منذ عدة أسابيع صدمت إحدي سيارات الحراسة المرافقة لموكب رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهوت أولمرت طفلة صغيرة أثناء عبورها الشارع وأطاحت بها إلي جانب الطريق. من شاهدوا الحادث أكدوا أن الطفلة وتدعي حيني عوفر(10 سنوات) عبرت وإشارة المرور خضراء في حين يصر مكتب رئيس الوزراء أنها عبرت والاشارة حمراء.. الطفلة التي اصيبت بإصابات طفيفة وكانت تنتظر مع شقيقتها الكبري تامار حتي تتحول الاشارة إلي اللون الأخضر لتعبر الشارع بأمان لم تلاحظ اقتراب موكب أولمرت وأثناء عبورها صدمتها السيارة التي تتقدم الموكب ضمن المرافقين لأولمرت. كان هناك رجل إسعاف هبط من إحدي السيارات وأجري الاسعافات الأولية للطفلة وبعد ذلك تم نقلها إلي مستشفي هاداساه. باقي سيارات الموكب سارعت بمغادرة المكان باستثناء السيارة التي صدمت الطفلة التي ظلت في موقع الحادث بناء علي تعليمات الشرطة. أحد شهود العيان قال ان سيارات الموكب كانت تسير وهي تطلق سارينات التنبيه قبل أن تطيح إحداها بالطفلة, أما شقيقتها تامار فتقول نحن لم نخطيء وتأكدنا عدة مرات أن ضوء الاشارة أخضر قبل أن نعبر, لكن فجأة جاءت السيارة التي صدمت حيني. تسيلا عمة الطفلة قالت بغضب وهي تجلس بجوار سريرها إن هذه ليست المرة الأولي التي يرتكب فيها سائق من مكتب رئيس الوزراء حادثا في الطريق ويمر ذلك مرور الكرام, أضافت يبدو ان لديهم رخصة بالقتل اولمرت من جانبه تنفس الصعداء حين سمع من الطبيب الذي يتولي علاج الطفلة أن إصاباتها سطحية وانها غادرت المستشفي. وبعد الفشل الذريع الذي مني به جهاز الأمن العام( الشاباك) الذي يتولي حماية الشخصيات العامة عقب اغتيال إسحق رابين قررت أجهزة الأمن الإسرائيلي تشديد إجراءاتها الأمنية لحماية رئيس الوزراء فكل من يقود سيارته في شوارع إسرائيل يعلم انه قد يسمع فجأة صفيرا يصحبه صوت قوي لرجل شرطة بمكبر الصوت يقول تحرك جانبا. وقد يري سائقو السيارات أيضا موكب سيارات رئيس الوزراء يسير بسرعة كبيرة في شوارع اتجاه واحد عكس حركة السير. وتمتنع المؤسسات التعليمية والجامعات وغيرها عن دعوة رئيس الوزراء لحضور احتفالاتها خوفا من الاجراءات الأمنية, فالحرم الجامعي يغلق قبل حضوره بعدة ساعات ويمنع وقوف السيارات في الشوارع المحيطة ويتم التنبيه علي الضيوف بالحضور قبل الاحتفال بساعتين. قبل بضعة أشهر كان مقررا أن يقوم أولمرت بزيارة أحد المعاهد البحثية, لذا فقد تم تشديد الإجراءات الأمنية واغلقت الشوارع المؤدية إلي موقع الاحتفال وأصبحت المنطقة أشبه بحصن منيع. وما حدث يلقي الضوء علي كيفية تأمين الشخصيات المهمة في إسرائيل مسئولو جهاز الأمن العام( الشاباك) الذي يتولي حماية أولمرت وكبار المسئولين يضعون في اعتبارهم دائما أن رئيس الوزراء هدف للاغتيال في أي لحظة. لذا فهم يختارون أفراد الحراسة الخاصة المرافقين لرئيس الوزراء في تنقلاته من أفضل عناصر الشاباك تدريبا ومهارة والذين يتمتعون بقدرات بدنية وذهنية عالية, فهؤلاء كما يقول رونية برجمان محرر صحيفة يديعوت أحرونوت الذي سمح له الشاباك بزيارة المدرسة السحرية لتدريب حراس الشخصيات المهمة قناصة يستطيعون إطلاق النار وإصابة أي مهاجم من علي بعد مئات الأمتار وبعض المناسبات التي يحضرها رئيس الوزراء والتي قد تستغرق بضع دقائق تحتاج إلي فترة إعداد تصل إلي شهر كامل حتي تستطيع أجهزة الأمن المختلفة وضع خطط التأمين واتخاذ إجراءات الحماية المناسبة فإذا ما استدعي الأمر قيام أولمرت بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري. وعلي الرغم من أن الأمر لا يستغرق سوي عشر دقائق فإنه يحتاج إلي فترة إعداد وتخطيط لتأمين المكان من جانب الشاباك والشرطة وحرس الحدود قد تصل إلي أربعة أسابيع وتتولي قيادة مثل هذه العمليات وحدة تأمين وحماية الشخصيات المهمة بالشاباك التي منيت في السنوات الأخيرة بالفشل مرتين الأولي حينما نجح أحد المتطرفين اليهود في اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين والثانية حينما تم اغتيال أحد وزراء الحكومة ويدعي رحبعام زئيفي. والجانب الظاهر للمواطنين من نشاط هذه الوحدة لرجال عراض المناكب يرتدون النظارات الشمسية ويضعون السماعات في آذانهم هو فقط كما يقول برجمان جزء ضئيل من نشاط محموم يقوم به المكلفون بحماية الشخصية المهمة. وعملية التأمين يشارك فيها مئات الرجال والنساء, وتسبقها سلسلة من الاجتماعات للتنسيق بين أجهزة الأمن المختلفة, ولمنع أي شخص يريد اغتيال رئيس الوزراء من الاقتراب والوصول إليه هناك عدة دوائر أمنية تقوم كل دائرة بفحص وتفتيش جمهور الحاضرين قبل دخولهم إلي مكان الاحتفال. وكل دائرة أمنية تضع في اعتبارها أو تفترض أن الدائرة التي سبقتها قد فشلت في مهمتها ويتعاملون مع المدعوين بنفس الدرجة من الشك, وعند حضور رئيس الوزراء يتم منع أي شخص من مغادرة الاحتفال.