بحضور وزيرة البيئة.. جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تحتفل بتخرج دفعة جديدة من «الطب البشري» (صور)    عاجل- حزب الله يستهدف مبان إسرائيلية بالأسلحة الصاروخية    صحيفة إسرائيلية: موجة من الصواريخ تُطلق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل    القاهرة الإخبارية: حزب الله ينفذ 8 عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية    علاء فوزي: جوميز يريد الحكم على جميع لاعبي الزمالك.. ولا يرغب في ظلم أحد    رغبة وانفراجة.. تفاصيل جديدة في مفاوضات الأهلي مع جمال الشماخ    تخفيض ضغط المياه ببعض المناطق في الدقهلية بسبب أعمال الصيانة    أوقاف دمياط تنظم ثاني فعاليات محاضرات الأئمة ضمن مبادرة حياة كريمة    وزير الدفاع يشهد اليوم العلمى للكلية الفنية العسكرية    إعلان قوائم مؤسسات «التعليم العالى» المعتمدة استعدادًا لبدء التنسيق    نقيب الصحفيين يشارك في إحياء الذكرى ال70 لرهبنة البابا شنودة    متحدث الخارجية: الأوضاع الحالية في غزة تسبب توتر بالمنطقة    عاجل - حزب الله يفاجئ إسرائيل بوابل من الصواريخ ويهز المدن المحتلة    أوكرانيا تقول إنها أغرقت غواصة روسية في سيفاستوبول    مزيد من الدول تعترف بفوز مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة الفنزويلية    تحرير 12 محضر إشغال وضبط تكاتك مخالفة للسير عكس الاتجاه بالمنوفية    الحكومة تنفى اعتزام بيع المطارات المصرية لجهات أجنبية    المنتخب الأولمبي يكشف حجم إصابة زيزو وموقفه من مباراة فرنسا    عاجل - نادي جديد يدخل سباق ضم كهربا    أحمد حسن: لن أنتظر إذن من حسام وإبراهيم حسن للحديث عن منتخب مصر    مباشر مباراة ريال مدريد ضد برشلونة الودية (0-0) لحظة بلحظة    المعلق الجزائري بلال بناري: أحذر من انحياز التحكيم لفرنسا أمام مصر    نتائج مبهرة لطلاب الثانوية العامة 2024: نسب النجاح تتحدث    ضبط المتهمة بذبح طفل وإلقائه أمام منزله فى البحيرة    «وقعت عليه مياه نار».. إصابة عامل بحروق بالغة شرق العوينات بالوادي الجديد    بالاسم ورقم الجلوس.. ننشر الرابط الرسمي ل نتيجة الثانوية العامة 2024    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 4 اغسطس 2024    حظك اليوم برج العذراء الأحد 4-8-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم.. توقعات برج الثور 4 اغسطس 2024    أدعية للنجاح والتوفيق لطلاب الثانوية العامة    «الصحة»: سرعة توفير نواقص الأدوية والمستلزمات الطبية بالمستشفيات    لطلاب الثانوية العامة..كيف تقلل التوتر والقلق قبل ظهور النتيجة؟    الصحة تعلن إطلاق البرنامج التدريبي الميداني في الوبائيات للصحة الواحدة    حبس 5 أشخاص لاتهامهم بالاستيلاء على سيارة محملة بمستحضرات التجميل في أكتوبر    انقلاب سيارة نقل علي طريق طنطا- كفر الشيخ (تفاصيل)    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأحد: 3 ظواهر جوية تضرب البلاد (التفاصيل)    الآن بعد الارتفاع الأخير.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 4 أغسطس 2024    محمود بسيوني حكمًا لمواجهة الأهلي مع المقاولون بالدوري المصري    محافظ كفر الشيخ يتابع فعاليات ورشة عمل سرعة إنجاز طلبات التصالح    ريم مصطفى تنعي المنتج تامر فتحي بكلمات مؤثرة | صورة    توقعات الفلك وحظك اليوم.. برج الحمل الأحد 4 أغسطس    بعد زيادة أسعار البنزين والسولار.. تعرف على مواعيد وأسعار السوبر جيب الجديدة بين المحافظات    تعرف على برجك اليوم 2024/8/4    استعدادات مكثفة لاحتفالات دير السيدة العذراء ب«درنكة»    مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية يبدأ أعماله في مكة المكرمة.. اليوم    لتوفير فرصة عمل.. «مشرعك» يقدم قروض بأكثر من 3 مليارات لشباب الشرقية    محافظ الإسماعيلية يتابع أعمال تركيب مجاري الأمطار والرشح «الجريللات» بنفق الثلاثيني    خاص | التفاصيل الكاملة لحريق فندق جامعة جنوب الوادي | فيديو    طريقة تحضير الكوكيز بمكونات بسيطة وطعم لذيذ في دقائق    متحدث الخارجية: جهد مصري قطري أمريكي من أجل التهدئة ووقف إطلاق النار    أخبار × 24 ساعة.. إطلاق البرنامج التدريبي الميدانى فى الوبائيات للصحة الواحدة    أستاذ موارد مائية يكشف عن أزمة جديدة بعد انتهاء ملء سد النهضة    جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تحتفل بتخرج دفعة جديدة من كلية "الطب البشرى" بحضور وزيرة البيئة (صور)    نائب وزير الصحة يتابع النقل الآمن للمرضى الذين تم إخلائهم إثر حريق مستشفى السادات المركزي    ما حكم إنفاق المرأة على المنزل من مالها الخاص.. أمين الفتوى "فضل وليس واجب"    من أعظم الأمور.. داعية إسلامي يوضح فضل بر الوالدين    هل يجوز الصلاة جالسًا عند الشعور بالتعب.. الإفتاء تجيب    مفتي الهند يدين الإساءة للسيد المسيح في افتتاح أولمبياد باريس: لا يجوز الإساءة لأي نبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ساركوزي يثبت جدارته داخليا وخارجيا
نشر في أخبار مصر يوم 05 - 08 - 2007

بعد مرور شهرين ونصف الشهر من توليه منصب الرئاسة، استكمل الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي صورة الزعيم النشيط الذي يحاول دفع بلاده الكسولة الى الأمام. ويطلق عليه الفرنسيون الزعيم النشط.
وساركوزي موجود في كل مكان: يعدو بقميص «تي شيرت» يحمل علامة شرطة نيويورك، يشترك في محادثات مكثفة مع الزعيم الليبي معمر القذافي، يعطي هاتفه الجوديال الى الزعيم الروسي فلامير بوتين المندهش، ويقبل المستشارة الفرنسية انجيلا ميركل.
وأخذ ساركوزي يعيد تنظيم الحكومة ويدفع بالتشريعات خلال دورة صيفية خاصة للبرلمان الفرنسي، ويمنح اعفاءات ضريبية للفرنسيين الذين يعملون ساعات اضافية. وبالاضافة الى ذلك، يراقبه الفرنسيون وهو يرفع الضرائب المفروضة على السجائر، ويواجه نظام تعليم جامعي قديم، ويحاول إجبار نقابات العمال على تشغيل القطارات والحافلات خلال حالات الإضراب العام.
وخلال كل هذه التطورات، صور ساركوزي نفسه بأنه مشغول لدرجة لا يمكن له حتى الانتقال من شقته في ضواحي باريس الى قصر الإليزيه الرئاسي الفاخر في قلب العاصمة. وقد ذكر أخيراً للصحافيين الذين كانوا يسألون عن موعد انتقاله لقصر الرئاسة «يحتاج الأمر لوقت نحن أسرة كبيرة».
وينتقد المعارضون أسلوب رئاسته الشابة ومضمونها: يقولون إن طريقة عدوه سيئة للغاية، وهو سلطوي للغاية، ويتهموه بالتراجع عن تعهدات حملته الانتخابية وخفف إصلاحاته المقترحة. ويضيفون انه ادعى مسؤولية في نجاحات دولية، بينما بذل الآخرون فيها جهدا كبيرا لسنوات قبل رئاسته.
ووصف زعيم المعارضة الاشتراكية، فرنسوا هولاند، في شهر يوليو (تموز) الماضي الرئيس الفرنسي، بأنه «منتشر في كل مكان ومتسلط ويعلم كل شي». وأضاف: «رئيس الدولة يقرر كل شيء ويتحدث عن كل شيء ويتدخل في كل شيء ولا ينجز أي شيء». وبالرغم من ذلك، فقد حصل على أعلى درجات الشعبية لأي رئيس فرنسي منذ عهد شارل ديغول. ووضع ساركوزي فرنسا مرة أخرى على الخارطة الدولية وبعث مواطنيها الى الإجازة الصيفية وهم في أحسن مزاج وطني منذ سنوات. وقال جان فرنسوا دوريدو، الذي يرأس وكالة «ايبسوس» لاستطلاعات الرأي: «أصبح وسط كل شيء. الناس لا يتحدثون إلا عنه». ويرى العديد من الفرنسيين أن نجاح ساركوزي المبدئي لا يرجع فقط الى ما يقوله لهم حول ضرورة بذل المزيد من الجهد في العمل والتخلي عن الأفكار القديمة حول دور الحكومة في المجتمع، ولكن بسبب الطريقة التي يعرب فيهاعن هذه الأفكار. فقد أضاف ساركوزي البالغ من العمر 52 سنة لمسة أكثر إنسانية وشعبية الى وظيفة كانت تعتبر للنخبة في عهد سلفه جاك شيراك.
وقالت كاثرين بليت، وهي موظفة في بلدية باريس في التاسعة والثلاثين من عمرها: «يستخدم ساركوزي كلماتنا وهو ما يجعله قريبا منا أكثر من أي رئيس آخر». وأضافت: «لقد دفعني للاهتمام ببلادنا بسبب الطريقة التي يتحدث بها، مستخدما عبارات بسيطة. يمكنني فهمه».
وقد بدأ ساركوزي بالتخلي عن عديد من العادات القديمة والتي تعود الى عقود عدة، مثل العفو عن كل غرامات المرور غير المدفوعة عندما يتولى الرئاسة ويفرج عن آلاف من السجناء من السجون المزدحمة في اليوم الوطني المعروف بيوم ال«باستيل»، وهو تقليد بدأه نابليون عام 1802 بمناسبة اقتحام الثوار لسجن «الباستيل». ودولياً، يعمل ساركوزي على كسب ود القادة الدوليين، وتعديل علاقات ممزقة مع الولايات المتحدة ودول الجوار الأوروبية، بالاضافة الى محاولة فرض المزيد من النفوذ في الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي خطوة رمزية، أصبح ساركوزي أول زعيم أوروبي يقف لالتقاط صورة رسمية وهو يقف بين العلم الوطني وشعار الاتحاد الأوروبي. ويعتزم ساركوزي زيارة الرئيس جورج بوش في واشنطن ومخاطبة الكونغرس الأميركي خريف هذا العام. وكانت أنباء قد أشارت الى ان ساركوزي قد تخلى عن مواقع العطلات الفرنسية التقليدية وقرر التوجه الى بحيرة وينيبيسوكي في نيوهامبشير الأميركية لقضاء عطلة أغسطس (آب) لهذا العام. إلا أن احد ابرز تحركاته الدولية هدد هذا الأسبوع بأنه قد يصبح قضية سياسية محرجة. فقد سافرت سيدة فرنسا الأولى، سيسيليا ساركوزي، الشهر الماضي الى ليبيا لحضور اجتماعات مهدت للإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين أدانتهم محكمة ليبية بالتورط في نقل دم ملوث بالفيروس المسبب لمرض الإيدز لأطفال ليبيين. وحتى عند ظهور سيسيليا ساركوزي في الصور الفوتوغرافية مع الممرضات والطبيب عقب صدور قرار الإفراج عنهم، قال كثير من المسؤولين الأوروبيين انها حاولت خطف الأضواء من الاتحاد الأوروبي الذي ظل يعمل على مدى سنوات للإفراج عن الطاقم الطبي. وطار ساركوزي اليوم التالي الى طرابلس والتقى الزعيم الليبي معمر القذافي ووقعا اتفاقيات تتعلق بمجالات الأمن والرعاية الصحية والهجرة. ونفت الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت إبرام باريس أي اتفاق سلاح مع ليبيا خلال زيارة الرئيس ساركوزي، إلا أنهم اعترفوا بصفقة صواريخ مضادة للدبابات بين الجانبين قيمتها 230 مليون دولار بعد أن كشف نجل القذافي، سيف الإسلام، النقاب عنها في لقاء مع صحيفة «لو موند» الفرنسية. ونفت الحكومة الفرنسية تصريحات نجل القذافي التي ذكر فيها ان الإفراج عن الممرضات والطبيب البلغار فتحت الطريق أمام عقد صفقة سلاح بين ليبيا وفرنسا. وطالب الزعيم الاشتراكي هولاند بإجراء تحقيق برلماني حول هذه القضية أول من أمس، متسائلاً: «إذا لم يكن هناك تبادل ولم تكن هناك مقايضة، لماذا إذن توقيع اتفاق عسكري مع نظام القذافي المسؤول عن ارتكاب أعمال إرهابية وليبيا التي تعتبر دولة مارقة؟».
وداخلياً، اثبت ساركوزي أنه خصم سياسي ماكر، فقد فاجأ الحزب الاشتراكي بمنح مواقع بارزة في الحكومة لأبرز قادة الحزب، كما انه رشح في الآونة الأخيرة دومينيك ستروس كان، الزعيم الاشتراكي الذي قد ينافس ساركوزي في الانتخابات المقبلة، لرئاسة صندوق النقد الدولي. ويمكن القول إن ساركوزي حقق نجاحا نسبيا في أول مسعى له في دفع تغييرات على بضع السياسات من خلال البرلمان. فقد صادق النواب على خطته الخاصة بتشجيع الناس على العمل لساعات أكثر من 35 ساعة في الأسبوع بإلغاء الضرائب المفروضة على دخل ساعات العمل الإضافي، فضلا عن خفض سقف ضريبة الدخل من 60 في المائة الى 50 في المائة. وجرت المصادقة على مساعي ساركوزي لمراجعة نظام التعليم الجامعي بعد موافقة حزبه على إلغاء التغييرات على نظام الرسوم والقبول، وهما من أكثر القضايا إثارة للجدل. ولكن المنتقدين والمؤيديين يستعدون لمعارك أصعب في الفترة المقبلة. وقد حذرت «لوموند»: «الرئيس النشط ليس سوبرمان».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.