تولى روبرت زوليك الإثنين رسميا منصب الرئيس الحادى عشر للبنك الدولى والذى سيظل فيه لخمس سنوات وسط تفاؤل من المراقبين وموظفى البنك بأن يشن حملة على الفساد الذى طال بعض إدارات مؤسسة الإقراض الدولية. وحل زوليك - الذى كان يتولى منصب نائب وزير الخارجية ومن قبل الممثل التجارى الأمريكى - محل سلفه بول وولفويتز السياسى الذى وصمه إشعاله للحرب فى العراق وأثار ضغائن موظفى البنك ضده. وخرج ولفويتز من البنك بفضيحة ختمت سجله بعار آخر تمثل فى محاباته لصديقته الحميمة التى انتدبها لدى وزارة الخارجية ومنحها راتبا لم تكن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تحصل عليه..مما جعلها حديث أروقة وزارة الخارجية والبنك معا. وتولى زوليك - بعد استقالته من وزارة الخارجية - منصب نائب رئيس مجموعة "جولدمان ساكس" المالية المعروفة بأنها مصنع لوزراء الخزانة والاقتصاد الأمريكيين. ويرأس زوليك بحكم منصبه الجديد هيئة التنمية الدولية ومجلس مديرى مؤسسات التمويل الدولية ووكالة ضمانات الاستثمار المتعددة الجنسيات والمجلس الإدارى للمركز الدولى لتسوية نزاعات الاستثمار التى تشكل جميعا مجموعة البنك الدولى. وأكد المديرون التنفيذيون الدور الذى تلعبه مجموعة البنك الدولى فى الحد من مشكلة الفقر وحفز التنمية الاقتصادية وأشادوا بخبرات زوليك واستبشروا بقدرته على إبداء قيادة قوية وإمكانيات إدارية وتعزيز مصداقية وفعالية هذه المؤسسة الدولية وأكدوا استعدادهم للتعاون معه لتحقيق الهدف الأسمى لهم وهو تقليص معدلات الفقر العالمية التى تمثل المهمة الرئيسية للمجموعة. وستكون من أولى أولويات عمل روبرت زوليك محاولة إقناع الأعضاء بالمساهمة فى تقديم نحو 30 مليار دولار لتمويل برامج البنك لمكافحة الفقر والمرض وهو ماجعله يقوم بجولة استمرت أسبوعين فى أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية عقب ترشيحه. وقال زوليك - البالغ من العمر 53 عاما - إن البنك يواجه تحديات كبيرة خاصة فى إفريقيا وأنه يحتاج إلى بحث ما سيمكن عمله فى أعقاب عامين من الاضطرابات التى وصمت أداء ولفويتز. وتتطلع الدول الأعضاء - التى يبلغ عددها 185 عضوا ومعها موظفو البنك الذين يقدر عددهم بنحو 10 آلاف موظف فى مختلف أنحاء العالم - إلى أن يقوم زوليك بإعادة بناء الحالة المعنوية للبنك الذى يقدر ما يقدمه من قروض سنويا بنحو 23 مليار دولار. وجرى العرف على أن تقوم الولاياتالمتحدة بتعيين رئيس البنك..بينما تتولى أوروبا اختيار رئيس صندوق النقد الدولى الذى يتولاه حاليا الإسبانى رودريجو دى راتو الذى أعلن الأسبوع الماضى عزمه التنحى عن منصبه قبل انتهاء فترة ولايته بعامين وذلك لأسباب قال إنها شخصية.