قال الدكتور عمرو الشوبكي عضو مجلس الشعب عن دائرة الجيزة إن تسليم السلطة لن يتم من خلال ثورة ثانية، بل بالضغط السياسي والشرعية الديمقراطية، وأن المصلحة الحقيقية للمؤسسة العسكرية هي خروجها من المعادلة السياسية، مستنكرًا قيام بعض السياسيين بتزيين البقاء في السلطة للمجلس العسكري. وأشار الشوبكى إلى أن استمرار المؤسسة العسكرية في السلطة سيكون له تأثير سلبي على مصر والجيش كمؤسسة وطنية وأن التحدي الثاني في الفترة المقبلة هو وضع الدستور، مبينًا أن التيار الذي حصل على الأغلبية في البرلمان لا ينفرد بوضع الدستور كما يتصور البعض، وأن الدستور يجب أن يكون توافقي، وأن يتم بوجود اتفاق بين أطياف المجتمع وليس أحزاب المجتمع. وأضاف أن هناك شرعيتين على الساحة السياسية الآن؛ هما الشرعية الثورية المستمدة من ميادين التحرير على مستوى المحافظات المختلفة، والشرعية الديمقراطية التي يمثلها البرلمان موضحا أن البعض يرى ضرورة وجود مسارات تواجه بعضها البعض الآن، بالرغم من أن الثورات الناجحة هي التي تمكنت من هدم النظام القديم والتأسيس لنظام جديد مع مرور الوقت. وشدد الشوبكي على أهمية تجاوز تلك الثنائية، والوصول بالشرعية الثورية والشرعية الديمقراطية إلى علاقة تكاملية، مبينًا أن التكامل يساعد على إنضاج الحياة السياسية في مصر وبناء نظام سياسي جديد. وأكد الشوبكى أن الشرعية الثورية أو صوت الاحتجاج "صوت الشارع" ستكون جماعة الضغط وصوت الضمير الذي يمارس الضغط على النخبة الحاكمة، في ظل النظام الديمقراطي، مشيرًا إلى أنه يجب أن تتعامل تلك النخب مع كل صور الاحتجاج السياسي، لشرعية وجودها، حتى لو لم تتفق معها. وألمح إلى أهمية وجود برلمان له برنامج وأفكار واضحة، وأحزاب معرضة، مبينًا أنه غير منزعج من وجود أغلبية في البرلمان، طالما سيتم إحداث توافق على مسألة وضع الدستور، وأسس بناء الدولة، والمسار الديمقراطي في مصر. وأوضح الشوبكى أنه يمكن الاتفاق على وجود عدد من المشكلات في الفترة السابقة، منها سوء إدارة المرحلة الانتقالية، ومسئولية المجلس العسكري عن ذلك، بالإضافة إلى أخطاء النخب السياسية، وغياب التوافقات في موضوعات بالغة الأهمية، كوضع الدستور والاتفاق على قواعد بناء الدولة المصرية الحديثة. وأكد أن إدارة الأمور في الأشهر القليلة القادمة تعد من أكبر التحديات، مشددًا على أن الحل الأمثل في التعامل مع تلك المرحلة هو الحفاظ على وحدة وتماسك المؤسسة العسكرية من خلال الضغط السياسي لتسليم السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة. وفي الختام، أشار الشوبكى إلى أن التحدي الثالث الذي يواجه مصر الآن هو مخاطر وجود "دولة فاشلة"؛ وهي الدولة التي تتمتع بمؤسسات مدنية منتخبة وحرية تعبير دون حدوث تغيير إيجابي في حياة المواطن، مؤكدًا أن الديمقراطية لا تنقذ الدولة الفاشلة، لذا يجب البدء في عمل إصلاحات جراحية داخل كل مؤسسات الدولة. وقال الدكتور سامح فوزي إن الندوة تعد أولى الندوات التي يقدمها برنامج "يناير شهر الثورة المصرية: ماذا بعد عام من الثورة؟" الذي ينظمه منتدى الحوار والدراسات السياسية بمكتبة الإسكندرية، والذي سيضم عدد من المحاضرات سيتم الإعلان عنها تباعاً. جاء ذلك فى محاضرة بعنوان "الثورة والشرعية الديمقراطية"، عقدت بمكتبة الإسكندرية مساء الاثنين ،تحدث فيها الدكتور عمرو الشوبكي؛ الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، وأدارها الدكتور سامح فوزي؛ مدير منتدى الحوار والدراسات السياسية بمكتبة الإسكندرية.