ذكرت صحيفة هآارتس الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو طوق نفسه وأوقعها فى إلزام أمام شعبه بحرب على إيران بعدما شبه علناً الحاجة لضرب برنامج إيران النووى بمطالب اليهود بقصف معسكر اوشفيتز النازى فى بولندا. وقالت الصحيفة، إن نتانياهو اقترب على نحو غير مسبوق، أثناء حديثه الليلة الماضية أمام اللجنة العامة للشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، من نقطة اللاعودة فى طريق الحرب مع إيران، وذلك عندما شبه المنشآت النووية الإيرانية بمعسكرات الإبادة النازية وزيارته الحالية للبيت الأبيض بالتوجهات اليائسة لليهود الأمريكيين إلى الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفيلت ومطالبتهم له بقصف معسكر الإبادة النازى اوشفيتز. وسلطت الصحيفة الضوء على تصريح نتانياهو، أثناء كلمته أمام اللجنة المكونة من المنظمات اليهودية الأمريكية الداعمة لإسرائيل، والذى قال فيه إنه تم رفض طلب اليهود الأمريكيين آنذاك لمبررات مشابهة لتلك التى يستخدمها اليوم المعارضون لضرب إيران. ولفتت إلى أن تصريح نتانياهو بأن إسرائيل انتظرت بصبر أن يحل المجتمع الدولى هذه القضية وانتظرت أن تنجح الدبلوماسية وأن تنجح العقوبات لكنه لم يعد بمقدورها الانتظار لفترة طويلة أخرى وأنه كرئيس لحكومة إسرائيل لن يسمح أبدا بأن تعيش إسرائيل فى ظل الإبادة. وقارنت الصحيفة بين تصريح نتانياهو هذا والمبرر الذى ساقه رئيس حكومة إسرائيل الأسبق مناحم بيجين لقصف المفاعل النووى العراقى فى عام 1981، وهو منع احتمال أن يواجه الأطفال اليهود خطر محرقة أخرى، وأنه الآن قد حان دور خليفته نتانياهو لاستخدام نفس المبرر لإبعاد الخطر عن أولاد اليهود. وقالت إن نتانياهو اعتاد مقارنة التهديد النووى الإيرانى بالمحرقة فى الفترة التى كان فيها زعيما للمعارضة، كما أنه اعتاد الادعاء بأن القوى الغربية لا تفعل ما فيه الكفاية لإحباط التهديد النووى الإيرانى، لكنه منذ أن عاد إلى الحكم قبل ثلاثة أعوام أحجم عن مثل هذه التصريحات وإثر استخدام لغة ضبابية وطلب من وزرائه إلا يطلقوا تصريحات منفلتة غير مدروسة. وأوضحت الصحيفة، أن هذه الضبابية اختفت بالأمس أثناء خطابه أمام "الايباك" بعد ساعات محدودة من لقائه مع أوباما، حيث صعد نتانياهو لهجته كثيراً بالحديث عن الوقت الآخذ فى الانتهاء والتعبير عن خيبة الأمل من الدبلوماسية والعقوبات الأمريكية.