أعلن مسؤول في الجامعة العربية الخميس ان وزراء الخارجية العرب اكدوا المبادرة العربية للسلام واتفقوا على اعادة طرحها على الساحة الدولية. وقال الامين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة محمد صبيح في ختام جلسة العمل الاولى للوزراء العرب الخميس في دمشق أنه تم تأكيد المبادرة العربية للسلام ولا نية لدى الوزراء لتعديل المبادرة" ، واضاف أنه تم الاتفاق على اعادة طرح المبادرة على الساحة الدولية لتأكيد الحرص العربي على ايجاد حل للنزاع العربي الاسرائيلي" ، واوضح صبيح انه "تم الاتفاق على عقد اجتماع قريب للجنة مبادرة السلام على مستوى وزراء الخارجية". وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد ألمح في افتتاح الاجتماع الوزاري الممهد للقمة العربية المقررة 29 و30 مارس الى امكان اعادة النظر في المبادرة اذا لم تثبت اسرائيل نيتها للسلام ، وقال "نحن مع السلام العادل والشامل لكن الثابت ان اسرائيل المدعومة من الولاياتالمتحدة ما زالت غير قادرة على امتلاك ارادة سياسية لصنع السلام". واضاف "لذلك, نؤيد ما سبق ان تناوله اجتماعنا في القاهرة حول تدارس الخيارات العربية تجاه استراتيجية السلام". من جهته, قال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "ليس هناك عملية تجميد لمبادرة السلام العربية بل ربط استمرار طرح هذه المبادرة بتنفيذ اسرائيل التزاماتها". ومبادرة السلام العربية تبنتها القمة العربية في بيروت في اذار/مارس 2002 واعيد تفعيلها في اذار/مارس2007 في قمة الرياض, وتنص على تطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة منذ اعتبرت قوى الرابع عشر من آذار الخميس ان القمة العربية المقرر عقدها في دمشق السبت والاحد المقبلين "ستكون افشل قمة عربية". وقال النائب السابق فارس سعيد في مؤتمر صحفي عقده في بيروت باسم هذه القوى المناهضة لسوريا والتي تشكل الاكثرية البرلمانية في لبنان ان "قمة دمشق ستكون أفشل قمة عربية". المقعد اللبنانى بالقمة واضاف "لا نقول هذا الكلام من اجل الشماتة بل حرصا على القضايا العربية" واوضح سعيد المنسق العام لقوى الرابع عشر من اذار, ان قمة دمشق "تشكل خطوة الى الوراء" على صعيد العمل العربي المشترك, معتبرا ان "النظام السوري يفوت على العالم العربي فرصة الالتقاء لكي يأخذ على عاتقه معالجة قضايا العرب الشائكة". وتلا سعيد مذكرة مرسلة من قوى الرابع عشر من آذار الى القادة العرب بمناسبة انعقاد القمة العربية تتضمن "عرضا تفصيليا لجوانب الحملة العدوانية الشرسة التي يشنها النظام السوري والتي تثبت بما لا يدع مجالا للشك عدم اهلية هذا النظام لترؤس او استضافة اي اجتماع عربي وعلى اي مستوى كان". ودعت المذكرة "الدول العربية الصديقة والداعمة للبنان والحريصة على امنه واستقراره ودوره كنموذج في هذه المنطقة" الى "ممارسة اقصى الضغوط على النظام السوري لوضع حد لاطماعه المزمنة في لبنان ولمحاولاته المتمادية والمستمرة لاعادة زمن الوصاية والهيمنة وعرقلة مشروع الدولة وزعزعة الامن والاستقرار واستمرار الاغتيالات السياسية وذلك من خلال اقرار سوريا الواضح والصريح بنهائية الكيان اللبناني". واعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاربعاء ان "لبنان اضاع فرصة ذهبية بمقاطعته القمة" العربية, كما دعا الخميس السعودية الى التأثير على الاكثرية النيابية لايجاد حل للازمة الرئاسية في لبنان. و من جهة أخرى كانت سوريا قد دعت السعودية الخميس لممارسة نفوذها على الائتلاف الحاكم في لبنان الذي يدعمه الغرب لحل الأزمة السياسية التي تركت لبنان بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي. في الوقت نفسه هددت دمشق باعادة النظر بمبادرة السلام العربية ورفض وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاتهامات بأن دمشق تطيل أمد الأزمة في بيروت . جاء ذلك خلال كلمة المعلم ألقاها في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب في دمشق الهادف الى اعداد جدول اعمال القمة العربية الدورية التي تبدأ السبت،. وليد المعلم وقال المعلم "لابد من أن يكون الجهد مشتركا تقوم به كافة الأطراف العربية التي لها في لبنان صداقات وتأثير وأخص بالذكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين يملكون تأثيرا قوياً على الأكثرية لا تملكه سوريا." وأضاف "سوريا تريد لبنان سيدا مستقلا ومستقرا.. وواهم جدا ومخطئ من يظن أو يريد أن يظن غير ذلك...ونحن أول المتضررين من تأزم الأوضاع في لبنان وسنكون أول المستفيدين من استقراره. " و على صعيد آخر أعلن في تونس الخميس ان الرئيس زين العابدين بن علي سيتوجه إلى سوريا للمشاركة في القمة العربية القادمة بدمشق. الرئيس التونسى زين العابدين وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية في تونس في بيان ان "الرئيس زين العابدين بن علي سيتحول إلى سوريا للمشاركة في اشغال الدورة العشرين للقمة العربية التي تنعقد يومي 29 و30 مارس بدمشق". وجاء الإعلان عن مشاركة الرئيس التونسي بينما اعلنت السعودية انها تزمع ارسال ممثل على مستوى أقل إلى القمة في دمشق التي يتوقع ان تناقش المشكلات في العراق ولبنان ومصير مبادرة السلام التي اقترحتها الدول العربية على إسرائيل. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم انه لن يسمح إلا للدول التي يحضر رؤساؤها بالحديث في القمة (أ ف ب)