فى إطار التداعيات وردود الفعل حول الغارة الإسرائيلية الأخيرة التى وقعت فى السادس من شهر سبتمبر الجارى على أهداف داخل سوريا، نقلت صحيفة " نيويورك تايمز " أمس الثلاثاء18/9 عن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إنه لم يتضح بعد ما إذا كان مسئولو الإدارة الأمريكية قد أعربوا عن تأييدهم لشن تلك الغارة أو نصحوا بعدم شنها . وقد نفت سوريا وكوريا الشمالية أى تعاون نووى بينهما حيث تزعم بعض التقاريرأن هناك تعاون وأنه سبب الغارة الإسرائيلية حيث جددت كوريا الشمالية نفيها للمعلومات التى أشارت إلى أنها تساعد سوريا فى تطوير أسلحة نووية معتبرة أنها معلومات ليس لها أساس من الصحة، وشددت على أنها ملتزمة بتعهد سابق بعدم السماح بنقل مواد نووية، وقد جاء النفى الكورى الشمالى وسط تكهنات كثيفة حول معلومات عن غارة إسرائيلية على سوريا، حيث أشارت بعض وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قد تكون استهدفت مشروعاً نووياً مشتركاً، لكن المتحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية نفى هذه المعلومات مشيرا الى أنها ليست سوى مؤامرة ضد "بيونج يانج" . وكان مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية ،قد أشار أمس إلى أن المخابرات الأمريكية رصدت على مدار الأسابيع الأخيرة عدة شحنات متوجهة من كوريا الشمالية فى طريقها إلى سوريا زاعماً أن بعض هذه الشحنات الكورية الشمالية ربما وصلت بالفعل إلى سوريا، موضحا أن بعض هذه الشحنات عبارة عن معادن على مستوى متطور بحيث يمكن استخدامها فى انتاج أسلحة مثل الصواريخ أو تكنولوجيا الصواريخ ذات الوقود الصلب، وأضاف المسئول الأمريكى أن هناك شعوراً بالقلق فى واشنطن إزاء تلك الشحنات المتجهة إلى المنطقة والتى تصل فى النهاية إلى سوريا . وكانت سوريا قد أعلنت فى السادس من شهر سبتمبر الحالى أن دفاعاتها الجوية تصدت لطيران عسكرى إسرائيلى داخل الأجواء السورية بعد أن ألقى بعض ذخائره واجبرته على المغادرة مُحذرة إسرائيل من أن سوريا تحتفظ بحق الرد على هذا العمل العدوانى ،وقد امتنعت إسرائيل فى ذلك الوقت عن الإدلاء بتعليق فورى على هذه الأنباء، وبعد ذلك نفى الجيش الإسرائيلى ما أعلنته سوريا من أن طائراته قصفت أهدافاً فى سوريا، كماسبق للطيران الإسرائيلى أن شن غارة على سوريا فى أكتوبر 2003،ثم قام بخرق الأجواء السورية فى يونيو 2006، وحلقت أربع طائرات إسرائيلية فوق قصر الرئيس السورى بشار الأسد بالقرب من اللاذقية شمال غرب سوريا وأعلنت إسرائيل فى ذلك الوقت أن التحليق جاء رسالة لوقف دعم حركة حماس الفلسطينية بعد أن خطفت الحركة جندياً إسرائيلياً فى غارة عبر الحدود من قطاع غزة، وقد اتهم الرئيس السورى قوى دولية بتأجيج الصراعات فى الشرق الأوسط بدلاً من السعى لإيجاد حلول جدية فى المنطقة . وفى هذا السياق، عبر " آلون ليل " المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية عن استيائه حيال الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، مؤكداً أنها كانت عملية بالوكالة لمصلحة أمريكا، ومن ناحيته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت فى 18/9 أن إسرائيل تتطلع إلى إجراء مفاوضات سلام مع سوريا دون أى شروط أو مطالب مُسبقة، وأنه يكن احتراماً كبيراً للرئيس السورى بشار الأسد، بينما أشارت آخر استطلاعات للرأى فى إسرائيل إلى ارتفاع شعبية" أولمرت" عقب هذه الغارة . وتتزامن زيارة رايس لإسرائيل اليوم مع بدء انحسار التوترات بين إسرائيل وسوريا فى أعقاب هذه الغارة، وأشارت رايس إلى أن الولاياتالمتحدة لم تلحظ أى تغير فيما أسمته بسلوك سوريا المزعزع للاستقرار فى الشرق الأوسط، مُشيرة فى الوقت نفسه إلى أن الولاياتالمتحدة لن تقف فى طريق مباحثات سلام بين سوريا وإسرائيل، لكنها ينبغى ألا تكون بديلاً عن المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ورفضت "رايس" الحديث عن التقاريرالتى تقول إن كوريا الشمالية تقدم مساعدة نووية لسوريا لكنها قالت إن إدارة بوش لا تساورها أوهام بشأن أنشطة الانتشار النووى لبيونج يانج، مُشيرة الى أن مثل هذه التقارير تؤكد ضرورة ضمان إغلاق المفاعلات النووية لكوريا الشمالية وكذلك كل الجوانب الأخرى لبرنامجها النووى . ومن ناحيته، أعلن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز اليوم الاربعاء أن حدة التوتر بين سوريا وإسرائيل قد خفت وأن إسرائيل مُستعدة لإجراء مفاوضات سلام مباشرة مع سوريا، وذلك فى إشارة إلى الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، مُشيراً إلى أنه لا يعتقد أن العصبية بين سوريا وإسرائيل قد انتهت .. وتساءل بيريز: لماذا العودة إلى الشائعات والتكهن بخصوص الاستعداد للتفاوض المباشر مع سوريا من أجل السلام ؟. وقد رأت صحيفة " جيروزاليم بوست " الإسرائيلية أن إشارة أخرى تفيد بأن حدة التوتر مع سوريا قد هدأت إلى حد ما،و تتمثل هذه الاشارة فى حقيقة أن قوات الجيش الإسرائيلى أعلنت استئناف جولة من تعيينات ضباط كان قد تم تعليقها بسبب تزايد حدة التوتر، وذلك منذ شهر قبل حادث السادس من سبتمبر الحالى وبسبب مخاوف من حرب محتملة مع سوريا خلال فصل الصيف، ورأت الصحيفة أنه رغم استئناف تلك التعيينات، فإن حدة التوتر لم تتبدد بالكامل وأن الجيش الإسرائيلى مازال فى حالة تأهب عالية فى مرتفعات الجولان، فيما أعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية أن خطر حرب وشيكة مع سوريا قد قل .. إلا أن ثمة فرصة مواتية فى أن تختار سوريا الرد بطريقة بديلة إلى حد ما على حادث السادس من سبتمبر الأخير، وأضافت الصحيفة أن أحد الاحتمالات التى تثير مخاوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هى أن سوريا ربما تشجع جماعات إرهابية على تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية داخل إسرائيل وخارجها . 19/9/2007