يبدأ يوم الخميس القادم 3 مايو 2007 أكبر تجمع عالمى لإنقاذ العراق ، حيث يُشارك أكثر من 60 وزير خارجية وقادة المنظمات الدولية والإقليمية ، وذلك بعد جهود دبلوماسية استمرت عشرة شهور من أجل إطلاق مبادرة العهد الجديد بالعراق التى تعتبر أول مبادرة متكاملة تشمل أكبر مجموعة من القرارات السياسية والأمنية والاقتصادية وبدء مرحلة جديدة نحو إعادة الاستقرار والإعمار فى العراق ، وكذلك الدعم الذى تحتاجه الحكومة العراقية من المجتمع الدولى مثل المساعدات المالية والاستثمارات . وكان الرئيس الأمريكى جورج بوش قد اقترح الفكرة فى يونيو 2006 بإطلاق مبادرة العهد الدولى للعراق ، والتى تهدف إلى إيجاد شراكة دائمة بين العراق والمجتمع الدولى من خلال التزامات محددة للتعامل مع التحديات . ومن المنتظر صدور وثيقة من المؤتمر تتضمن عدة أهداف تشمل بناء القوات الأمنية والتركيز على الجوانب السياسية والاقتصادية ، وتحديد أولويات التنمية وإدارة الموارد العامة والإصلاح الاجتماعى والاقتصادى ، وتحقيق المصالحة الوطنية وتوسيع عملية المشاركة والحوار لجميع طوائف الشعب العراقى ، مع نبذ العنف والإرهاب ودعم قواعد المحاسبة وحقوق الإنسان . وقد حظيت مبادرة الرئيس بوش بتأييد الأممالمتحدة وبدأ العمل لتنفيذ هذه المبادرة الخاصة بإنقاذ العراق منذ 28 يوليو 2006 ، وذلك بصدور بيان من العراق والأممالمتحدة بقبول المبادرة وبدأ وقتها تشكيل مجموعة تحضيرية للمبادرة من الأممالمتحدة والحكومة العراقية ، وعدد من الدول والمؤسسات المانحة وعقدت عدة اجتماعات تحضيرية على مستوى السفراء فى بغداد عام 2006 لصياغة مسودة وثيقة العهد الدولى ، وعقد بعد ذلك اجتماعات دولية فى أبو ظبى ونيويورك للاتفاق على الملامح الرئيسية للوثيقة . وقد قررت الأممالمتحدة والعراق انعقاد المؤتمر فى مصر وقال رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى إن اختيار مصر مكاناً لإنعقاد مؤتمر العهد الدولى جاء فى إطار خطة العراق فى وقوف مصر بجانب الحكومة والشعب العراقى من أجل مساعدته للخروج من أزمته الحالية ، معبراً عن أمله فى خروج المؤتمر بنتائج كاملة ومؤثرة . وأعرب المالكى عن تقديره بأن إيران تراجعت عن موقفها من مؤتمر شرم الشيخ وستشارك فيه وعبر عن أمله فى أن تصبح شرم الشيخ جسراً يلتقى عليه المتخاصمون ، وأن يتم حوار أمريكى – إيرانى ، وأمريكى - سورى ، وإيرانى - عربى ، مشيراً إلى أنه ليس هناك نية لحصر مؤتمر شرم الشيخ فى القضية العراقية فقط . وأضاف المالكى فى تصريحات له فى ختام زيارته لمصر فى 24 أبريل أن عدم حضور إيران للمؤتمرسيخل بدرجة كبيرة بنتائجه وعدم حضور الدول المحورية فى المنطقة سيكون له دور سلبى ، إلا أنه أبدى تفاؤلاً بحضورهم وتم ذلك بالفعل بالنسبة لإيران. ومن جانبها أعلنت فرنسا اعتزامها تقديم وثيقة إلى مؤتمرى شرم الشيخ الدوليين حول العراق المقرر عقدهما يومى 3 و 4 مايو المقبل ، تتضمن عدداً من الاقتراحات التى تتعلق بإعادة إعمار العراق وتحقيق المصالحة بين الفصائل العراقية ، وصرح فيليب كوست سفير فرنسا بالقاهرة والذى سيرأس وفد بلاده فى المؤتمرين نظراً لتعذر حضور فيليب دوست بلازى وزير الخارجية الفرنسى لظروف الانتخابات الرئاسية الفرنسية أن الموقف الأوروبى موحد فيما يتعلق بالعراق بعد إعلان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى لوكسمبورج إدانة الاتحاد لأعمال العنف المستمرة فى العراق. ومن ناحيتها أعلن وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط أن الاتفاق على اختيار مصر لاستضافة مؤتمر إطلاق مبادرة العهد الدولى للعراق يعكس الثقة والمكانة التى تحظى بها مصر على الساحة الدولية ، نظراً لدورها الإقليمى وجهودها فى مختلف القضايا التى تواجه المنطقة واعترافاً كذلك بدور مصر فى الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى العراق منذ قيامها باستضافة مؤتمر شرم الشيخ حول العراق فى نوفمبر 2004 . ومن ناحية أخرى يعقد يوم الجمعة القادمة 4 مايو 2007 مؤتمر شرم الشيخ الثانى لوزراء خارجية دول الجوار العراقى ومصر والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن ووزراء خارجية مجموعة الدول الثمانى الصناعية الكبرى ، بالإضافة إلى الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى ، حيث يأتى هذا المؤتمر لاحقاً للمؤتمر الوزارى لإطلاق وثيقة العهد الدولى للعراق ، وذلك لتوفير الغطاء السياسى لوضع وثيقة العهد الدولى موضع التنفيذ . وأنه من المقرر أن يتم خلال اجتماع دول الجوار تشكيل ثلاث لجان عمل لمتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات فى مجالات اللاجئين العراقيين والحدود والأمن باعتبارها موضوعات ذات مردود حقيقى على الأرض ، وكذلك تشكيل مجموعة اتصال لتنسيق الجهود الدولية والإقليمية . 30/4/2007