اكد الدكتور جمال ابو شقرة استاذ التاريخ الحديث ان اسوأ التحديات التى تواجه مصر فى الوقت الحالى هى إفتقار الشعب للوعى السياسى واحتياجنا لثورة ثقافية حقيقية تعود بنا إلى السمات الإيجابية للشخصية المصرية واهمها قبول الوحدة رغم التعدد وان مصر مازالت فى مرحلة انتفاضات ثورية لم تنتهى بنا إلى ثورة حقيقية بعد، جاء ذلك خلال اللقاء الحوارى الذى استضاف خلاله شباب محافظة المنوفية السيد اللواء علي حفظي الخبير الإستراتيجي ومحافظ شمال سيناء الأسبق، والأستاذ الدكتور جمال شقرة استاذ التاريخ الحديث ورئيس مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، استكمالاً لسلسلة حوارات شبابية التى تنفذها وزارة الشباب تحت شعار" معا .. نتحاور لبناء مصر " بمختلف المحافظات. عبّر اللواء على حفظى عن سعادته لقاء شباب مصر الذين يمثلون افضل ثرواتها، مشيراً انهم قادرين على الانطلاق بمصر للأمام والعمل كدرع أمان للبلاد فى كافة مراحلها، مؤكداً فى الوقت ذاته على ضرورة التواصل بين جيل الشباب والرواد ذوى الخبرة بهدف نقل خبراتهم فى كيفية التغلب على العوائق والأزمات الإقتصادية والسياسية التى واجهت البلاد فى الماضى وهى المسئولية التى سننطلق بها لصالح مصر ونحدد من خلالها نظرة مستقبلية للبلاد. ومن خلال تلك التجارب التى عاصرها جيل الرواد، قال حفظى ان الإنسان المصرى قد اثبت انه لا يقبل الهزيمة رغم ما يستعرضه التاريخ من ازمات واطماع استعمارية واجهت مصر طوال 2500 سنة لم تتغير خلالها قيم المصرى او لغته او ثقافته وهويته. واختتم حفظى كلمته بان " العبور الثانى" لمصر من الأزمة الحالية يتطلب الثقة فى قدراتنا وامكانياتنا، واشار إلى وجود خطط خارجية تعمل على تنفيذ سياسة التفريق بين فئات الشعب وعرقلة اى انجازات تسهم فى تحويل مصر لدولة متقدمة، منوهاً الى عدم جدوى العمل بالنظام الفردى السلطوى وإلى ضرورة الإنتفاع بالعقول المصرية المبدعة. وخلال كلمته، تناول استاذ التاريخ الحديث جمال شقرة سمات الشخصية المصرية، موضحاً ان شعب مصر متدين ومعتدل يكره التطرف والفوضى، وهو ما جعل الشعب يلجأ عبر تاريخه لتجنب الثورة للتعبير عن رفضه لنظام او حاكم ما، والتوجه إلى الإحتجاجات السلبية لمحاولة تغيير الأوضاع، ومن ابرز اشكالها صناعة النكتة والرسائل التى تتضمن ارشادات ونصائح للحاكم للتعديل من مسار خططه فى إدارة الدولة. واثار الشباب الحضورعدد من التساؤلات تمثلت فى ما حققته ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى تصحيح مسار الدولة فى شتى المجالات، ودور الجيش فى العملية السياسية، حيث استعرض شقرة بدايات دخول الجيش المصرى فى العملية السياسية اثناء الثورة العرابية بهدف حماية الشعب من إستبداد الأتراك، مؤكداُ على ان الجيوش لا يجوز ألا تلعب دوراً سياسياً وخاصة فى دول العالم الثالث التى ما زالت تنمو وتنضج سياسياً واقتصادياً، حيث يمثل جيشها مؤسسة وطنية قادرة ان تلعب دور الحكم بين القوى والطبقات الاجتماعية والسياسية المتصارعة. واوضح شقرة ان ثورة 25 يناير جاءت نتيجة انحراف ثورة 23 يوليو 1952عن مبادئها الاساسية، وتجسدت اسوأ مظاهر هذا الإنحراف فى الإنحياز لكبار رجال الاعمال منذ تجربة الإنفتاح الإقتصادى. واضاف قائلاً: "جاء تسونامى 30 يونيو الذى قاده الشعب لتعديل مسار الحركة السياسية والتاريخية فى مصر".