وضع الرئيس الأميركي جورج بوش سقفا قد لا يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت تحقيقه حين قال ان إسرائيل ستوقع معاهدة سلام مع الفلسطينيين خلال عام. وتحدث بوش عن هدف توقيع معاهدة سلام رسمية خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس في رام اللهالمحتلة وهو يقف إلى جوار الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولمح في وقت سابق إلى انه قد يرضى باتفاق أقل طموحا يقتصر فقط على وضع «رؤية» لدولة فلسطين. ورغم ان أولمرت وعباس طلبا من مفاوضيهما هذا الأسبوع بدء المحادثات بشأن القضايا الرئيسية الا ان المسؤولين الفلسطينيين وعددا كبيرا من الدبلوماسيين يعتقدون ان اولمرت يريد «اتفاق اطار» أقل تحديدا لا معاهدة رسمية ترسم الحدود وربما تقسم القدس في اتفاق قد يغضب بعض المشاركين معه في حكومته الائتلافية. وواجه بوش في أول زيارة يقوم بها كرئيس لإسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة مهمة لاتخاذ موقف متوازن في محادثاته مع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي في مسعاه لدعم السلام في الشرق الأوسط الذي يحيط به الشكوك. واتهم بوش طوال سنوات بإهماله الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أكثر صراعات الشرق الأوسط تعقيدا. وقال منتقدون ان بوش فشل في سبع سنوات من رئاسته في ممارسة ضغط واشنطن الكامل لإنهاء الصراع المستمر منذ 60 عاماً ويتشكك كثيرون في إمكانية تخطي الخلافات الآن خلال عام واحد. وعلى بوش الآن ان يتصدى لهذه الشكوك السائدة في المنطقة في مدى جدية المفاوضات التي دشنها في مؤتمر انابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر الماضي خاصة بين الدول العربية. لكن بوش في الوقت نفسه لا يريد اضعاف موقف أولمرت في مواجهة المتشددين في حكومته الائتلافية المنقسمة على نفسها الذين يعارضون تقديم تنازلات للفلسطينيين. وكانت تصريحاته في رام الله هي أقوى مؤشر حتى الآن على انه سيقوم شخصيا بالضغط من أجل التوصل إلى اتفاق شامل لا مجرد اتفاق مؤقت آخر لكن من غير المرجح ان يضع هذا نهاية للجدل الدائر حول حقيقة ما يريد ان ينجزه في العام الذي بقي له في البيت الأبيض. ولم يحدد بوش ماهية معاهدة السلام المنتظرة وان قال ان حل الدولتين لن يكون له معنى حقيقي دون ترسيم الحدود وحل قضايا رئيسية منها مصير اللاجئين الفلسطينيينوالقدس والأمن. واستخدم بوش الخميس أيضا تعبيرا صادما حين شدد الرئيس الأميركي من لهجته في دعوته إسرائيل إلى إنهاء «احتلال» الضفة الغربية المستمر منذ 40 عاما بعد ان كان لا يستخدم كلمة «احتلال» في وصف سيطرة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في حرب العام 1967. ولم يعلق مكتب أولمرت على الفور على امكانية تحقيق هدف الرئيس الأميركي لتوقيع معاهدة سلام خلال عام وما اذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يشارك بوش نفس الهدف. وعلى الرغم من ان الولاياتالمتحدة هي صاحبة أكبر نفوذ على إسرائيل الا ان بوش أوضح انه لن يفرض حلا شاملا على أولمرت. وعلى الأرجح سيتدخل الواقع السياسي قبل وقت كثير من انتهاء مهلة بوش لتوقيع المعاهدة خلال عام.. فحكومة اولمرت الائتلافية قد تسقط والعنف قد يشتعل من جديد أو ان يضطر أي من اولمرت أو عباس أو كلاهما إلى تجميد المحادثات حفاظا على موقفه في الداخل.