تمكن عشرات الناشطين من اليمين المتطرف السبت من السيطرة على ورشة بناء مسجد في مدينة بواتييه الواقعة في وسط فرنسا تعبيرا عن رفضهم لبناء المسجد هناك، وهو ما دفع الحكومة الفرنسية الى وصف هذا العمل ب"الاستفزاز الحاقد". وتمكن نحو سبعين شخصا صباح السبت من دخول المكان - الذي هو عبارة عن بناء رمادي كبير له مئذنة ويقع في ضاحية بوكسيرول التابعة لمدينة بواتييه - ووضعوا لافتة فى سطح المسجد تحمل اسم تنظيمهم ويسمى "جيل الهوية". وتنشر هذه المجموعة على موقعها على الإنترنت صورة للقائد التاريخي الفرنسي شارل مارتيل الذي أوقف تقدم العرب في بواتييه قبل 1300 سنة. وعند الظهر وافق المتظاهرون على الانسحاب من المكان، غير أن الشرطة اعتقلت ثلاثة من الذين اعتبروا من منظمي هذا التحرك. وفتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقا لكشف ملابسات قيام تظاهرة غير مرخص لها تحث على الحقد العنصري والمشاركة في تجمع يمهد للإضرار بممتلكات. وتهمة الإضرار بممتلكات موجهة الى الذين سحبوا سجادات صلاة الى خارج المسجد ووضعوها على سطحه ما أدى الى اتلافها بسبب المطر. من جانبه , أعرب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن عميق إدانته وقلقه الشديد إزاء هذا النوع الجديد من العنف المناهض للإسلام. وجاء في بيان صادر عن هذا المجلس أن إطلاق شعارات مناهضة للإسلام والمسلمين هو سابقة في تاريخ فرنسا التي تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، أي ما بين أربعة وستة ملايين مسلم. وأشاد البيان بتصرف المسلمين في المدينة والذين يبلغ عددهم ما بين سبعة وثمانية آلاف شخص حيث تعاطوا مع الحادثة "بهدوء وبحس من المسئولية".