رفض الدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون، مطلب إسقاط المجلس العسكرى، جملة وتفصيلا، حيث إنه يعد تفتيت للدولة ويعرضها للخطر، مشيرًا إلى أن تخوين أى طرف من أطراف الثورة مرفوض ولا يجوز ويجب أن نعمل جميعا على رأب هذا الصدع وتقليل الفجوة بين المجلس والثوار. وإقامة قناة للحوار بينهما مع تحميل المجلس العسكرى المسئولية لأن بيده الحكم. جاء ذلك فى الندوة التى أقامتها هيئة الكتاب برئاسة الدكتور أحمد مجاهد بعنوان ثورة يوليو والتغيير، وشارك فيها د. جمال شقرة، والدكتورة هدى زكريا وأدارها د.حسام عيسى. وقال عيسى، أن أعظم ما فى ثورة يوليو أنها حققت كل ما كان مطروحًا، فحققت الإصلاح الزراعى، السد العالى، تأميم قناة السويس أى أن عبدالناصر جمع كل مطالب الحركة الوطنية وحققها، وعندما تمسك بفكرة العروبة كان يقصد بها خلق جبهة لأن إسرائيل بنيت فى الأساس ضد مصر. وأضاف عيسى: لست متأكدًا أن كان فض الاعتصام صحيح أم خطأ ولكن المؤكد أنه يفقدنا تأييد الشعب، وخاصة عندما أغلق مجمع التحرير وتعطلت مصالح المواطنين، ولكن ليس الثوار هم من أغلقوه وإنما أهالى الشهداء وشباب الثورة هم من أعادوا فتحه، وبالرغم من أن التحرير الآن مخترق وثلث من فيه ليسوا من الثوار فقد شكلت المباحث العامة فى الفترة الأخيرة فوق الألف ائتلاف ولكن لا يجوز للمجلس العسكرى أن يخون أي طرف من الثوار أو أى حركة سياسية. وقالت هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع: المجتمع تعارف على معنى كلمة الضبط والانتظام والدولة، ووجود الدولة فى مصر هو وجود جمعى، فالجميع تعارف على وجود الدولة، حيث إن وحدة البناء الاجتماعى هى قوته، ومصر مهددة بالغزو لموقعها ولكن القوة التى تحمى مصر هى الثقافة ولم يسمح المصريون بأن تهدم الثقافة، المجتمع المصرى وكل المجتمعات لديها قوتان قوة ناهضة وقوة هادمة القوة الناهضة كانت موجودة فى العصر الحديث وكان يبحث عنها محمد على الذى تسلم مصر 1805 وبناها من لا شيء، وفى 1830 قامت مصر تهاجم الاستانة بجيشها، فمصر لا تحتاج وقتًا كثيرًا لكى تنهض كما يتخيل بعض المرضى فمصر تفعل أشياء تبهر الجميع. وعن ثورة يوليو قالت هدى: عندما يتحدث البعض عن ثورة 23 يوليو يبدأ بعيوبها ولا يرى غير الجانب السيء منها ولماذا لا ننظر لتاريخنا العظيم الذى صنع هذه الثورة الولاء الحقيقى للوطن والشعب، الجيش المصرى لا يجوز ربطه بأى جيش آخر لأنه تربى فى قلب هذا الشعب، نحن نحتاج لثورة ثقافية تعيد قراءة التاريخ ولا يجوز عمل مقارنة بين ثورة 23 يوليو 1952 وثورة 25 يناير 2011، ولا أن نقول هذه ثورة جيش وهذه ثورة شعب، وينقصنا فى الوقت الحالى خطط استراتيجية صحيحة تأخذنا نحو النهضة والتقدم. وقال جمال شقرة، رئيس مركز أبحاث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس: الشعب المصرى هو الذى علم الدنيا فكرة الثورة وأول ثورة فى التاريخ قامت فى مصر قبل الميلاد ضد بيبى الأول الذى حكم 94 عامًا، ولكن الشعب المصرى يتميز بالصبر الشديد على الحكام، ويتميز بالاحتجاج السلبى مثل الكاريكاتير الساخر ورسائل عديدة فى وثائق قصر عابدين الذى استولى عليه جمال مبارك، وقد قدمت ضده بلاغًا للنائب العام لتبديديه هذه الوثائق.
