في اليوم الذي بدأ فيه جو بادين، نائب الرئيس الامريكي، وكأنه يُعطي ضوءا أخضر لإسرائيل للقيام بعمل عسكري ضد منشآت إيران النووية، علمت صحيفة «جيروزاليم بوست» ان سلاح الطيران الاسرائيلي يعتزم المشاركة في مناورات جوية بالولاياتالمتحدة واوروبا خلال الاشهر المقبلة بهدف تدريب طياريه على التحليق لمسافات بعيدة كما نشرت جريدة الوطن الكويتية. كان بايدن قد قال خلال لقاء مع شبكة «أيه - بي - سي» التلفزيونية الاخبارية حول موقف الولاياتالمتحدة في حال رأت إسرائيل ان هناك حاجة لتدمير برنامج إيران النووي: لا تستطيع أمريكا ان تملي على دولة اخرى ذات سيادة ما يتعين عليها ان تفعله أو لا تفعله. لذا تستطيع اسرائيل ان تقدر بنفسها باعتبارها دولة ذات سيادة ماهو في مصلحتها فيما يتعلق بإيران او أي جهة أخرى. انها مؤهلة لذلك سواء وافقنا ام لا. بل ان أية دولة تتمتع بالسيادة تستطيع ان تحدد ما تريد ان تفعل بنفسها، وليس هناك اي ضغط من اي دولة يمكن ان يغيّر سلوكنا فيما يتعلق بكيفية العمل.. واضاف بايدان: لذا، من حق حكومة نتنياهو القيام بعمل مختلف اذا رأت ذلك ضرورياً، وهذا ليس من شأننا. جدير بالذكر هنا ان هذه الحكومة تقول انها تفضل وقف برنامج إيران النووي بالوسائل الدبلوماسية لكنها لم تستبعد الضربة العسكرية ايضاً. لكن لدى سؤال رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الامريكي الادميرال مايك مولن حول تعليقات بايدن المذكورة سابقاً قال: يرتبط الموقف الامريكي حيال ايران ومسألة الضربة العسكرية ب «قرار سياسي»، غير اني أشعر بالقلق من اية ضربة تستهدف إيران لما يمكن ان يؤدي ذلك الى حالة عدم استقرار كبيرة، ليس بسبب ماينشأ عن مثل هذه الضربة فقط بل وايضاً بسبب عواقبها الاخرى غير المقصودة في المقام الاول. واضاف مولن: واعتقد بدوري بان إيران يجب ألا تمتلك اسلحة نووية لان هذا يشكل خطراً كبيراً على الاستقرار في المنطقة. على أي حال، بالاضافة لمشاركته هذه السنة بتدريبات جوية مشتركة مع احدى دول حلف شمال الاطلسي، سوف يرسل سلاح الطيران الاسرائيلي ايضاً طائرات نفاثة مقاتلة من طراز «إف - 16 سي» للمشاركة في مناورات «العلم الأحمر» التي ستجري في قاعدة نيليس الجوية في نيفادا. كما ستشارك في نفس هذا الوقت طائرات نقل اسرائيلية اخرى من طراز «هيركوليز- 130 سي» في منافسة روديو - 2009 في قاعدة ماكورد الجوية بولاية واشنطن. وكشف مسؤولو وزارة الدفاع الاسرائيلية ان هدف هذه التدريبات الجوية خارج اسرائيل هو لتعلم مهارات التحليق لمسافات بعيدة. ويُذكر ان اكثر من 100 طائرة نفاثة من طائرات سلاح الجو الاسرائيلي كانت قد حلقت الصيف الماضي فوق اليونان، ورأى المراقبون في ذلك اختبارا اسرائيليا للقيام بضربة محتملة ضد منشآت ايران النووية. ومعروف ان لاسرائيل عدداً من الاتفاقيات الدفاعية مع بلدان عدة تسمح لسلاحها الجوي بالتحليق في المجالات الجوية الاجنبية. وكانت مجلة ال «اكسبرس» الفرنسية قد ذكرت في مايو الماضي ان سلاح الطيران الاسرائيلي اجرى مناورات عسكرية فوق جبل طارق الذي يبعد حوالي 4000 كم عن اسرائيل. وفي عام 2006 وقع شاؤول موفاز، الذي كان وزيرا للدفاع في اسرائيل آنذاك، اتفاقية تعاون مدتها خمس سنوات تسمح للطائرات الاسرائيلية بالمشاركة في تدريبات جوية مشتركة في رومانيا. كما وقعت اسرائيل مع تركيا على تحالف دفاعي ثنائي عام 1996 يسمح لطائرات البلدين بالتحليق في مجاليهما الجويين. غير ان سلاح الجو الاسرائيلي لم يشارك في مناورات «نسر الاناضول» الجوية التي جرت في تركيا في الفترة الاخيرة لكن مسؤولي وزارة الدفاع الاسرائيلية أكدوا ان غياب الطائرات الاسرائيلية عن تلك المناورات لم يكن بسبب التوتر الذي اثارته عملية «الرصاص المصبوب» في غزة بين البلدين في مطلع هذا العام.