إثراء القمة الاقتصادية والسياسية العالمية المقرر إنعقادها قبل نهاية رئاسة إيطاليا للدورة الحالية للمجموعة فى شهر يوليو القادم بمدينة "كاليرى" بجزيرة سردينيا. وقد تطرقت المحادثات الى العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين حيث أكد الزعيمان مبارك ونابوليتانو على عمق العلاقات بين مصر وإيطاليا في المجالات المختلفة ولاسيما التجارية والاستثمارية والثقافية والعسكرية وغيرها. وقد بدأت محادثات القمة المصرية الايطالية بلقاء ثنائى اقتصر علي الرئيسين، ثم عقد لقاء موسع حضره أعضاء الوفدين، وامتد إلي مأدبة غداء أقامها الرئيس الايطالى تكريما للرئيس مبارك. وكان مبارك قد وصل الى مقر رئاسة الدولة فى روما فى وقت سابق حيث كان فى إستقباله الرئيس الايطالى الذى رحب به كصديق لايطاليا وشريك سياسى محورى اقليميا ودوليا . (أ ش أ)