كشفت حركة المقاومة الإسلامية حماس عدم قدرة إسرائيل على التحكم في قطاع غزة وأثبتت أن بإمكانها تفجير الحدود وتحويل الحصار الإسرائيلي الشديد لها إلى كابوس في ما يتعلق بالعلاقات العامة للدولة اليهودية. وقال سفير إسرائيل السابق لدى الولاياتالمتحدة الأميركية داني ايالون إن إسرائيل دخلت مصيدة حماس. ورغم أن الغارات المتكررة فشلت في وقف إطلاق الصواريخ منذ أن سحبت إسرائيل مستوطنيها من قطاع غزة في عام 2005 فان الجيش زعم وجود تراجع في إطلاق الصواريخ منذ بدء قطع الكهرباء يوم السبت الماضي. وعادت الكهرباء إلى مدينة غزة الآن في وقت تعهد زعيم حماس خالد مشعل بعدم الكف عن إطلاق الصواريخ. وكان هدف إسرائيل المعلن الأسبوع الماضي من تشديد حصارها حول غزة وقطع الوقود عن محطة الكهرباء الرئيسية هو الضغط على النشطاء الفلسطينيين لوقف هجمات صاروخية أثارت الرعب في جنوب إسرائيل. لكن مناشدات دولية أجبرت إسرائيل على تخفيف الحظر على الوقود وشحنات المساعدات للقطاع. وكانت إسرائيل تتجنب الانتقادات الغربية لحصارها العسكري والاقتصادي منذ أن سيطرت حماس على القطاع الساحلي في يونيو بعد أن طردت قوات حركة فتح الموالية للرئيس محمود عباس. لكن بقطع الوقود عن محطة الكهرباء الرئيسية تجاوزت إسرائيل حدود ما يمكن للعالم تقبله. وقال المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات معين رباني إن «إسرائيل أعطت حماس المبرر الذي تحتاجه لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة»، فيما جادل مسؤولون إسرائيليون بأن الانتكاسة في العلاقات العامة بسبب تخفيف الحصار وتدمير الحاجز الحدودي مبالغ فيها وأنها لن تشكل ضغطا على الجيش. وقال البريغادير جنرال المتقاعد شالوم هاراري من معهد مكافحة الإرهاب في هرتزليا إن «انتصار حماس في غزة سيقتصر على العلاقات العامة. وأضاف «الوضع قد يبدو أسوأ في الظاهر لكن إسرائيل لم تفقد سيطرتها على حدودنا». ولكن الأزمة قد تعقد اقتراحا يحظى ببعض التأييد من الغرب بتسليم السيطرة على معبر غزة لرئيس الوزراء د. سلام فياض الذي اقتصرت سلطاته على الضفة الغربية.. في وقت صعد محمود عباس (أبو مازن) وأعضاء حكومته الدعوات العلنية برفع الحصار رغم ان مسؤولين غربيين يقولون إن بعض مسؤولي فتح كانوا في بادئ الأمر يؤيدون الاستمرار في إغلاق المعابر. وقال المسؤولون الغربيون ان الإغلاق من شأنه تقويض موقف حماس أمام سكان غزة البالغ عددهم 5 ,1 مليون نسمة ما يمهد الطريق أمام فتح للعودة للقطاع. ولكن معلومات المخابرات الأميركية والإسرائيلية تفيد بأنه «رغم تدهور شعبية حماس إلا أنها تمكنت من استخدام شبكة أنفاق تمر تحت الحدود مع مصر لإدخال السلاح وعشرات الملايين من الدولارات شهريا».