لم تستبعد الولاياتالمتحدة واسرائيل استخدام القوة مع ايران اذا خلصتا الى أن الدبلوماسية والعقوبات لن تمنعها من صنع قنبلة نووية. وتلح إسرائيل على ضرورة مواجهة ايران فى الوقت الراهن الذى لم تصبح فيه بعد دولة نووية، داعية إلى بذل مزيد من الجهود لاجبارها على التخلى عن برنامجها النووى. ويقدر الكيان الصهيونى موقف الولاياتالمتحدة الخاص بمحاولتها، منع تل ابيب من مهاجمة إيران، غير ان اسرائيل وجيشها هما المسئولان عن مستقبل وأمن إسرائيل. الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة انهت أحدث مهمة لها في ايران بعد فشل محادثات حول أبحاث نووية ايرانية يشتبه فى ان لها أبعادا عسكرية في انتكاسة من المرجح أن تزيد من خطر المواجهة مع الغرب. وفي تصريحات تظهر مدى تحدي ايران للمجتمع الدولي، قال الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي ان المسار النووي لايران لن يتغير بسبب العقوبات الدولية أو الاغتيالات أو أي وسائل ضغط اخرى. وتحدث خامنئي في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي عقب اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية انهيار المحادثات مع ايران والتي كانت تهدف الى اقناعها بتبديد شكوك في سعيها سرا لامتلاك قدرات لصنع أسلحة نووية. ومع تكثيف العقوبات بدأ المواطنون الايرانيون يعانون من أثر ارتفاع الاسعار وانهيار العملة، كما قتل عدد من العلماء النوويين الايرانيين على مدى العامين الماضيين في تفجيرات ألقت فيها طهران باللوم على عدوها اللدود اسرائيل. انهيار المحادثات النووية جاء في الوقت الذي تبدو فيه ايران معزولة بشكل متزايد ويرى بعض الخبراء أن تحدي ايران المتزايد ردا على العقوبات المفروضة على صناعتها النفطية والمؤسسات المالية دليل على أنها ليست في حالة تسمح بتقديم أي تنازلات للغرب. ومن الممكن أن يؤدي فشل الزيارة التي قام بها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة يومين الى اعاقة أي استئناف لمفاوضات نووية أوسع نطاقا بين ايران وست قوى عالمية هي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي الى جانب المانيا. وكان فريق من وكالة الطاقة الذرية يأمل في تفتيش موقع في بارشين الى الجنوب الشرقي من طهران حيث تعتقد الوكالة أن هناك منشأة لاختبار المتفجرات. وقالت الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا في بيان "خلال الجولتين الاولى والثانية للمناقشات طلب فريق الوكالة الاذن بدخول الموقع العسكري في بارشين، ولم تأذن ايران بهذه الزيارة". وأكد يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "عدم قبول ايران طلب زيارة بارشين مخيب للامال، تعاملنا بروح بناءة لكن لم نتوصل لاتفاق". وفي وقت سابق، قال علي أصغر سلطانية مبعوث ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوكالة الطلبة الايرانية للانباء ان طهران تتوقع اجراء المزيد من المحادثات مع وكالة الطاقة الذرية التي تتمثل مهمتها في منع انتشار الاسلحة النووية في العالم. لكن جيل تيودور المتحدثة باسم أمانو لم تشر الى اعتزام اجراء المزيد من الاجتماعات، وقالت "في هذه المرحلة حاليا ليس هناك اتفاق حول المزيد من المباحثات". وترفض ايران اتهامات بأن برنامجها النووي محاولة مستترة لامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية قائلة انها تسعى لتوليد الكهرباء فحسب. لكن رفضها تقليص انشطتها النووية التي يمكن أن يكون لها أغراض مدنية وعسكرية والسرية التي اتسمت بها كانا من العوامل التي أدت الى فرض عقوبات صارمة من الاممالمتحدة وأخرى من الولاياتالمتحدة وأوروبا. وأبدى الغرب الاسبوع الماضي بعض التفاؤل من احتمال اجراء محادثات جديدة خاصة بعد أن أرسلت ايران خطابا الى كاثرين اشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي وعدت فيه بمبادرات جديدة دون شروط مسبقة. لكن الولاياتالمتحدة والدول الحليفة ربما تصبح أكثر عزوفا اذا شعرت أنه من غير المرجح أن تنخرط الجمهورية الاسلامية في مباحثات حقيقية بشأن أنشطتها النووية. وقال البيت الابيض انه ما زال هناك وقت للدبلوماسية، وان لاسرائيل والولاياتالمتحدة هدف مشترك وهو منع ايران من الحصول على سلاح نووي. وتحذر روسيا اسرائيل من مهاجمة ايران بسبب برنامجها النووي وقالت ان العمل العسكري ستكون له عواقب كارثية الابعاد بالنسبة للمنطقة ولنظام العلاقات الدولية ككل، ويتساءل غربيون قائلين "اذا كانت ايران ليس لديها ما تخفيه فلماذا تتصرف بتلك الطريقة؟"...