اهتمت جريدة لوفيجارو الفرنسية فى عددها الصادر اليوم عبر موقعها على شبكة الانترنت بقارة اسيا على اعتبار ان بها اكبر مكونات لما اطلقت عليه الجريدة "الكوكتيل مناخى متفجر"من زلازل ومد بحري و هى الكوارث الطبيعية التى حصدت في آسيا اكبر عدد من الارواح على مر السنين، خاصة تلك التي تضمنت زلازل ومدا بحريا. ان المد البحري الذي اجتاح سواحل اسيا فى مايو 2008 حاصدا ارواح 150 الف شخص والحصيلة في ارتفاع، ليس افظع ما عرفته هذه القارة اذ شهدت على مر السنين كوارث طبيعية هى الاسوأ في العالم كالفيضانات التى ضربت بنجلاديش عام 1970 والتى اودت بحياة 300 الف شخص وفي عام 1976 هز زلزال عنيف مدينة تانغشان في شمال الصين ما اسفر عن مقتل 242 الف شخص بحسب الارقام الرسمية، اما الخبراء الغربيون فقد قدروا عدد القتلى ب700 الف. وشأنهم شأن سكان سواحل جنوب وجنوب شرق اسيا الذين جرفتهم الامواج العاتية فى مايو2008 لم يتلق سكان تانغشان اي انذار لحدوث هذه الكارثة التي حلت بهم وهم نيام، وقد دمر الزلزال الذي استمر 15 ثانية 93% من المباني السكنية. و تشير جريدة لوفيجارو الى ان حصيلة المد البحري الاخير لم تكن لحسن الحظ بحجم حصيلة زلزال تانغشان، الا ان ما يميز هذا المد يكمن في انه ضرب عددا كبيرا من الدول، من الهند الى تايلاند ومن اندونيسيا الى سريلانكا، ويؤكد الخبراء ان هذه الظاهرة لم تحصل منذ قرون. ويؤكد الخبراء ان آسيا هي التي دفعت عبر التاريخ الثمن الاغلى للكوارث الطبيعية، وكارثة تانغشان اتت بعد ست سنوات فقط من الفيضانات والسيول الضخمة التي اجتاحت بنغلادش بسبب اعصار وامواج تسونامي، واسفرت عن مقتل 300 الف شخص. ففى عام 1920، ضربت هزة ارضية مقاطعة نينغزيا في شمال غرب الصين واسفرت عن مقتل نحو مئتي الف شخص. وبعد ثلاث سنوات، ضرب زلزال عنيف مدينة يوكوهاما اليابانية (جنوب غرب طوكيو) مما تسبب باندلاع حرائق عملاقة اسفرت عن مقتل 143 الف شخص.وفي السنين ال12 التي تلت، شهدت الصين، وهي البلد الاكبر في العالم من حيث عدد السكان، سلسلة من الكوارث الطبيعية وغيرها، وعاش هذا البلد اسوأ الكوارث التي حلت بالعالم في تلك الحقبة.وفي 1927، قتل 200 الف شخص في زلزال ضرب مدينة ناشان جنوب البلاد، وبعد خمس سنوات فقط اودى زلزال آخر ضرب مقاطعة غانسو شمال غرب الصين ايضا بحياة 70 الفا. استمرت الكوارث الطبيعية باستهداف الصين الذي بات معتادا عليها واسفرت السيول والفياضانات سنويا عن مقتل الالاف، لكن الفيضانات الاسوأ حصلت عام 1931 عندما فاض نهر يانغتسي واغرق نحو ثلاثة ملايين شخص. وحصدت الفياضات في بنغلادش اعدادا هائلة من الضحايا كالاعصار الذي ضرب جنوب البلاد عام 1942 وقتل 61 الف شخص.وحتى نهار الاحد الماضي، كانت بنغلادش قد شهدت اسوأ كارثة معاصرة مع مقتل 139 الف شخص عام 1991 في فياضانات ضخمة. يعتبر الخبراء ان الفياضانات هي الاكثر حصدا للارواح من بين الكوارث الطبيعية الاخرى التي تضربت الارض بالرغم من ان الزلازل تسفر عادة عن اعداد كبيرة من القتلى.ويؤكد الخبراء ان امواج التسونامي نادرة نسبيا اذ ان اخر موجة من هذا النوع ضربت سواحل شمال غرب بابوازيا-غينيا الجديدة عام 1998 واسفرت عن مقتل الفي شخص. واخر مد بحري اسفر عن مقتل الآلاف كان عام 1883 عندما قتل 36 الف شخص بفعل المد البحري الذي تسبب به انفجار بركان كراكاتوا في جزيرتي سومطرة وجاوا الاندونيسيتين.