المصرى اليوم 19/1/2008 «كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلي ضده».. هكذا يقول المثل، وتصاعد رد الفعل الرسمي تجاه الانتقادات التي يوجهها الاتحاد البرلماني الأوروبي إلي القاهرة زاد علي الحد. هل الذي أزعج القاهرة إلي هذا الحد هو الاتهامات بانتهاكات ضد حقوق الإنسان؟ أم مطالبة البرلمان الأوروبي بالإفراج عن أيمن نور؟ لكنها ليست المرة الأولي التي طالب فيها البرلمان الأوروبي والحكومات الأوروبية بالإفراج عن أيمن نور.. وسبق لوفود برلمانية رسمية ودبلوماسية أن زارت نور في السجن. إذن الذي أزعج مصر إلي هذا الحد هو الاتهامات بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان.. التي وصفها الدكتور فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، بأن عناصر مشبوهة تقف وراءها.. وكان عليه مادام يعرف أنها عناصر مشبوهة أن يسمي تلك العناصر.. وهي ليست فقط مشبوهة.. وإنما تُكن العداء لمصر.. وأتصور أنه يقصد مصريين يعملون في مجال منظمات حقوق الإنسان.. تربطهم بالخارج علاقات عمل. ولم ينس أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أن يشارك في تصعيد الحملة.. واستدعي سفراء دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين في القاهرة.. لإبلاغهم قرار رفض مصر مشروع قرار الاتحاد الأوروبي، الذي صدر أمس الأول بانتقاد سجل مصر في مجال حقوق الإنسان.. ووافق عليه 52 نائباً.. بينما امتنع 7 عن التصويت. وانضم صفوت الشريف إلي الحملة، وعبر عن استياء مجلس الشوري. هل هذا التصعيد الثلاثي سيدفع البرلمان الأوروبي إلي التراجع عن قراره السابق؟ وهل تهديد فتحي سرور بفتح الملفات وكشف المستور من انتهاكات حقوق الإنسان لبعض دول الاتحاد.. سيجعلهم يستقلون أول طائرة متجهة إلي مصر.. لإقناع فتحي سرور بالتراجع عن تهديده؟! إذا كانت هناك بعض الانتهاكات - وهناك انتهاكات بالفعل - فلماذا لا نعترف بها؟ وإذا كانت للبرلمان الأوروبي، أو لأي جهة أخري، ملاحظات علي قانون مكافحة الإرهاب الجديد.. فلماذا لا ندرسها.. ثم نقرها أو لا نقرها.. خاصة أن سجلنا ليس جيداً في إعداد وسلق وطبخ القوانين.. والدكتور مفيد شهاب رجل سجله مليء بالعديد من هذه القوانين؟! ما الذي يزعجنا إلي هذا الحد؟ وما الداعي إلي استخدام كلمات كبيرة وبراقة، ليست في محلها.. مثل: عناصر مشبوهة.. وتُكن العداء لمصر؟ إنني لا أنفي اتهاماً عن أحد.. لكن بعض هذه العناصر المشبوهة التي تُكن العداء لمصر قد تكون من بين الذين يمررون القوانين ويوافقون عليها في ساعات.