بوش: قادرون على كسب الحرب

قال البيت الأبيض في تقرير عن التقدم المحرز في العراق أمس إن الوضع الأمني في العراق لا يزال ''معقدا ويتسم بالتحدي البالغ'' وان ''القاعدة'' ستزيد على الأرجح الهجمات مع قرب شهر سبتمبر المقبل الذي ينتظر أن يتم تقديم تقرير نهائي شامل عن الوضع في العراق قبل اتخاذ الإدارة الأميركية أي قرارات بشأن مسار استراتيجيتها في الحرب·
وقال التقرير: المطلوب أن يقدمه الرئيس الأميركي جورج بوش الى الكونجرس أيضا، وان العراق لم يقم بعد بالاستثمارات المطلوبة لزيادة انتاج النفط وتكريره· وأفاد أن التقدم الذي تم تحقيقه في العراق ''غير مرض'' بالنسبة لحوالى نصف الأهداف التي حددها الكونجرس لبغداد ولا سيما على صعيد عدد الجنود العراقيين القادرين على العمل بمفردهم مشيراً الى أن الاستراتيجية الجديدة في العراق حققت نتائج مرضية بالنسبة الى 8 فقط من 18 هدفا فيما تحققت نتائج متفاوتة بالنسبة لهدفين آخرين· وأوضح التقرير الذي يتضمن أول تقويم للوضع في العراق منذ الإعلان عن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في يناير الماضي أن الحكومة العراقية لم تحقق تقدما مرضيا على صعيد زيادة عديد قوات الأمن العراقية القادرة على العمل بشكل مستقل بينما أفاد مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه أن ''التقرير المرحلي يكشف عن تقدم على الصعيد الأمني وتأخر على الصعيد السياسي'' مضيفا أن ''هذا كان متوقعا لأن الاستراتيجية مصممة لاحلال الأمن أولا''· وفي مؤتمر صحفي له بعد الكشف عن محتوى التقرير،أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أن بلاده قادرة على كسب الحرب في العراق قائلا :''أنا واثق إننا قادرون على تحقيق النجاح في العراق، واعرف أن علينا أن نفعل ذلك'' في تحد واضح لمواجهة معارضة الرأي العام وانتقادات المشرعين الأميركيين المتزايدة والمطالبة بجدولة الانسحاب· وأضاف بقوله إن التقرير المؤقت حول التقدم في العراق يعد ''سببا للتفاؤل حتى وإن كانت ثمانية فقط من أصل 18 هدفا أحرزوا تقدما مرضيا''·
وقال ''أولئك الذين يعتقدون إننا خسرنا المعركة في العراق يشيرون على الأرجح إلى الأداء غير المرض بخصوص بعض الأهداف''· ولكن أولئك الذين يعتقدون أنه يمكن كسب المعركة سيرون التحرك الايجابي الذي أحرز في البعض الآخر من تلك الأهداف ''على أنه سبب للتفاؤل''· وأكد بوش ''ثقته'' برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي داعيا الى التأني رغم النتائج الهزيلة للمصالحة السياسية· وقال ''نعم إنني اثق به (المالكي) لكنني اتفهم أيضا صعوبة الأوضاع·
انني لا اجد له اعذارا لكن الوضع صعب''· وهدد بوش مجددا باستخدام حق النقض ''الفيتو'' ضد أي قانون يقره الكونجرس بانسحاب ''متسرع'' للجنود الأميركيين من العراق· وقال :''لا اعتقد إن قرار ادارة الحرب يعود الى الكونجرس''· وتابع بوش ''لا اعتقد إن فكرة أن يقول الكونجرس لقواتنا المسلحة كيفية تنفيذ عملياتها مثلا او كيفية تحديد عدد الجنود هي فكرة حكيمة اليوم، ولا اعتقد أنها ستشكل مثالا جيدا للمستقبل''·
وكشف بوش انه سيرسل وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى الشرق الأوسط في اغسطس المقبل وقال ''سيجتمعان مع حلفائنا للتشاور حول العراق ويعيدان التأكيد على اتفاق شرم الشيخ ويؤكدان لاصدقائنا أن الشرق الأوسط لا يزال يمثل أولوية استراتيجية حيوية لنا''· كما هدد بوش علنيا لأول مرة بإقالة كل من يثبت تورطه في فضيحة تسريب اسم العميلة فاليري بالم زوجة الدبلوماسي الأميركي السابق الذي كشف فضيحة يورانيوم النيجر· كما أقر الرئيس الأميركي بأن تنظيم ''القاعدة'' لا يزال يطرح تهديدا على الولايات المتحدة حتى بعد سنوات ''من الحرب على الإرهاب''· وقال بوش: ''لا يزال التنظيم يطرح تهديدا ولا يزال تنظيما خطيرا· لهذا السبب من المهم أن ننجح في أفغانستان والعراق واي بلد تنتشر فيه قواتنا''·