تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد إن تنفيذ ضربة تهديدية على المواقع النووية الإيرانية ، بالنسبة لإسرائيل ،حسبما ذكرت وكالة رويترز ، يحتاج للتغلب على المعارضة داخل الائتلاف الحاكم الذي يعكس تخوف الجمهور من اشعال حرب صواريخ لم يسبق لها مثيل. وفى هذا السياق ، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هذا السيناريو سوف "يتضاءل" مع احتمال حيازة ايران لقنبلة نووية ، والذى وصفه انه بمثابة -محرقة ثانية - تبشر بدعوة يهودية لحمل السلاح. ولكن شعبيا، لم يثبت نتانياهو انه مقنع جدا. حيث تظهر الاستطلاعات ان أقلية متزايدة تتراوح الآن بين 32-35 في المئة من الإسرائيليين الذين لا يفضلون اتخاذ اجراء ضد إيران على حده ، ومن يرفضون الحرب يمثلون اكثر من الربع . و بعض المعلقين يتساءل عما إذا كانت الدولة اليهودية التى تشكلت خلال عقود من الحرب أصبحت أكثر خوفا من العواقب في مواجهة ايران - العدو اللدود والبعيد ، المتحالف جنبا إلى جنب مع المتشددين الاسلاميين في لبنان وغزة- خشية ان تتعرض اراضيها للآلاف من الصواريخ والقذائف ردا على قيامها بالهجوم على ايران . وقد حذر وزير الدفاع ايهود باراك من أن نحو 500 إسرائيلي سيموتون فى تبادل لاطلاق النار الاقليمي اذا ما تم توجيه ضربة لإيران، التي تنفي سعيها لتطوير أسلحة نووية .. ومثل هذه الخسائر تكون مؤلمة بالنسبة لعدد السكان البالغ 7.8 مليون نسمة ، ولكنه يعود فيقول ان هذا الرقم لا يمثل سوى 1 في المئة من عدد القتلى فى حرب استقلال اسرائيل عام 1948 والخسائر الحادة من نزاعات مماثلة في 1967 و 1973.. لكن الفرق الان ، ان إسرائيل سوف تتحمل العبء الأكبر من أي أعمال انتقامية من سوريا و إيران ميليشيا حزب الله اللبنانية والفصائل الفلسطينية المسلحة. ومن شأن الدرع الصاروخي الإسرائيلي المتطور صد بعض الهجمات، ولكن الصواريخ التى قد يمكن ان تمر خلال القصف في كل مكان تقريبا، ستشل الاقتصاد، ويحتمل أن تجعل الملاجئ ممتلئة عن اخرها . وقال ماتان فيلناي وزير الدفاع المدني الإسرائيلي لقناة 10 التلفزيونية انه على الرغم من عدم جهوزية الجبهة الداخلية تاما ، فانه يأمل في ان تكوم التدريبات الطارئة التى عقدت في السنوات الأخيرة كافية و نجحت فى بناء الشعور، بين الناس، أن هناك شخص ما يمكن الاعتماد عليه. وهناك أسباب أخرى وراء رفض و معارضة الاسرائيليين التام للحرب ، وتشمل عدم الرغبة في استعداء الولاياتالمتحدة، التي تفضل الدبلوماسية حاليا، فضلا عن ان هناك ثقة في قوة الردع الإسرائيلية ضد إيران. ومنهم من يعتقد ان اسرائيل صاحبة القوة النووية الوحيدة فى المنطقة وأنها اغتالت علماء الطاقة الذرية الايرانية في حملة التخريب والتأخيرلبرنامج ايران النووى. مارتن فان كريفيلد، وهو مؤرخ عسكري والذي ينتقد موقف حكومة نتنياهو من إيران ، حيث افترض حدوث تدهور في قدرة اسرائيل في مواجهة دولة عدوة ، بعد تعرضها لوابل من الصواريخ العراقية في حرب الخليج عام 1991.. يقول " بعد أكثر من 20 عاما من قتال الضعفاء - في اشارة الى اللبنانيين والفلسطينيين- قد ولد في إسرائيل مزيجا مقززا من العدوان والشفقة على الذات ". وتساءل كريفيلد ما إذا كانت اسرائيل مستعدة معنويا لكلفة الحرب مع إيران، مثل الطيارين الذين سيتم اسقاطهم. و هنا يرفض قائد القوات الجوية المتقاعد ديفيد ايفري ، الذي كان العقل المدبر وراء قصف اسرائيل عام 1981 للمفاعل النووي العراقي، نغمة التشاؤم و الاحباط ، مضيفا انه حتى لو اسرت ايران 10 طيارين، سوف نحرر 10 الاف من السجناء لدينا لتحرير طيارينا مرة أخرى. فإذا قررت الدولة أن أمنها القومي يتعرض للخطر، فيجب ان يدفع الثمن. و يقول فيليب هاندليمان المحرر المشارك بمجلة "القتال الجوي" ومقرها الولاياتالمتحدة ، انه يعتقد ان اسرائيل مستعدة للتعامل مع ايران على الرغم من ان القاذفات بعيدة المدى وطائرات التزود بالوقود متاحة فقط لدى الأميركيين.. مشيرا الى انه لا يعتقد ان اسرائيل ستكون الممولة للتدخل العسكري الامريكى اللاحق، معتبرا ان ضربات اسرائيل لايران ستكون تعبيرا عن غريزة النجاة البدائية جدا. وهناك دلالة واضحة على ان اسرائيل ستحاول ضرب ايران وحلفائها يشكل جاد وسريع، على أمل الحد من الحرب و خسائرها .. فقد كتب شيمون بيريز، الرئيس الاسرائيلي والحائز على جائزة نوبل للسلام، في عطلة نهاية الاسبوع مقال صحفى، قال فيه " ان الحرب أمر صعب وحزين، وعندما لا يكون هناك مفر منها ، يجب أن نشرع فيها بكل الامكانيات حتى لا نصبح ضحية لها". وكتب عوفر شيلح في صحيفة معاريف، مشيرا الى ان نسبة المشاركة الضئيلة في احتجاجات مناهضة للحرب الإسرائيلية ، تعنى ان تأييد الرأي العام الاسرائيلي للحرب اصبح على الطريق، وقال عاموس عوز، الروائى الاسرائيلى الشهير ، الحروب الضرورية فقط التي يمكن فيها الاعتماد على الدعم المحلي واسع.. "كل هذا يتوقف على ما إذا كانت الحرب حل لا بديل له بديل، أو حربا اختيارية".