السنيد علامة مضيئة في عالم الفن ربما لم نعرف أسماءهم، ولكن أدوارهم الثانوية تظل محفورة في الوجدان وترى الجمهور يتذكرهم دائمًا بما يقدمونه إما عن طرق جملة مشهورة أو دور احترفوا تأديته، نالوا من خلاله محبة وتقدير الجمهور. وعلى مر العصور تجدهم في وجدان المشاهد فلقد ظهروا في عالم المجد والشهرة بأدائهم المتميز وموهبتهم الفاذة جعلت بصمتهم خالدة في تاريخ السينما المصرية، فهم كما قال عنهم رشدي أباظة "طبق السلطة الشهي على مائدة الفن". مظهر أبو النجا ومن أشهر من قام بالأدوار الثانوية في السينما المصرية الفنان مظهر أبو النجا والشهير بجملة "يا حلاوة" يعد أحد مشاهير الفنانين ذو الأدوار الثانوية، قدم الكثير من الأعمال السينمائية والمسرحية وشارك كبار النجوم وكان آخرهم النجم محمد هندي في فيلم رمضان مبروك أبو العلمين حمودة واشتهر بمشهد تقدم هندي لخطوبة أحد البنات وهي يردد مقولة "رباني". عمل في العديد من المسرحيات التي أنتجها وقام ببطولتها الفنان محمد نجم من بين مسرحياته "موزة وتلات، زوج في المصيدة، تلات سكاكين، عش المجانين، وعبده يتحدى رامبو". انتقل عام 1971 إلى مسرح الريحاني وقدم كممثل: "باي باي، الملاك الأزرق، والأخوة الأندال، من أهم أفلامه: "لمؤاخذة يا دعبس، المشاغبون في البحرية، المخطوفة، والغني والفقير". توفى الفنان الكبير مظهر ابو النجا 1 مايو 2017 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 77 عاما بعد رحلة فنية طويلة مليئة بالاعمال الكوميدية الرائعة. يوسف عيد تألق الفنان الراحل يوسف عيد في أكثر من 50 عملا فنيا تنوعت ما بين المسرح والسينما والتليفزيون، وبالرغم من أن أدواره الكوميدية صغيرة فإنه استطاع أن يترك بصمته في الأعمال التي شارك بها. عندما تتذكر فيلم "الناظر صلاح الدين" يتبادر إلى ذهنك مقولة يوسف عيد "زكريا الدرديري" مدرس رياضيات وفرنساوي عقبال ما يجيبوا مدرس فرنساوي". وأبدع في دور الحانوتي مع الفنان أحمد حلمي بفيلم "جعلوني مجرمًا" وكانت جملة الشهيرة "عايزك تعملي دعاية تهز المقابر". أما فيلم التجربة الدنماركية فموال يوسف عيد ظل متعلقًا في الأذهان "ياحلو يالي العسل سايل من الشفة، شعرك سلاسل ذهب، دمك كمان خفة، ادفع في مهرك ألوف، واهديكي جميع مالي لو قلتي كلمة "ييس" مع بسمة من الشفة". كما شارك يوسف عيد في فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة، بوبوس، كابتن هيما، صرخة نملة، علي سبايسي، عيال حبيبة، حاحا وتفاحة"، وعلى الشاشة الصغيرة قدم "مسيو رمضان أبو العلمين حمودة، تامر وشوقية، الكبير أوي، ولحظات حرجة". وعلى خشبة المسرح شارك في "شارع محمد علي، وعلشان خاطر عيونك". حسن عبد الفتاح الفنان حسن عبد الفتاح الذي اشتهر بأدواره الكوميدية مع مشاهير الفنانين فطل علينا مع الفنان محمد سعد في ثلاث أفلام هي "اللي بالي باللك"، "كتكوت"، "بوشكاش"، فعندما يتطرق في ذهنك تلك الأفلام تستدعي الذاكرة المشاهد التي أداها حسن عبد الفتاح وخاصة أغنيته مع محمد سعد في فيلم "كتكوت" وهي "بلالم بلالم تيرلا لا". وحسن عبد الفتاح ممثل مصري من مواليد 1965، في عام 1990-1991 تقدم للمشاركة في فرقة محمد صبحي للمواهب ونجح في الاختبار، وأصبح ضمن فريق ستوديو 2000، وشارك في عدة أعمال مع الفنان محمد صبحي المسرحية والتليفزيونية. رضا حامد الفنان رضا حامد، اشتهر بطريقة أداء معينة، يعتمد فيها على الأداء الصوتي ومن أشهر ما قدم فيلم "الحب كدا، حبيبي نائم، قصة الحي الشعبي، شبه منحرف، العيال هربت". محمد محمود الممثل محمد محمود ولد في مدينة القاهرة في عام 1951، شارك محمد محمود في بطولة عدد كبير من المسلسلات التليفزيونية والأفلام والمسرحيات، من أبرز أعماله المسرحية: "مراتي زعيمة عصابة، دو ري مي فاصوليا، خلوصي حارس خصوصي"، وقدم في التليفزيون: "فارس بلا جواد، 7 شارع السعادة، علشان ما ليش غيرك". حسن عبد السلام أما أقدم وأشهر كومبارس في السينما والمسرح والتليفزيون فهو الفنان الراحل حسن عبد السلام الشهير ب"حسن كفته"، والذي اشتهر بصغر الجسم والبنيان الرفيع، مما أهله للمشاركة في مجموعة من الأفلام من بينها "جعلوني مجرما، 30 يوم في السجن، العيش والملح، علي سبايسي، حريم كريم، الساحر، اللمبي، وأصحاب ولا بيزنس". ومن أشهر ما قدم دوره في مسرحية "الهمجي" مع الفنان محمد صبحي، والتي كان يكرر فيها جملة "ماتقدرش"، فيما كانت آخر أعماله مع الفنان أحمد مكي في مسلسل "الكبير" في رمضان الماضي، في دور كابتن توفيق، مدرب كرة قدم أمريكي. فتحي سعد والفنان فتحي سعد بدأ نشاطه الفني فى التسعينيات وعمل بالمسرح والسينما والتليفزيون وانحصرت أدواره في دور الموظف والرجل الماكر، ويمكن رؤيته في دور الجار المسطول بمسرحية " ألابندا" كما ظهر في فيلم "سعيد كلاكيت، خليك في حالك". قدم العديد من المسلسلات منها "عفاريت محرز، الكبير أوي، بدون ذكر أسماء". رياض القصبجي من فرقة التمثيل بالسكة الحديد التي كان يعمل بها "كمساري" بزغت موهبة رياض القصبجي أو "الشاويش عطية" كما عرفه الجمهور في أشهر أدواره التي جسدتها خلال سلسلة من الأفلام مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين لم يحصل يومًا على دور البطل لكنه كان بطلًا في عين الجمهور ينتزع ضحكاتهم رغم وجود "سمعة" في نفس الفيلم ويستفز نوازع الخير لديهم بأدوار الشر الذي لم تخل حتى في جديتها من روح الدعابة مثل دور "حسب الله" في فيلم "ريا وسكينة". عشقه للتمثيل الذي ترك بسببه وظيفته الحكومية حوله إلى أيقونة في عالم الشخصيات السينميائية الكوميدية لدرجة أن الكثير من الناس لا يعلمون اسمه الحقيقي "رياض القصبجي" لكنهم يعرفون عن ظهر قلب "الشاويش عطية" المعروف بجملته الشهيرة " شغلتك على المدفع بورروم ؟". عبد الفتاح القصري اقتحم "عبد الفتاح القصري" عالم التمثيل ضد رغبة أبيه الذي هدده بحرمانه من الميراث وأصبح علامة كوميدية بارزة في تاريخ السينما لما امتكله من مقومات الشكل من قصر القامة وبدانة الجسد و"الحول" الذي أصابه في إحدى عينيه. اشتهر بعدة أدوار مثل "المعلم بحبح"، و"حنفي" في فيلم "ابن حميدو" وكانت آخر أفلامه "سكر هانم" في عام 1960. – عبد السلام النابلسي من أدوار الشاب المستهتر "ابن الذوات" إلى صديق لنجوم الصف الأول في أفلامهم وخاصة عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش الذي كان صديقًا مقربًا له، وشاركه 11 فيلمًا. اشتهر عبد السلام النابلسي بأداء الدور الثاني في أفلام الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي وحينما حاول أن يلعب الدور الأول في فيلمه الذي أنتجه "حلاق السيدات" كانت بداية إفلاسه. عبد المنعم إبراهيم رغم موهبته الفذة في استحضار "الإفيه" أمام وخلف الكاميرا بشهادة المقربين له إلا أن موظف وزارة المالية المستقيل من أجل التمثيل لم يرتقِ يومًا إلى نجومية الصف الأول. عبد المنعم إبراهيم كان أحد هؤلاء الذين استعان بهم إسماعيل ياسين في أفلامه لعمل الحبكة الكوميدية اللازمة في القصة ولم يحصل على بطولة "شبه مطلقة" إلا في أفلام ثلاثة هي "الأيام السعيدة"، و"سر طاقية الإخفاء"، و"سكر هانم". أجاد الراحل ايضا أدوار التراجيديا في التلت الأخير من حياته الفنية من خلال مشاركته في بعض المسلسلات والأفلام. توفيق الدقن يعد توفيق الدقن من أوائل الفنانين الذي أضفوا لمسة كوميدية على أدوار الشر في السينما المصرية والتي جسدها في معظم الأعمال التي شارك بها بسبب ملامحه الغليظة التي أهلته للعب هذا الدور ببراعة. بدأ حياته الفنية ك"كومبارس" ثم ظهر لأول مرة في دور فلاح صغير وبعدها شارك الفنان فريد شوقي عام 1951م في فيلم "ظهور الإسلام" لتبدأ مسيرة النجومية لأحد أشهر نجوم الصف الثاني في أفلام السينما. ممدوح موافي بدأ الفنان ممدوح موافي حياته الفنية عام 1979 من خلال مشاركته في عدد من المسرحيات مثل "حضرات السادة العيال" و"تزوير في أوراق عاطفية" . أصبح "سنيد" في معظم أفلام الراحل أحمد زكي مثل "الإمبراطور"، "استاكوزا"، "مستر كاراتيه" وصديق مقرب له في حياته الشخصية شاركه لحظات الفرح والحزن حتى إنه دُفن معه في نفس القبر. حسن حسني ظل وجوده حتى فترة قريبة عاملًا رئيسيًا لنجاح أي فيلم يظهر فيه بل كان وتدًا يستند إليه صغار نجوم الكوميديا أمثال "محمد عادل إمام" لدخول الوسط الفني. مسيرة طويلة من الجهد الفني خاضها الفنان الكبير حسن حسني لم يتجاوز خلالها حدود الصف الثاني وإنما شارك في صناعة نجوم أصبح لهم ثقلهم اليوم مثل محمد سعد، وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي ورامز جلال وهاني رمزي وآخرين. لطفي لبيب كان ولا يزال الفنان لطفي لبيب منافسا بقوة على أدوار البطل الثاني في الأفلام السينمائية ويعتبره البعض أول من تزاحم مع الفنان حسن حسني للعب هذه الأدوار لكنه استطاع بكاريزميته المستقلة أن يخلق لنفسه مكانًا في عدد كبير من أفلام نجوم الشباك إلا أننا لم نره بعد في دور البطولة الذي يبدو أنه سيبقى عازفًا عنه حتى نهاية مسيرته الفنية. فبرغم الموهبة التي يتحلون بها السنيدة و"الكاريزما" التي قد تطغى أحيانا على نجوم الصف الأول فإن صدارة أسمائهم لم تكن غالبًا في افتتاحية تلك الأفلام التي أسهموا في نجاحها بشكل كبير ليس لشيء غير أن الجمهور لم يتقبلهم في الدور الأول أو لم يسعَ هؤلاء النجوم إلى تجسيد الدور الأول مؤمنين بأهمية دور "السنيد" في أي فيلم.