بدأت تتضح ملامح أول سباق رئاسي تشهده مصر التي افرزت 23 مرشحا رئاسيا بعد الدفع في اللحظات الاخيرة بعمر سليمان نائب الرئيس السابق من ناحية وخيرت الشاطر ومحمد مرسي مرشحا الاخوان من ناحية اخرى مما دعا عدد من القوى السياسية لمحاولة تقليص اعداد المرشحين وذلك بدعواهم الى تحالفات فيما بينهم. فمن جانبه ،رحب حمدين صباحي بفكرة التوافق علي فريق رئاسي بقيادة رئيس مدني يسانده المرشحين المحسوبين علي معسكر الثورة حاليا وذلك بان ينسحبوا من السباق الرئاسي لصالح هذا الرئيس؛ مؤكدا ضرورة وجود معايير محددة لطريقة اختيار المرشح والتوافق الوطني عليه واهمها شعبيته في الشارع . واعرب صباحي عن وجوب اتخاذ خطوات جادة في تنفيذ المشروع الرئاسي الآن بعد وضوح محاولات التيار الاسلامي الاستئثار بالسلطة عقب ترشيح جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة لخيرت الشاطر وبديله محمد مرسي. واشار صباحي الى المبادرة التي اقترحها تطرح شعار (لا سليمان ولا إخوان .. عايزين رئيس من الميدان) مشيرا لدعوته التي طرحها منذ ايام على جماعة الاخوان بالالتزام بقرارهم السابق بعدم طرح مرشح لانتخابات الرئاسة ودعم مرشح معبر عن الثورة ، كما اكد توافقه مع قرارات الاجتماع الذي انعقد بمقر حزب الوسط مشيرا لان ترشح عمر سليمان إهانة للشعب المصري وثورته ، مؤكدا ثقته في وعي الشعب المصري وقدرته علي الفرز والاختيار . واكد صباحي ترحيبه باي جهد او أدوار مطلوبة منه لإنجاز تلك المهمة الوطنية الملحة في هذا الظرف الذي تمر به مصر وثورة 25 يناير . الاشعل: توزيع مناصب في حين أكد الدكتور عبد الله الاشعل المرشح الرئاسي ان الآن ليس وقت مثل هذه المبادرات وقال: "المشكلة الان هي حصول مصر على استقلالها وليس توزيع المناصب". وأكد على اهمية التركيز على وقف النظام القديم من العبث بمقدرات البلاد وتحديد موقف المجلس العسكري. ويرى ان الهدف من هذه المبادرة محاربة الاخوان المسلمين؛ واكد هنا انه ضد التحزب تجاة اي فريق في مصر وقال: "اريد ان يكون الشعب كله جبهة واحدة في مواجهة النظام السابق". حسام خيرت يرفض ورفض الدكتور حسام خيرت المرشح الرئاسي عن حزب العربي الاشتراكي فكرة التحالفات لتشكيل مجلس رئاسي من رئيس ونائبين او اكثر طبقا لما هو مطروح حاليا من حزب الوسط مؤكدا ان هذه التحالفات لن تنجح لأن المرشحين الحاليين ليس لديهم القدرة علىالتفاني والاخلاص فيما بينهم والجميع يشعر انه الرئيس القادم ولا يرى ان المصلحة الحقيقية للوطن في أن يكون الرئيس القادم مجرد موظف لدى الشعب. بالاضافة الى انه على ثقة ان كل مرشح لن يسمح للاخرين أن يكونوا في الصدارة أو على نفس قدم المساواة فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية والمتابعة في الفترة القادمة. واشار حسام خيرت ان فكرة طرح التحالفات تعني ان التيارات السياسية الحالية لا تثق في المرشحين مما عظم لديها فكرة الخوف من التيار الاسلامي ومرشحيه من ناحية ومن ناحية اخرى المرشحين المنسوبين للنظام السابق مثل احمد شفيق وعمر سليمان وعمرو موسى. وأكد أن الشعب المصري مثلما اسقط الفلول في الانتخابات البرلمانية وأختار بكل شفافية ونزاهة وديمقراطية سيسقط هؤلاء المرشحين التابعين للنظام السابق الذين عملوا بمنظومة الفساد الممنهج الذي عاشته مصر على مدار 30 عاما. وأضاف حسام خيرت ان هذه الدعوة سبق طرحها منذ 6 أشهر واكثر ولم يحدث تجديد او تطوير لها ولم تستكمل حينها. واعلن عن استعداده للتعاون مع اي مرشح اي كان اذا كان لديه برنامجا افضل من برنامجه الانتخابي كما اعلن انه في حالة فوز اي مرشح اخر فانه مستعد ان يعمل مستشارا مجانيا له بمجرد اعلان النتيجة، وقال انه يقبل التحالف في حالة ما اذا عرض عليه منصب الرئيس والمرشحين الاخرين قبلوا بمناصب المساعدين. مؤسسة رئاسة ومن جانبه أوضح محمد مسعد مدير الحملة الانتخابية للمستشار هشام البسطويسي ان الفكرة المطروحة حاليا هي نفسها التي سبق طرحها منذ ما يقرب من 6 أشهر وهي عبارة عن مؤسسة رئاسة تتكون من رئيس وله عدد من النواب لهم صلاحيات على سبيل المثال ان يتولى كل نائب مسئولية عن ملفات مثل التعليم والامن والاسكان والتموين و الصحة والتجارة..بمعني ان النائب ليس فقط ليحل محل الرئيس في عدم وجوده بل له مهام اساسية. واضاف ان القرار في مؤسسة الرئاسة يكون بعد التشاور بالاغلبية وليس بالضرورة ان يكون موافقا لرأي الرئيس. واوضح مدير الحملة الانتخابية للبسطويسي ان مرشحي الرئاسة وان اعلنوا ترحيبهم بالفكرة الا انهم لم يصلوا الى اتفاق واضح لآليات تنفيذها ولكنهم اتفقوا على ضرورة وجود مشروع وطني يتم تنفيذه ويكون مهمة من يصل منهم الى كرسي الرئاسة. وأكد على ان البسطويسي لا يجد غضاضة من المضي قدما في ان يكون احد النواب اذا ما التفت القوى الوطنية حول مرشح اخر؛ المهم ان تحقق الثورة اهدافها ولا يضيع دم الشهداء هباءً. تحليل المشهد ويرى الدكتور مصطفى علوي استاذ العلوم السياسية ان المشهد السياسي يحوي انعكاسا لاستمرار التعددية التي قد تصل الى حد الانقسام في كل التيارات وهو يحتمل 3 انواع من التحالفات وهو امر وارد ويحدث الان على الساحة حيث من المتوقع ان يخوض هؤلاء المرشحون المتحالفون سباق الرئاسة الى نهايته على ان يكون من بينهما توافق ضمني اذا تبوء احدهم مقعد الرئاسة يعاونة الآخرون في فريق العمل وهذا له بالفعل سوابق بالدول التي تسبقنا في التجربة الديمقراطية. ويبرر وجود التحالفات الان الشعور السائد بوجود أزمة ما وتجلى ذلك في القرار الاداري الخاص بتأسيسية الدستور مما من شأنه ان يؤثر على العلاقات بين القوى السياسية المختلفةفتنعكس على الحملات الرئاسية. والامر الثاني الذي يرى استاذ العلوم السياسية انه يعد مبررا منطقيا للتحالف هو نزول عمر سليمان الى الساحة بحيث انه يمثل تحديا اكبر للثورة من نزول احمد شفيق. ويضيف ان التخوف يكمن في قدرة هؤلاء المتحالفين بالالتزام بالاتفاق وفي ذلك احتمالين اما ان يستمر التحالف بسلاسة او من لن يرضى عن دوره في الاتفاق يسبب المشاكل. ويوضح انه يترتب على التحالف عادةً تنازل عدد من المرشحين داخل كل تيار فيقل عدد المرشحين بوجه عام. ومن جانبه يرى الدكتور راغب السرجاني المفكر الاسلامي ان وجود تحالفات بين مرشحي الرئاسة "شئ جيد جدا كمبدأ وذلك بسبب وجود 23 مرشح رئاسي في مصر بما يعد تهريجا"؛ وذلك لعدم وجود خبرة سابقة في ممارسة الحياة السياسية نتيجة للقمع السابق الذي افرز احزابا غير قوية ونظام برلماني غير سليم. ويتوقع السرجاني ان عددا كثيرا من الاسماء في سباق الرئاسة لن يكون لها حظ يذكر مع العلم انها قد تكون لاناس ذوو خبرات كبيرة ولكن من الصعب عليهم الفوز في السباق وذلك يكون بسبب عدم قدرة هذا المرشح او ذاك على تسويق نفسه او ترويج خبراته. ويؤكد على وجوب تقليص اعداد المرشحين وذلك عن طريق تصعيب الاجراءات وايجاد آليات سليمة لايصال المرشحين المحتملين الى السباق الرئاسي؛ ولكن يمكن تقليص العدد في هذه المرحلة عن طريق التحالفات. لكن يؤكد المفكر الاسلامي انه لتكون تلك التحالفات مجدية يجب ان تبنى على اساس الاتفاق بين المرشحين داخل التحالف الواحد في المبادئ والافكار وآليات التنفيذ؛ بمعنة ان يكونوا ذو ايديولوجية واحدة. وأوضح ان وجود ايديولوجيات مختلفة تعطي قناعة ان ذلك التحالف لا يهدف الا الى تجميع أصوات وليس عن قناعة اتحادية لمصلحة الوطن. ويرى ان مثال ذلك في تحالف عبد المنعم ابو الفتوح وحمدين صباحي وهشام البسطويسي حيث ان توجهاتهم وايديولوجياتهم مختلفة فمن المتوقع ان يختلفوا كثيرا مع وجود اتفاق بينهم في كثير من الثوابت كالعدالة الاجتماعية والحرية والمعارضة.