لليوم السادس على التوالي تستمر الإنفجارات العنيفة فى هز العاصمة الصومالية مقديشو، ويسمع إطلاق نار في أنحاء مختلفة من المدينة، مع تواصل القتال العنيف الدائر بين القوات الإثيوبية والصومالية من جهة ،والمسلحين من جهة أخرى والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخصا. كما أسفر القتال أيضا عن تشريد المئات من سكان العاصمة الذين ساروا مجهدين بعد أن قطعوا مسافات طويلة سيرا على الأقدام، باحثين عن مأوى وحاملين أمتعتهم وأشياءهم الشخصية على رؤوسهم. هذا وقد دعت الحكومة الصومالية المؤقتة،سكان المناطق الشمالية فى مقديشو إلى مغادرتها تمهيدا لهجوم "شامل" على المسلحين في سادس يوم من قتال دامٍ منذ الأربعاء الماضي وخلف 230 قتيلا خمسهم سقط أمس, في حصيلة قد تكون مؤقتة بسبب صعوبة الوصول إلى الضحايا. ويشيرالسكان المحليون إلى إستمرار التراشق بالمدفعية بين الطرفين المتقاتلين خلال المعارك التي أوقعت المزيد من القتلى والجرحى بين المدنيين وهدمت المنازل وخصوصا شمالي وجنوبيالمدينة. ويؤكد سكان مقديشو، على أن الدبابات الإثيوبية تمطر قذائف الهاون على مناطق المدنيين بشكل عشوائي،وقذائف الهاون تسقط في كل مكان. وأن كلا الجانبين يستخدم الرشاشات والمدفعية المضادة للطائرات مما أدى إلى محاصرة العديد من الناس في منازلهم. ويذكر أن أكثر من ألف شخص كانوا قد قتلوا أيضا في موجة من أعمال العنف التي نشبت بين الجانين واستمرت أربعة أيام الشهر الماضي.
و حول ظاهرة النزوح الجماعى التى ترتبت على المعارك المستمرة.. تقول بعض الجماعات المحلية إن عددمن هجروا منازلهم في الآونة الأخيرة قد تجاوز 500 ألف شخص، في أكبر موجة نزوح عن المدينة منذ سقوط نظام الحاكم العسكري السابق للبلاد محمد سياد بري عام 1991. إلا أن الأممالمتحدة قالت إن زهاء 321 ألف من سكان مقديشو قد هجروها جراء القتال بين الطرفين منذ شهر فبرايرالماضى. ويمثل هذا العدد حوالي ثلث سكان العاصمة مقديشو ويتجاوز كثيرا الأرقام التي نشرت سابقا. ويفيد المراسلون في الصومال بأن النازحين المشردين يعيشون في ظل ظروف مزرية في جنوب ووسط الصومال حيث يقيم العديد منهم تحت الأشجار من دون اى تجهيزات ،وفى مناطق نتشرفيها الأوبئة وفقاً لبعض التقارير. وفي تطور إقليمي للصراع في الصومال، أعلنت أريتريا عن انسحابها من التكتل الإفريقي لحفظ السلام (إيجاد) بعد خلاف مع إثيوبيا بشأن الملف الصومالي. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأريترية: "إن حكومة أريتيريا أرغمت على اتخاذ هذه الخطوة نظرا لحقيقة أن عددا من القرارات المتكررة وغير المسؤولة التي تقوض السلام والأمن الإقليميين قد تم اعتمادها تحت عباءة إيجاد". وتابع البيان قائلا: "ولطالما كان الأمر كذلك، فإن الحكومة الأريتيرية لم تعد ترى من المناسب أن تكون طرفا في التطورات التي يجب أن يسأل عنها قانونيا وأخلاقيا". وجدير بالذكرأن أسمرة وأديس أبابا قد دأبتا على تبادل الاتهامات بشأن دور كل منهما في تأجيج النزاع الدائرفي الصومال، وإن كان بعض المراقبين يعبرون عن مخاوفهم من أن الدولتين لا زالتا على خلاف بشأن صراع حدودي بين عامي 1998 و2000 ولم يجر حسمه حتى الآن. ويقول المراقبون إن الدولتين قد تكونان منخرطتان في حرب غير مباشرة بينهما في الصومال بسبب الخلاف الحدودي بينهما. ويذكر أن الحكومة الإثيوبية قامت بتقديم دعم عسكري مباشر للحكومة الصومالية المؤقتة للإطاحة باتحاد المحاكم الإسلامية، في نهاية العام الماضي. ويقول نشطاء من جماعات محلية لحقوق الانسان ان القتال المندلع منذ يوم الاربعاء 18/4أسفر عن سقوط 230 قتيلا على الاقل، ودمرت ممتلكات تقدر ب500 مليون دولار بينما أرغم الالاف على الفرار من المدينة . ويشير المراسلون إلى تركز المعارك في الآونة الأخيرة حول معقل للمقاتلين الاسلاميين في شمال المدينةوالتى أصبحت الأوضاع مترديةفيها، حيث الجثث ملقاة على الارض تحت الشمس وقد تعفنت وبعضها مشوه أو مقطوعة الرأس بسبب القصف المتواصل الذي حول العديد من المباني الى حطام. ويشير المحللون إلى أنه بالرغم من تغلب الحكومة الصومالية المؤقتة بدعم من الجنود والدبابات والمقاتلات الاثيوبية على الاسلاميين في حرب قصيرة بنهاية العام الماضي وبداية العام الحالي.إلا أنه و بعد مضي أربعة شهور على ذلك ما زالت تصارع لكي تسيطر بالكامل على العاصمة الصومالية حيث أعاد المقاتلون الاسلاميون بدعم من بعض عناصر قبيلة الهوية، أكبر قبائل مقديشيو،وبعض زعماء الحرب، تنظيم صفوفهم للوقوف ثانية في وجه حكومة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف. وكان الجيش الإثيوبى قد تدخل رسمياًفى الصومال فى نهاية ديسمبر 2006 حيث اطاح بالمحاكم الإسلامية التى دعت إلى المقاومة ضد التدخل الإثيوبى فى الصومال.وهو الأمر الذى دعا رئيس الوزراء الصومالى على محمد غيدى إلى التعهد الأحد 22/4 إلى القضاء على المتمردين الذى وصفهم بالإنتماء إلى تنظيم القاعدة.
ويشار إلى انه وبسبب هذه المواجهات تستمر الصومال فى الفوضى الأمنية الغارقة فيها منذ 16 عاماً ومنذ أن أطاحت ميليشيات بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991 ، ويشعر الصوماليون بفقدان الأمل من تحسن الأوضاع على المدى القريب ويخشون من أن تدخل الحرب فى مراحل أسوأ مستقبلاً.