وصل امس الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى اسبانيا آتيا من باريس بعد زيارة مثيرة للجدل استغرقت خمسة ايام. وهبطت ثلاث طائرات تقل الزعيم الليبي ومرافقيه في مطار اشبيلية الذي غادرته على الاثر قافلة القذافي المكونة من نحو 50 سيارة. ومن المقرر ان يلتقي القذافي غداً في مدريد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو والملك خوان كارلوس الثلاثاء في الشق الرسمي من زيارته الرسمية الاولى لاسبانيا. كما يتناول الغداء الثلاثاء مع رؤساء مؤسسات اسبانية. ومن المقرر ان تكون الراحة والصيد اهم شيء في برنامج زيارة القذافي للاندلس بعدما اختتم الجمعة زيارة "تاريخية" في نظره لفرنسا اثارت انتقادات واسعة على رغم العقود العسكرية والمدنية التي ستعود عليها بمليارات من الاورو. ولا يزال الغموض يكتنف برنامج القذافي في جنوباسبانيا والذي لا يعرف ما اذا كان لدواعٍ امنية او انه مرتبط باحدى نزوات هذا الضيف المزاجي والمتقلب المواقف الذي يثير نفطه ودفتر شيكاته اللعاب. والشيء الوحيد المعروف هو اقامة الزعيم الليبي الذي يرافقه وفد كبير من نحو 300 شخص بينهم حارساته الشهيرات في احد قصور اشبيلية او ضواحيها. واستنادا الى وسائل الاعلام الاسبانية فانه سيقيم في "هاسيندا دي بوتيكاريا" وهو مجمع فندق راق مع ملعب غولف يبعد نحو 20 كيلومتراً عن اشبيلية. وقالت صحيفتا اليمين الاسباني "اي بي سي" و"الموندو" إن القذافي سيتناول العشاء في هذا الفندق مع رئيس الوزراء الاسباني السابق المحافظ خوسيه ماريا اسنار. وكان اسنار اول زعيم غربي يزور طرابلس في ايلول 2003 بعد ايام من رفع العقوبات التي كانت تفرضها الاممالمتحدة على ليبيا بسبب دعمها السابق للارهاب. ويلتقي القذافي ايضا ممثلين للجالية الاسلامية في اسبانيا ثم يشارك في رحلة صيد في مزرعة خاصة في المنطقة كما فعل الجمعة في غابة رامبوييه القريبة من باريس بعد زيارته لقصر فرساي. وكان من المقرر ان يزور القذافي قرطبة وغرناطة، عاصمتي الاندلس في عهد الحكم الاسلامي لشبه الجزيرة الايبيرية من 711 الى 1492. الا انه جرى الغاء هاتين الزيارتين لاسباب لوجيستية وفقا للسلطات الاسبانية "ما لم يطرأ تغيير في اللحظة الاخيرة". وكان القذافي غادر باريس بعد تأخير بأكثر من ساعتين على التوقيت المحدد. وفرش له السجاد الاحمر على مدرج المطار واصطف عناصر الحرس الجمهوري لتوديعه. وحيا الزعيم الليبي الذي كان يرتدي ثيابا سوداً ويضع منديلاً أحمر ونظارات سوداً، باشارة من يده قبل ان يدخل الى طائرة لشركة الخطوط الجوية الافريقية (ليبية) نقلته الى اشبيلية. واعربت الصحافة الفرنسية عن ارتياحها لمغادرة القذافي، ورأت عموما انه "سخر من الجمهورية". ونصب القذافي خيمته في حديقة مكان اقامته الرسمي وقام بزيارات سياحية وجال في العاصمة بسيارة ليموزين بيضاء برفقة حاشيته الضخمة، وتنزه على ضفة نهر السين، وزار متحف اللوفر وقصر فرساي كما ذهب الى الصيد في رامبوييه.