زار الرئيس الامريكي جورج بوش الجمعة نصبا تذكاريا لضحايا النازية في القدس قبل أن يقوم بجولة دينية يختتم بها زيارته للاراضي المقدسة التي حث خلالها الاسرائيليين والفلسطينيين على بذل جهود جادة في عملية السلام. وطاف بوش، وبرفقته ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي وشمعون بيريس رئيس اسرائيل، بنصب "ياد فاشيم التذكاري" في القدس لضحايا اليهود الذين قتلوا في محارق النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وهو النصب الذي اعتاد الزعماء الاجانب التردد عليه خلال زيارتهم لدولة اسرائيل. وارتدى بوش القلنصوة اليهودية السوداء مثل اولمرت وبيريس، بينما كان يطوف في تئدة أمام صور الضحايا. وفي احتفال أقيم داخل (قاعة الذكرى)، أضاء بوش شمعة، ووضع اكليلا من الزهور عند أسماء ضحايا معسكرات النازي المحفورة على أرضية من الرخام. وعبر الرئيس الامريكي عن أمله أن يأتي الناس من شتى انحاء العالم الى هذا المكان سيكون ذلك تذكرة بأن الشر موجود ودعوة لمقاومته حين نجده. "أعتقد انني خرجت بهذا الانطباع وتأثرت جدا بأن الناس في مواجهة الارهاب والشر لا يتخلون عن الرب.. وانه في وجه جرائم ضد البشرية لا يمكن وصفها وقف أصحاب الارواح الشجاعة صغارا وكبارا معا بقوة دفاعا عما يؤمنون." وزار الرئيس الامريكي بعد ذلك كنيسة التطويبات الواقعة على بحيرة طبرية في اطار جولة في الاراضي المقدسة لاحياء محادثات السلام في الشرق الاوسط. وبعد ان التقى بوش مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي في القدس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة ترك لهما رسالة مفادها "حان الوقت للاقدام على اختيارات صعبة." وفي أول زيارة يقوم بها بوش لاسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة خلال سبع سنوات من وصوله الى مقعد الرئاسة في البيت الابيض يسعى بوش لخلق الزخم الكافي لاقامة دولة فلسطينية بعد ان دشن في المؤتمر الذي استضافه في انابوليس بولاية ماريلاند محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وأعلن البيت الابيض أن من المرجح أن يعود بوش الى منطقة الشرق الاوسط قبل انتهاء فترة رئاسته في يناير/كانون الثاني عام 2009 . وأقيمت كنيسة التطويبات- وهي كنيسة كاثوليكية فرنسيسكانية- في الموقع الذي يعتقد ان السيد المسيح ألقى فيه عظة الجبل الداعية الى التسامح "من ضربك على خدك الايمن، حول له الاخر أيضا." وبنيت كنيسة التطويبات على شكل مثمن لتمثل التطويبات الثمانية في انجيل "متى"، ومن بينها "طوبى لصانعي السلام." وأعلن بوش الخميس أنه يتوقع توقيع معاهدة سلام لاقامة دولة فلسطينية قبل تركه منصبه في يناير القادم. وقال بوش في بيان تلاه على الصحفيين في فندق بالقدس: "إقامة دولة فلسطين تأخر كثيرا. الشعب الفلسطيني يستحق قيامها." وصرح بأن اقامة الدولة الفلسطينية سيعزز الاستقرار الاقليمي. وشدد بوش من لهجته في دعوته اسرائيل الخميس الى انهاء "احتلال" الضفة الغربية، وقال بوش " ينبغي أن تكون هناك نهاية للاحتلال الذي بدأ في عام 1967." ومن ناحية أخرى، طالب بوش الفلسطينيين بكبح النشطاء، وقال أن أي مفاوضات يجب أيضا أن تضمن لاسرائيل حدودا "امنة، ومعترفا بها، ويمكن الدفاع عنها" الى جانب دولة فلسطينية "تتوافر لها مقومات الحياة ومتصلة وذات سيادة ومستقلة." ومن المقرر أن يسافر الرئيس الامريكي في وقت لاحق الجمعة الى الكويت التي يبدأ بها سلسلة من الزيارات للدول العربية المتحالفة مع واشنطن، وهي: البحرين، ودولة الامارات العربية المتحدة، والمملكة السعودية، ومصر. ومن المتوقع أن يطلب بوش من الدول العربية مساندة جهود السلام الفلسطينية الاسرائيلية، والحد من تنامي نفوذ ايران في المنطقة.