دعت قيادات التيارات الدينية المختلفة إلي ضرورة استجابة المرشحين الاسلاميين للمبادرات المطروحة للتكتل خلف مرشح واحد للسباق الرئاسي الحالي حتي لا تضيع الفرصة التاريخية القائمة الآن. ففي الوقت الذي أعلن د.كمال الهلباوي استقالته من الجماعة بسبب حالة التخبط والتردد اعتبر قياديون في الجماعة الاسلامية مرشح الاخوان خيرت الشاطر الأقرب للفكر السلفي والجماعة الاسلامية واعتبرت قيادات في حزب النور الذي يعقد اجتماعا بعد غد الخميس لحسم أمر مرشحه الرئاسي ان المفاضلة ستكون بين الشاطر وابواسماعيل. توقعت المصادر ان تتحول المنافسة في المرحلة القادمة بين ثلاث كتل اسلامية ووطنية وبقايا النظام السابق وأجلت احزاب الاصالة والبناء والتنمية حسم أمرها إلي غلق باب الترشح في 8 ابريل الجاري وكل هذا يعكس حالة التخبط والقلق والتداخل المسيطرة علي المشهد السياسي الاسلامي حيال ترشح الشاطر للرئاسة. أكد المفكر الاخواني المعروف الدكتور كمال الهلباوي ان قراره بالاستقالة من الجماعة ليس اعتراضا علي ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة فحسب بل سببه حالة التخبط والتردد الذي صاحب اعلان ترشحه مشيرا إلي انه لم يطلب أحدا من الجماعة ان يضيقوا علي انفسهم واسعا ويعلنوا في توقيت غريب قبل تنحي مبارك بيوم واحد بأنهم لن يقدموا مرشحا للرئاسة وهو ما ربما يعكس ان ذلك الوقت شهد نوعا من التفاوض. وقال الهلباوي ل "عقيدتي": اتوقع ان تشهد المرحلة القادمة استجابة من المرشحين المنتمين للتيار الاسلامي لمبادرة الدعوة السلفية والهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح للتوفيق بين المرشحين الاسلاميين في هيئة رئاسية واحدة تشمل كلا من الاسماء الأربعة المطروحة وهو ما ربما تقابله تكتلات للمحسوبين علي النظام السابق كعمرو موسي واحمد شفيق وربما عمر سليمان فيما يبقي التكتل الوطني متمثلا في حمدين صباحي وأبوالعز الحريري والمستشار البسطويسي فيما يبقي أيمن نور محسوبا وقريبا من كلا التيارين الوطني والاسلامي. اشار إلي أن ترشيح خيرت الشاطر له فرصه القوية خاصة ان الجماعة والحزب ومنسوبيهما وتنظيماتهما وقواعدهما الحزبية ستسانده فضلا علي قدرات الجماعة الاعلامية والمادية والدعائية. ولم يستبعد الهلباوي ان يخوض المشير طنطاوي أو أحد قيادات العسكري المعركة الانتخابية بعد تغير خريطة المعركة الرئاسية وهو ربما يشكل هيئة رئاسية تقوم علي رأس التيار الوطني وهو ما ربما يكون المنافس الرئيسي للتيار الإسلامي في المعركة. الأقرب لنا واعتبر الدكتور طارق الزمر القيادي بالجماعة الاسلامية الدفع بخيرت الشاطر في المعركة الرئاسية رغم تأخره إلي انه حرك الكثير في المعترك السياسي وان طرح الشاطر يأتي لكونه الأقرب في جماعة الاخوان المسلمين للتيار السلفي وهو ما ربما يجعله محلا للتوافق بين التيارين الاخواني والسلفي في المرحلة المقبلة. اضاف ان الحركة الاسلامية الآن في مفترق طرق وفي أمس الحاجة إلي وحدة الصف بعيدا عن المصالح الشخصية خاصة ان المتوقع ان تنظم التيارات الأخري صفوفها وما لم تفعل ذلك التيارات الاسلامية فستضيع الفرصة التاريخية القائمة الآن بين ايدينا طارحا استمرار الجهود الرامية للتوفيق بين المرشحين القائمين بمن فيهم خيرت الشاطر. شق الصفوف من جهته أكد الدكتور عادل عفيفي رئيس حزب الاصالة وعضو مجلس الشعب ان دفع الاخوان بخيرت الشاطر في هذا التوقيت المتأخر أدي إلي شق الصف الاسلامي أكثر مما هو عليه الآن ولذا فلن يعلن الحزب مرشحه الا بعد غلق باب الترشيح خاصة وان المشهد لم يكتمل بعد. اضاف إذا استمر المرشحون الاسلاميون علي ما هم عليه الآن واستمروا جميعا في المنافسة فلن ينجح أحد ولابد من التنسيق بين المرشحين جميعا من أجل وحدة الصف الاسلامي في مواجهة التيارات الاخري وبقايا النظام السابق والأولي في هذه المرحلة الاتفاق علي مرشح واحد للرئاسة ثم الوقوف خلفه ودعم ثم تنسيق ادوار البقية بعد ذلك لأن الظروف الحالية بكل تداخلاتها وتحول المسألة لمصالح شخصيات وجماعات وتصفية الحسابات سيصب في النهاية في صالح التيارات المنافسة. حائرون من جهته قال الدكتور نصر عبدالسلام رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الاسلامية ان الحزب لم يحسم أمر مرشحه حتي الآن رغم تقديره الكامل للمهندس خيرت الشاطر والذي تحفظ فقط علي تأخر اعلان ترشحه. اضاف ان الاختيار سيكون بين كل من المهندس خيرت الشاطر والدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح والشيخ حازم ابواسماعيل.. نافيا ان يكون الأمر حسم لصالح خيرت الشاطر كما اعلن البعض والأمر لن يعلن إلا بعد غلق باب الترشيح في 8 ابريل القادم. وعرض هاني نور الدين عضو مجلس الشعب عن البناء والتنمية إلي ان الجماعة الاسلامية تسعي لطرح تأييد مرشح يكون محل توافق وهذا ما تم في حوارات سابقة للجماعة الاسلامية مع الاخوان ايا كان المرشح من داخل الجماعة أو خارجها سعيا لتوحيد الصف الاسلامي وتجنبا لأزمة تفتيت الاصوات مشيرا إلي ان اعلان الحرية والعدالة لترشيح خيرت الشاطر يجعل البناء والتنمية والجماعة الاسلامية اكثر ميلا لدعمه في الانتخابات الرئاسية القادمة. وعرض الشيخ محمود غريب نائب النور بمجلس الشعب إلي أن ترشيح الاخوان لخيرت الشاطر وضع حزب النور في أزمة المفاضلة بين الشيخ حازم أبواسماعيل الذي يؤيده جزء كبير من المنتسبين لحزب النور سواء من القواعد الجماهيرية وحتي نواب البرلمان وبين سعي الحزب للتوافق حول مرشح يجمع عليه مع الاخوان من أجل المصلحة الوطنية للبلاد مبينا ان الحزب سيحسم أمره خلال الايام القليلة القادمة ويعلن مرشحه بشكل واضح.