قتل 21 شخصا على الاقل بينهم ثلاثة أطفال اليوم الخميس في غارة جوية أستهدفت بلدة تقع في ريف حلب (شمال) حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وتندرج هذه الغارات في اطار سلسلة العمليات المستمرة التي ينفذها السلاح الجوي للقوات النظامية منذ 15 كانون الاول/ ديسمبر وتشمل مساحات شاسعة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب وريفها. واسفرت هذه الغارات وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل المئات معظمهم من المدنيين كما أجبرت آلاف الأسر على النزوح عن منازلهم. وقال المرصد اليوم "بلغ عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران الحربي صباح اليوم منطقة السوق في بلدة الاتارب 21 شخصا بينهم ثلاثة اطفال" مشيرا الى ان "العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالة خطرة". كما قصف الطيران المروحي "بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تل رفعت" القريبة، بحسب المرصد وبث ناشطون اشرطة فيديو تبين مشاهد الفوضى بعد القصف، وتظهر فيها جثث وسط أكوام من الحطام. كما اظهرت لقطات اخرى امرأة ترتدي سترة جلدية سوداء وحجابا أبيض تصرخ وهي تنحني على جثة أحد أقاربها. ووزع نشطاء في محافظة حلب صورا لرجل ينحني نحو طفل بترت ساقه ولا يمكن التاكد مما إذا كان الطفل حيا أو ميتا. وعزا احد الناشطين من مدينة حلب واسمه ابو عمر "ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين لان القصف استهدف السوق" الذي عادة ما يكون مكتظا. واضاف ان القوات النظامية تستهدف المدنيين "الذين يؤيدون الثورة" ضد نظام الرئيس بشار الاسد وتشهد احياء مدينة حلب منذ صيف 2012 معارك يومية بين نظام الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة. ويتقاسم الطرفان السيطرة على المدينة التي كانت العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل اندلاع النزاع منذ ثلاثة اعوام. بينما يسيطر مقاتلو المعارضة على الجزء الاكبر من ريف المحافظة. ونددت منظمات دولية عدة بحملة القصف الجوي على حلب والتي تحصد قتلى مدنيين وبدأت حركة احتجاجية ضد النظام السوري في منتصف آذار/مارس 2011 بتظاهرات سلمية ومطالبات باصلاحات ثم بتغيير النظام وما لبثت ان تطورت، تحت وطأة القمع الذي ووجهت به الى نزاع مسلح اودى بحياة اكثر من 150 الف شخص.