كتب المحلل الإسرائيلي "عوفير شيلح" في صحيفة "معاريف" أنه منذ عام 1974 وإسرائيل تحاسب نفسها وتراجع أسباب هزيمتها فى حرب أكتوبر، كما يحرص كل رئيس شعبة استخبارات عسكرية على قراءة تقرير لجنة أجرانات، الذي يتناول أسباب هزيمة إسرائيل في حرب 1973، واصفاً هذا التقرير بأنه أسطورة الفشل الأعظم الذي لا يمكن تجاوزه. يأتي هذا في ضوء الأزمة المحتدمة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول ضرب المفاعل النووي الإيراني، وما تتناقله وسائل الإعلام حول إمكانية تنفيذ إسرائيل لتلك العملية وحدها مثلها فعلت عند ضرب مفاعل أوسيراك العراقي. وأضاف عوفير شيلح أنه في إطار عملية الإعداد الطويلة لقرار الهجوم على ايران درس بنيامين نتنياهو تفاصيل عملية "أوبيرا" التي هاجمت فيها إسرائيل مفاعل أوسيراك في العراق، مشيراً إلى أن الحالة الإيرانية تختلف تماماً عن الهجوم إياه. وتساءل الكاتب: من الأهمية بمكان أن نعرف هل طلب رئيس الوزراء محاضر المداولات التي أجراها بيجن في حينه؟ هل وضع نفسه للحظة مكان بيجن وسأل نفسه ما إذا كان سيهاجم أم لا؟ لافتاً إلى أن إسرائيل لا تجري التحقيق في النجاحات، والهجوم على المفاعل العراقي يعتبر نجاحاً باهراً. وتابع شيلح أن بيجين نفسه طرح تخوفاً على مستقبل اتفاق السلام مع مصر، الذي كان حديث العهد في حينه، مؤكداً أن السلام مع مصر صمد رغم الهجوم على صدام، كما أنه صمد أيضاً في أعقاب حرب لبنان الأولى التي شهدت اجتياح إسرائيلي لأراضي دولة عربية، وجرت مواجهات مع دولة عربية أخرى. وأضاف شيلح أن القاهرة كان يحكمها في حينه أنور السادات، الذي حقق اتفاق السلام، وبعد سنة من ذلك خليفته حسني مبارك، لكن مصر اليوم، بسيطرة سياسية من الإخوان المسلمين، وهي قصة مختلفة تماماً. وقارن شيلح بين ظروف ضرب المفاعل العراقي "أوسيراك" ومفاعل "بوشهر"الإيراني، مشيراً إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي رفائيل إيتان، أعلن عن تخوفه أثناء اتخاذ قرار ضرب المفاعل العراقي من "فقدان القدس" إذا كان لدى العراقيين فعلاً سلاحاً نووياً، فيما ألمح رئيس الوزراء بيجين في جلسة الحكومة إلى أن "صدام لن يتردد في استخدام أسلحة الدمار الشامل الموجهة ضدنا"، متسائلاً ما إذا كان نتنياهو قد أخذ كل هذه الأشياء بالحسبان. وأضاف شيلح أن حملة القصف نفسها لا تشبه أي حملة ناجحة في إيران، معدداً الأسباب بأن البرنامج النووي الإيراني مبعثر ومدفون ومحصن، والمسافة الجوية إليه أكبر بكثير وسلاح الجو لم يكن بحاجة إلى الشحن الجوي بالوقود، وبالتالي كانت القدرة على إبقاء الحملة طي الكتمان شبه مطلقة. وأكد الكاتب أن هذه الظروف لا يمكن أن توجد في حملة بحجم تلك المطلوبة في إيران، ناهيك عن إمكانية إطلاق نار على الجبهة الداخلية الإسرائيلية من قبل أعداء قريبين، مثل حزب الله وحماس، في حال الهجوم على ايران.