فى حياة الإنسان لحظات أكبر من النسيان إنها محطات توقف عندها قطار العمر فأصبحت لها مكانة خاصة..انها منجم الذكريات التى لا تغيب أبدا مهما شاهد الإنسان فى حياته من الأحداث والبشر..ثلاثية غريبة تجمع اللحظة مع المكان مع البشر..ويخطئ من يتصور ان الزمن واحد والمكان واحد والبشر نسخة واحدة.. فى محطات الزمن لحظة تساوى العمر كله وكلما مرت علينا الأحداث نستعيد هذه اللحظة لأنها غير قابلة للتكرار وفى حياة كل إنسان منا مجموعة من اللحظات التى تبدو على جدار أيامه منقوشة وهو لا يملك ان يغير فيها أو يستعيدها..وإذا كان العمر لحظة فإن للاماكن أيضا ذكريات خاصة قد يكون مكانا عاديا وقد يكون قريبا أو بعيدا ولكنه غير كل الأماكن انه يحتل مساحة فى قلوبنا قد نرى أماكن أجمل واوسع وأكثر ثراء ولكن هناك مكانا ما فى زمن ما يحتل داخلنا مكانة خاصة إننا نعود إليه نسترجع ذكرياتنا الجميلة وقد نرى ما هو أجمل ولكن هناك أشياء لا تتكرر أحيانا ينتقل الإنسان من بيته المتواضع وربما سكن قصرا ولكنه يحن إلى بيته القديم البسيط الذى احتوى أحلامه وعاش فيه لحظات لا ينساها..
وفى دنيا البشر وجوه عبرت أمامنا وخلفت وراءها مشاعر استثنائية..قد تعيش لحظة قصيرة مع امرأة وتشعر أنها أصبحت وشما على صفحات قلبك قد لا تراها مرة أخرى ولكنك تشعر دائما انك لم تفارقها بل أحيانا تراها فى كل نساء العالم.. إنها نسخة فريدة من البشر.. إنها ليست أجمل النساء ولكنها الصورة الأجمل لديك وحدك.. وحين تراجع صفحات أيامك تتوقف كثيرا عند لحظة عشتها..ومكان احتواك.. وصورة امرأة لم تفارق خيالك قد تجتمع هذه الأشياء وتعيشها.. ربما تسربت إلى قلبك أغنية جميلة.. ربما مر عليك يوم لم تستطع ان تستعيد حلاوته وعذوبته وصدق مشاعره قد يكون ميلادا أو عيدا من الأعياد.. قد يكون عيدا للربيع وتتذكر فيه أيام الربيع حين كان بالفعل ربيعا ومع أنفاس زهوره تستعيد ذكرى امرأة أحببتها..وذكرى يوم عشت فيه.. وذكرى مكان ليس ككل الأماكن وترى قلبك ينبض من جديد وكأنه استعاد العمر والبشر والمكان.