عمرو موسى: لا مبرر لمواصلة الحصار على الفلسطينيين تطمينات اوروبية للقيادة الفلسطينية بالاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية والتعامل معها اكدت مصادر فلسطينية مطلعة امس ان الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية تلقى تطمينات من دول اوروبية عديدة بشأن التعامل والاعتراف بحكومة الوحدة الجديدة. واشار الناطق باسم حكومة تصريف الاعمال الحالية د. غازي حمد الى ان الرئيس عباس ابلغ هنية ان الدول الاوروبية التي زارها في جولته الاخيرة وهي: النرويج وفرنساوالمانيا وبريطانيا ابدت استعدادها للتعامل مع الحكومة الجديدة، كما ان رئيس الوزراء تلقى هو الاخر اتصالات عديدة من دول اوروبية وفيما يتعلق بالموقف البريطاني والذي اشترط التعامل مع حكومة الوحدة باستثناء وزراء حماس, اوضح حمد ان الموقف البريطاني متباين وشهد تقدما ايجابيا مؤخرا ويمكن البناء عليه للاعتراف بالحكومة وفك الحصار . واشار الناطق باسم الحكومة الى ان القمة العربية التي ستعقد في الرياض نهاية الشهر الحالي يعول عليها الفلسطينيون كثيرا بان تشكل انفراجة باتجاه دعم الحكومة ورفع الحصار . وقال : ان دولا عربية كثيرة منها السعودية ومصر وقطر تقوم بخطوات عملية اجرت اتصالات مكثفة مع الادارة الامريكية وطالبتها بضرورة فك الحصار والتعامل مع الحكومة الفلسطينية . الرئيس سيحضر اول جلسة للوزارة واكد حمد ان الرئيس عباس سيحضر اول جلسة للحكومة الجديدة فور انعقادها خلال الايام المقبلة . بريطانيا ستتصل بالوزراء من غير »حماس« وكان دبلوماسيون أوروبيون قد قالوا امس ان بريطانيا على خلاف الموقف الاسرائيلي ستسمح باجراء اتصالات دبلوماسية مع وزراء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الذين لا ينتمون لحركة »حماس» لكنها ستواصل رفض التعامل مع الاعضاء المنتمين للحركة. وقال دبلوماسي كبير اطلع على القرار »لن يكون لبريطانيا اتصالات مع حماس لكن هناك أعضاء في الحكومة ليسوا من حماس وسيتسنى لدبلوماسيين بريطانيين أن يكونوا على اتصال معهم.» ويتناقض هذا التحول الدبلوماسي مع قرار اسرائيل برفض التعامل مع جميع أعضاء الحكومة. ويكتسب موقف بريطانيا أهمية بسبب علاقتها الوثيقة بالولاياتالمتحدة التي من المتوقع أن تتبنى الموقف الاسرائيلي وتقاطع الحكومة الجديدة. وقال مسؤولون اسرائيليون بارزون في محادثات مع زعماء أوروبيين ان السماح باجراء اتصالات مع الوزراء الذين لا ينتمون الى حماس سيقوض الجهود الامريكية والاسرائيلية لعزل الحكومة التي تقودها حماس الى حين تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل اتفاقات السلام المؤقتة. ومن المتوقع صدور اعلان رسمي بريطاني بعد حصول حكومة الوحدة بين حماس وحركة فتح على موافقة البرلمان اليوم السبت. بانتظار البيان الوزاري- وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية »سنحكم على حكومة الوحدة الوطنية بناء على أفعالها وسنرد وفقا لذلك.» وأضاف »ستكون الاولوية الان لرؤية كيف يمكننا التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية. سنناقش ذلك قريبا مع شركائنا الدوليين وسيكون من الاسهل مبدئيا التعامل مع الاعضاء المستقلين في حكومة الوحدة الوطنية.» وحتى الان تتبنى بريطانيا سياسة »عدم الاتصال» وتشبه في ذلك الى حد كبير الولاياتالمتحدة واسرائيل. وسيسمح باجراء اتصالات بريطانية مع أعضاء فتح والمستقلين في الحكومة الجديدة بما في ذلك سلام فياض المرشح لتولي وزارة المالية ووزير الخارجية القادم زياد ابو عمرو. ودعت فرنسا بالفعل أبو عمرو لزيارة باريس. ولم تقطع روسيا قط الاتصالات المباشرة مع قادة حماس . ولم تصدر اسرائيل تعليقا بشكل فوري على قرار بريطانيا الذي أعربت حماس عن أسفها له ووصفته بأنه تمييزي. وقال اسماعيل رضوان وهو متحدث باسم حماس ان»حماس ترفض التعامل بانتقائية مع وزراء حكومة الوحدة. نحن ندعو بريطانيا وكل الدول الاوروبية الى اعادة النظر في علاقتها مع الحكومة القادمة.» وأعلنت اسرائيل أنها ستقاطع الحكومة الجديدة كما فعلت مع سابقتها التي كانت تديرها حماس وتحث القوى العالمية بما في ذلك الاتحاد الاوروبي على أن تحذو حذوها. وقال دبلوماسي أوروبي »لم يتضح ما اذا كان الاتحاد الاوروبي سيتمكن من صياغة موقف مشترك بهذا الشأن.» وقال مسؤول اسرائيلي ان حكومة رئيس الوزراء ايهود اولمرت ستناقش موضوع الحكومة الفلسطينية الجديدة غدا الاحد. عمرو: الموقف البريطاني سلبي ووصف عمرو موسى الامين لجامعة الدول العربية امس أي موقف بريطاني بعدم اجراء اتصالات دبلوماسية الا مع وزراء في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لا ينتمون لحركة »حماس» بانه موقف سلبي جدا. وقال موسى الذي يزور تونس لحضور مؤتمر برلماني اورومتوسطي ردا على سؤال لرويترز »اذا صح هذا الموقف البريطاني فأنا اقول انه موقف سلبي جدا.» وقال موسى »اعتقد انه لا يوجد الان اي مبرر للحصار الدولي المفروض على الفلسطينيين او لتوجيعهم واستمرار معاقبتهم.» واعتبر موسى ان الاتفاق على حكومة الوحدة أمر ايجابي وكل الدول العربية تعمل على دعمه. واحتج الامين العام للجامعة العربية على موقف اسرائيل بعدم الاعتراف بحكومة الوحدة وقال »نحن نحتج على الموقف الاسرائيلي الذي من صالحه ان تكون الفرقة بين الفلسطينيين دائمة.» ايطاليا ترحب رحبت الحكومة الايطالية امس بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ووصفتها بأنها »فرصة مهمة ينبغي عدم إضاعتها». وأعرب ماسيمو داليما نائب رئيس الوزراء الايطالي ووزير الخارجية في خطاب أرسله للرئيس محمود عباس عن شعوره بالرضا بأنباء تشكيل الحكومة الجديدة مؤكدا أن إيطاليا ستعمل على تعزيز عملية السلام في الشرق الاوسط. ودعا داليما الحكومة الفلسطينية للعمل على وضع حد »لكل أشكال العنف» بما فيها إطلاق صواريخ قسام وتهريب الاسلحة في غزة. كما طالب حركة حماس بالافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الذي خطفه متشددون فلسطينيون في الخامس والعشرين من حزيران الماضي. ... واسبانيا راضية وأكدت أسبانيا امس رضاءها عن إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية ، معربة عن ثقتها في نجاح هذه الحكومة في القضاء على العنف ودعم المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل نهائي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وأكد وزير الخارجية ميجل أنخل موراتينوس أن تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة يعد »خطوة طيبة في الاتجاه الصحيح» عقب التوقيع على اتفاق مكة في الثامن من شباط الماضي الذي اعتبره موراتينوس آلية جديدة موجهة للقضاء على العنف. وأعرب وزير الخارجية عن ثقته في أن »الحكومة الفلسطينية الجديدة ستدرج ضمن برنامجها وسياستها كافة المبادئ التي أقرها المجتمع الدولي». وأضاف المسئول الاسباني: »في هذا السياق سيكون أمرا إيجابيا للغاية أن تعلن الحكومة الفلسطينية احترامها للقرارات الدولية والاتفاقات السابقة التي أبرمتها منظمة التحرير الفلسطينية إضافة إلى اعترافها بزعامة الرئيس محمود عباس ليقود المفاوضات مع إسرائيل بغية التوصل إلى حل نهائي يرتكز على فكرة إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب في سلام». المانيا تنتظر وفي برلين ، أعرب متحدث باسم الخارجية الالمانية امس عن أمل بلاده في أن يؤدي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة إلى إنهاء موجة الاقتتال الداخلي في الشارع الفلسطيني الذي خلف العديد من الضحايا. وقال ينز بلوتنر إن الحكومة الالمانية تنتظر الانتهاء من إجراءات تنصيب الحكومة الفلسطينية الجديدة لترى البرنامج السياسي الذي ستتبعه. وأشار إلى أن ألمانيا والاتحاد الاوروبي سيقيمان بدقة الوضع عند معرفة تلك التفاصيل.