صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام المشاركين فى افتتاح مؤتمر العهد الدولي حول العراق في ستوكهولم الخميس أنه قد تم إحراز تقدم ملحوظ في ثلاثة ميادين أساسية هي الأمن والسياسة والاقتصاد "على الرغم من التحديات". وأضاف "ولذا فإن رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته والشعب العراقي يستحقون التهنئة". وفى السياق ذاته ، عبر المجتمع الدولي فور افتتاح المؤتمر الخميس عن ارتياحه حيال التقدم الذي تحقق في هذا البلد وتعهد بتقديم المزيد من المساعدات تلبية لمطلب الحكومة العراقية. ومن جهته ، أكد رئيس الوزراء السويدي فردريك راينفلت في افتتاح الاجتماع استعداده لدعم الحكومة العراقية وكل العراقيين في سعيهم الى دولة ديموقراطية موحدة ومزدهرة تتمتع بالسيادة ، مشيدا بما أنجزته الحكومة العراقية وأسفر عن تحقيق تقدم في قطاعات عدة مهمة للغاية مثل الأمن والديموقراطية والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان. يهدف المؤتمر الى تتبع ما بلغه العراق ضمن إطار خريطة الطريق التي حددتها له الأسرة الدولية. ومن المقرر أن ينتهي المؤتمر بتبني بيان ختامي "يحدد السبيل الذي ينبغي اتباعه" بحسب دبلوماسي سويدي ، كما يعقد مؤتمر صحفي عند الساعة 16,00 تغ. من ناحية أخرى ، طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمام المؤتمر بإلغاء ديون بلاده والعقوبات التي فرضت عليها في عهد النظام السابق ، والتى يرى أنها تعيق إعادة الإعمار والتنمية. وأوضح المالكي أن العراق "ليس بلدا فقيرا" وطالب باتفاق شراكة مع المجتمع الدولي. وتقدر قيمة التعويضات المطلوبة من العراق بسبب غزو الكويت في 1990 بعشرات المليارات من الدولارات. ويتوجب على العراق دفع 5% من عائداته النفطية الى صندوق أنشأه مجلس الأمن الدولي بعد الغزو العراقي للكويت على شكل تعويضات الحرب. وبحسب الحكومة العراقية فإن إجمالي الدين العراقي يبلغ 140 مليار دولار منها عشرة مليارات دولار للسعودية ومبلغ أقل بقليل للكويت. ويصبح المبلغ أكبر بكثير اذا ما أضيفت اليه الفوائد المتراكمة. ويعقد المؤتمر في ستوكهولم بمشاركة نحو 100 وفد لتقييم التقدم الذي تحقق في تنفيذ الخطة الخمسية للسلام والتنمية الاقتصادية والتى اتفق عليها في الثالث من ايار/مايو 2007 خلال مؤتمر دولي عقد في شرم الشيخ على البحر الأحمر في مصر عام 2007 ، للمساعدة في إعادة إعمار العراق بعد أكثر من خمس سنوات من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في مارس/ اذار 2003 والذى تعهد خلاله مسئولون كبار من أكثر من ستين دولة ومنظمة إلغاء 30 مليارا من الدين العراقي المستحق. وعلى هامش مشاركتها في المؤتمر، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إن على الدول الأخرى المساهمة في إعمار العراق الآن خاصة بعد تحسن الوضع الأمني. وأضافت رايس أن العراق "في وضع مختلف بشكل أساسي" عما كان عليه قبل عام وأن الموقف الأمني تحسن ولديه برلمان يعمل وعلاقات أعمق مع جيرانه. وقالت إن قوات الأمن تظهر أن الحكومة العراقية ستدافع عن سيادة القانون من أجل كل مواطنيها لا على أساس طائفي بل من أجل كل مواطنيها." وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا على الحكومات العربية السنية لدعم حكومة المالكي عن طريق شطب ديون على العراق وفتح بعثات دبلوماسية هناك. ولم تشر رايس الى أنها تنتظر أن تعلن قرارات مهمة في ستوكهولم بهذا الصدد. ولا يقيم أي سفير لدولة عربية سنية بشكل دائم في بغداد منذ عام 2005. وتشير الحكومات العربية الى الاعتبارات الأمنية. سحب 4000 جندي أمريكي أعلن الجيش الأمريكي الخميس سحب أربعة الآف من جنوده من العراق الشهر المقبل في إطار خطة سحب قوة إضافية بحلول يوليو/ تموز 2008. وأفاد بيان للجيش أن الأربعة الآف جندي جزء من القوات التي نشرت في بغداد وحولها ضمن الاستراتيجية الأمنية التي بدأت في فبراير/شباط 2007 مع قرار الرئيس الأمريكي جورج بوش إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي. ويؤكد الجيش الأمريكي أن العنف في العراق تراجع الى مستويات هي الأدنى منذ أربعة أعوام, مع انخفاض أعداد الهجمات التي تستهدف قوات الأمن والمدنيين. ووفقا لموقع الكتروني مستقل، فإن عدد قتلى الجيش الأمريكي خلال مايو/ايار الحالي يبلغ 19 عسكريا فقط، وهو الأدنى منذ غزو مارس/اذار 2003. ويبلغ عدد قتلى الجيش منذ بداية الحرب 4084 عسكريا. وأعلنت الولاياتالمتحدة مطلع الشهر الحالي وجود 152 الف جندي أمريكي في العراق, بالإضافة الى عشرة الآف من بلدان أخرى. مقتل 12 مسلحا بتكريت و20 متطوعا للشرطة بالموصل وعلى صعيد منفصل ، لقى 12 مسلحا على الأقل مصرعهم الخميس في اشتباكات مع دورية تابعة لمجالس الصحوة التي تدعمها الولاياتالمتحدة قرب مدينة تكريت ، وذلك عندما قفز مسلحون من حاوية شاحنة وقود وهاجموا الدورية. وقال مسئول بالشرطة إن أحد المسلحين فجر نفسه أثناء الهجوم ، وقال أحمد الدليمي وهو رئيس شبكة إقليمية لدوريات مجالس الصحوة إن سائق الشاحنة أطلق الرصاص على أحد أفراد الدورية وأصابه إصابة خطيرة ثم اندلع الاشتباك. وينسب الفضل الى دوريات مجالس الصحوة في المساعدة في تخفيف حدة العنف في العراق لكنها تتعرض لهجمات بشكل متزايد. وفى الموصل ، قتل 20 متطوعا للشرطة وأصيب حوالى 16 آخرون بجروح في هجوم استهدف الخميس مركزا أمنيا للتطوع في بلدة سنجار القريبة من الحدود مع سوريا (شمال غرب العراق). وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف إن "انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه في مركز تطوع لقوات الأمن عند مدخل سنجار". مما أدى الى سقوط القتلى والجرحى، مشيرا الى أن الحصيلة مرشحة للزيادة بسبب ازدحام المركز بالمتطوعين. (رويترز + أ ف ب)