ابقت إسرائيل على الغموض أمس بشأن تحليق طائرات إسرائيلية فوق سوريا والتزمت صمتا رسميا استثنائيا يغذي التكهنات. ورأت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان سلاح الجو الإسرائيلي قام الخميس بتحليق استطلاعي فوق الأراضي السورية بينما التزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت حيال هذه المسألة. ورأي محللون ان تحليق الطائرات هذا يمكن ان يترجم «رغبة في الترهيب» بينما قال آخرون ان اسبابه محض عسكرية، مؤكدين رغبة إسرائيل في «تجنب تصعيد». وقال رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في البرلمان تساحي هانغبي لوسائل الاعلام الإسرائيلية ان «إسرائيل لا تريد تصعيد التوتر». واستبعد مسؤولون عسكريون نقلت اذاعة الجيش تصريحاتهم احتمال تصعيد عسكري مع سوريا لكنهم حذروا من امكانية ان ترد دمشق بتشجيع «هجمات ارهابية» على أهداف إسرائيلية في الخارج. وقال الخبير العسكري رئوفين بيداتسور ان «تحليقا كهذا، اذا تم فعلا من قبل سلاح الجو يثير تساؤلات ويشبه استفزازا يهدف إلى البرهنة لسوريا ان إسرائيل لم تفقد من قدرتها على الردع» بعد اخفاقاتها في الحرب في لبنان مضيفاً ان الصمت التام للسلطات «لا يؤدي سوى إلى زيادة التوتر» وينطوي على خطر تصعيد عسكري «يريده أي طرف». في المقابل قال المحلل مارك هيلر من مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب انه اذا كان سلاح الجو قد قام بعملية كهذه «فلا يمكن إلا أن تكون عملية مراقبة روتينية تهدف إلى اختبار الدفاعات الجوية السورية». واضاف ان «إسرائيل لديها ما يكفي من الأسباب لتشعر بالقلق من تعزيز تسلح سوريا مع ان هذا لا يعني حاليا ان هذا البلد يعتزم شن هجوم». من جهته، قال الجنرال عوزي دايان الرئيس السابق لمجلس الامن القومي انه يكفي معرفة ان «إسرائيل تتحرك في عدة مواقع في الشرق الاوسط». واضاف ان «اضافة أي شيء آخر سيكون اقرب إلى اطلاق تكهنات وحتى امرا خطيرا»، معتبرا ان الصمت الإسرائيلي يهدف إلى تهدئة الوضع. ورفض الجيش الإسرائيلي أمس التعلق على المعلومات التي اعلنتها دمشق. وقال متحدث باسم الجيش «لن نعلق على معلومات من هذا النوع». وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، امتنعت رئاسة الحكومة أيضا من جديد عن الادلاء بأي تعليق. وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم رئيس الوزراء ايهود اولمرت لوكالة فرانس برس «ليس لدينا ما نقوله أكثر من بيان الجيش». من جهتها، كتبت صحيفة «معاريف» ان «توترا كبيرا يسود» على الحدود الشمالية. إلا أن هذه الصحيفة مثل غيرها من وسائل الإعلام لم تشر إلى حشود للقوات أو أوامر محددة للدفاع المدني إلى السكان. ومن جهة أخرى، قال سامي بار-ليف، رئيس بلدية مستوطنة كاتزرين في هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981، أن أي توتر خاص لم يسجل في الهضبة مضيفاً «لم نتلق اية تعليمات من الجيش حول إعلان حالة الانذار».