وقعت مواجهات الجمعة بين الشرطة البحرينية ومتظاهرين يحتجون على اجراء سباق فورمولا-1 في البحرين حيث تظاهر الاف الاشخاص بدعوة من المعارضة الشيعية ولكن لم يقع اي حادث في السباق. واعلنت السلطات انها قررت طرد ثلاثة صحافيين من محطة التلفزيون البريطانية "آي تي في" لانهم لم يلتزموا ب"قوانين وانظمة المملكة" في تغطية الاضطرابات التي تجري بعيدا عن حلبة الصخير بجنوب المنامة. وقالت متحدثة باسم المحطة ان اعضاء الفريق الخمسة الذين حصلوا على التأشيرات اللازمة للعمل على الارض كانوا بصدد التصوير عندما اعتقلتهم الشرطة واستجوبتهم قبل ان تطلق سراحهم. وتم استدعاء المراسلين مرة جديدة الجمعة الى مركز الشرطة قبل اصدار الامر لهم بمغادرة البلاد تحت طائلة سجنهم. ونزل مئات الشبان الى شوارع القرى الشيعية المجاورة للعاصمة وهم يرددون "سباقكم جريمة" و"لا لصيغة الدم"، وفرقت الشرطة المتظاهرين بالعصي والقنابل المسيلة للدموع. وحاول متظاهرون اخرون الاقتراب من دوار اللؤلؤة في المنامة الذي يعتبر رمز الانتفاضة ضد العائلة السنية الحاكمة والذين قمعوا بقوة قبل عامين وقد عملت الشرطة على تفريقهم، بحسب الشهود. وكانت المعارضة البحرينية دعت مؤيديها الى التظاهر بكثافة الجمعة يوم التجارب لسباق الفورمولا واحد في البحرين للتعبير عن مطالبها بالاصلاحات الديموقراطية في هذه الدولة الخليجية الصغيرة. وتريد احزاب المعارضة انتهاز فرصة تنظيم السباق للحديث عن مطالبها باجراء اصلاحات ديموقراطية في هذه المملكة الخليجية الصغيرة ذات الاغلبية الشيعية وتحكمها اسرة سنية. لكن "ائتلاف شباب 14 فبراير" المناهض للحكومة ينظم منذ اسبوع احتجاجا اعنف ودعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي الى "يوم غضب" الجمعة ضد "فورمولا الدم" كما يسمي السباق. وشهدت القرى الشيعية المحيطة بالمنامة ليلا مواجهات بين محتجين من المعارضة وقوات الشرطة. وذكر شهود عيان ان شبانا ملثمين قطعوا الطرق باطارات مشتعلة لكن بدون ان يمنعوا الوصول الى حلبة الصخير جنوب المنامة. والقى المحتجون الحجارة وزجاجات المولوتوف باتجاه قوات الامن الذين فرقوا المتظاهرين بقنابل مسيلة للدموع، كما اضاف هؤلاء الشهود الذين لم يتحدثوا عن سقوط ضحايا. ونظمت جمعيات المعارضة التقليدية بما فيها الوفاق الشيعية تظاهرة كبرى بعد ظهر اليوم في شارع البديع على بعد اربعة كيلومترات غرب المنامة، الذي يربط بين عدة قرى شيعية. وردد المتظاهرون الذين كانوا من الرجال والنساء وهم يرفعون علم البحرين "فلتسقط الديكتاتورية". وانتشرت قوات الامن البحرينية بكثافة الجمعة واقيمت حواجز تفتيش عند مفترقات الطرق الرئيسية وخصوصا الطرق المؤدية الى حلبة الصخير. وتمركز عدد كبير من آليات الشرطة والمدرعات على طول الطريق الذي يربط بين المنامة والحلبة. واكد الاتحاد الدولي للسيارات وشركة فورمولا-1 مانيجمنت التي تدير فورمولا-1، ان "الرياضة يمكن ان تكون قوة للخير وتنظيم السباق في البحرين يمكن ان يساهم في المساعدة على حل بعض المشاكل التي اثارتها وسائل الاعلام". وكانت مواجهات وقعت امس عند مداخل عدة قرى شيعية بعد ان خرج مئات المتظاهرين منذ ساعات الصباح الاولى ورددوا شعارات "سباقكم جريمة"، "كلا كلا لفورمولا الدم". واطلقت الشرطة على المحتجين القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، فيما قام المحتجون بالقاء زجاجات المولوتوف والحجارة. من جهتها، قالت وزارة الداخلية في بيان اصدرته في وقت متأخر من ليل الاربعاء ان الادارة العامة للمباحث والادلة الجنائية قبضت على خمسة من "الارهابيين المتهمين بارتكاب جرائم ارهابية في مناطق متفرقة من المملكة". وحملت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان جديد على المسؤولين عن تنظيم سباقات الفورمولا لعدم اخذهم بعين الاعتبار ما قالت انه "انتهاكات لحقوق الانسان" في البحرين. وقال المنظمة ان "هيئات السباقات الدولية المسؤولة عن تنظيم سباق فورمولا 1 البحرين، لم تتخذ اي خطوات للتصدي لانتهاكات حقوق الانسان التي تبدو على صلة مباشرة بالسباق" وذكرت خصوصا ان "قوات الامن البحرينية قتلت متظاهرا أثناء سباق الجائزة الكبرى 2012 وصعدت من تدابيرها القمعية في الفترة السابقة على سباق 2013".
