رغم ابداء إيران تعاونا كبيرا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال تنفيذ اتفاق الشفافية الذي تم التوصل اليه بين الجانبين في شهر أغسطس الماضي, فإنه أثيرت ضجة إعلامية كبيرة حول الملف النووي الإيراني, بعضها حاول دق طبول الحرب مما أثار انتقادات مسئولي الوكالة. لذلك التقي الأهرام مع داعية السلام الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الحائز علي جائزة نوبل للسلام مع وكالته الذي لا تستطيع الولاياتالمتحدة إضعاف أو اإكار الدور الذي يتميز بالحكمة ويقوده البرادعي ووكالة الطاقة من أجل السلام. وتحدثنا معه حول تداعيات الملف الإيراني, بالإضافة إلي القضايا النووية الأخري ذات الأبعاد السياسية التي تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط ومناطق أخري من العالم بالإضافة إلي علاقات التعاون التقني بين مصر والوكالة. وجاء الحديث كالتالي: * لماذا لا تستطيع الوكالة تنفيذ ولايتها في العراق حتي الآن؟ ** أصدر مجلس الأمن في التاسع والعشرين من يونيو الماضي قراره رقم1762 الذي تضمن انهاء ولاية الوكالة ولجنة الأممالمتحدة المعنية بأسلحة الدمار الشامل للتفتيش في العراق, وهي الولاية التي كلفت بها الوكالة ولجنة التفتيش بموجب قرارات مجلس الأمن السابقة ذات الصلة, وذلك بعد أن تبين عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق. وبدءا من الآن تعمل الوكالة بالتعاون مع العراق علي تطبيق الضمانات هناك بموجب الاتفاق الموقع بين الطرفين وفقا لاتفاقية منع الانتشار النووي. * كيف تقيم علاقات التعاون التقني بين مصر والوكالة؟ ** برنامج التعاون التقني مع مصر يشتمل علي العديد من المشروعات التي تخدم التنمية الوطنية بشكل مباشر سواء في المجالات الطبية أو الزراعية أو الصناعية, وكذلك تنمية وتدريب الكوادر البشرية العلمية خاصة في مجال الوقاية من الاشعاع النووي. وهناك تعاون مستمر بين الوكالة والجهات الفنية المعنية المصرية لتحقيق أفضل استفادة من هذا البرنامج. * إلي أي مدي وصلت الوكالة بشأن تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية؟ ** لقد قمت بزيارة لكوريا الشمالية في مارس الماضي بناء علي دعوة من الجانب الكوري, وعلي أثر ذلك وبناء أيضا علي دعوة الجانب الكوري, قام فريق من مفتشي الوكالة بزيارة كوريا الشمالية في يونيو الماضي لبحث الاجراءات العملية للتحقق من قيام الجانب الكوري باغلاق مرافق يونج بيون النووي ورصد استمرار هذا الاغلاق, وقد تم تنفيذ هذه الاجراءات العملية في زيارات لاحقة لفرق الوكالة. وفي السابع عشر من يوليو الماضي استطعنا التحقق بشكل كامل من قيام كوريا الشمالية باغلاق المرفق ووضع الاختام عليه. كل هذه أمور أعتبرها خطوات علي الطريق الصحيح, وأرحب بعودة كوريا الشمالية إلي الانضمام إلي عمليات التحقق علي الانشطة النووية, كما أرحب بالتعاون الذي أبداه الجانب الكوري الشمالي مع فرق تفتيش الوكالة خلال زيارتها المتعاقبة, واتطلع إلي استمرار التعاون مع كوريا الشمالية في اطار تطور عمليات التفتيش والتحقق هناك, وحتي تعود كوريا الشمالية مرة أخري إلي عضوية اتفاقية منع الانتشار النووي. * هل يمكن ان توضح فكرتكم لانشاء بنك للوقود النووي, وما هو الموقف الدولي تجاهها, ماذا بشأن اقتراح بعض الدول لإنشاء مراكز لتخصيب اليورانيوم تمد الدول بالوقود النووي بشكل متكافئ ودون اعتبارات سياسية؟ ** هناك ازدياد واضح في الطلب علي استخدام الطاقة النووية في المرحلة الحالية, ومن المتوقع أن يصاحب ذلك ازدياد في الطلب علي الوقود النووي, وهو الأمر الذي قد يؤدي إلي انتشار التكنولوجيا الحساسة لتخصيب اليورانيوم وفصل البولوتونيوم إذا ما قرر العديد من الدول امتلاك قدرات مستقلة لصنع الوقود النووي. والمشكلة تكمن في أنها بذلك ستتمكن في نفس الوقت من التغلب علي أكبر العقبات لصنع سلاح نووي, ألا وهو الحصول علي اليورانيوم, عالي التخصيب أو البولوتونيوم وهذا الأمر يجب أن يقودنا إلي ضرورة النظر في انشاء آلية متعددة الأطراف خاصة بدورة الوقود النووي بحيث لا تكون تحت السيطرة المباشرة المنفردة لأي دولة. وقد اقترحت ان يتم انشاء احتياطي للوقود النووي في شكل بنك للوقود النووي تتولي ادارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية, بحيث تضمن كل دولة حصولها علي الوقود اللازم للاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وفي رأي أن توفير هذا الضمان لجميع الدول سيؤدي إلي انعدام الحافز أو المبرر لأن تطور كل دولة بمفردها دورة وقود نووي مستقلة كما قدم العديد من الأطراف الأخري أفكارا مختلفة وتقوم الوكالة بدراستها حاليا من جميع جوانبها الاقتصادية والسياسية والفنية, وفي تقديري أنه يمكننا الوصول إلي الهدف بشكل تدريجي علي مراحل تبدأ بانشاء نظام متكافئ وعادل لضمان امداد الوقود النووي يعقبه وضع أي منشآت جديدة للتخصيب, وفصل البولوتونيوم تحت الاشراف الدولي, ثم الانتهاء بوضع المنشآت الموجودة بالفعل تحت الاشراف الدولي متعدد الأطراف. * تباينت المواقف ووجهات النظر حول الاتفاق الذي تم بين الوكالة وإيران, وهناك انتقادات شديدة للوكالة ولحضرتك شخصيا.. فما هو تعليق سيادتك؟ ** الانتقادات الأخيرة بشأن الاتفاق بنيت علي سوء فهم أو عن سوء نية فمجلس الأمن طلب منذ عامين علي الأقل من الوكالة أن تبذل ما في وسعها لحل المشاكل العالقة مع إيران, وإيران مؤخرا قالت إنها مستعدة لبحث كل هذه المسائل ومن الطبيعي والمنطقي أن نرحب بهذا, وتم الاتفاق بين الوكالة وإيران علي خطة عمل لحل هذه المشاكل. ومن غير المنطقي أن تعول الانتقادات علي أن العملية ستستغرق شهرين أو ثلاثة, لأن هذا الموضوع نتناوله منذ أكثر من خمس أو ست سنوات ومجلس الأمن فرض عقوبات علي إيران وطلب تعليق انشطة التخصيب منذ أكثر من عام ولم ينفذ هذا ولكن إذا استطعنا أن ننفذ هذا خلال شهرين أو ثلاثة, وأن نتوصل إلي حل للمسائل المعلقة بيننا وبين إيران, ستكون خطوة كبيرة جدا إلي الأمام في طريق الوصول إلي نتيجة بالنسبة لطبيعة البرنامج النووي الإيراني. والملاحظ أخيرا أن بعد هذه الانتقادات جاء الجميع يرحب بهذا الاتفاق بما فيهم حتي الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية نحن لدينا صلاحيات واضحة ومحددة, وسنستمر في تنفيذ هذه الصلاحيات بناء علي ميثاق الوكالة والأممالمتحدة * في الفترة الأخيرة ذكرت من يدق طبول الحرب الولاياتالمتحدة والدول الغربية.. هل في امكان الوكالة أن تتدخل لمنع هذا؟ ** بالطبع ليس لدينا الوسائل ولا الصلاحيات لأن نتدخل في هذا, قدرتنا أن نذكر الحقائق كما هي, لذلك أنا اعترضت بشدة في الفترة الأخيرة علي أي حديث حول استخدام القوة أو عن حل عسكري لهذه المسألة لأسباب عديدة أولا نحن لم نصل علي الاطلاق إلي مرحلة نفكر في استخدام القوة. فاستخدام القوة يكون عندما نستنفد جميع الوسائل الدبلوماسية, وعندما يكون الحل العسكري هو أفضل وآخر الخيارات وبموافقة مجلس الأمن عندما يتكلمون عن استخدام القوة لابد ان يتذكروا شيئا اسمه القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة يقيد حق استخدام القوة في حالات محددة حصريا, إذا كان هناك خطر حال لحق الدفاع عن النفس أو بموافقة من مجلس الأمن. لابد ان أذكر المجتمع الدولي بهذا, اذكره بالحقائق علي الوقائع كما نراها, لكن بالطبع لا استطيع ان أتنبأ بما ستقوم به الدول, ما أستطيع ان اقوم به هو ان أتأكد أن ما نقوم به لا يمكن أن يساء استخدامه * أقصد أن الوكالة هي الجهة المنوطة بتحديد إذا كان هناك نشاط نووي عسكري أم لا.. لماذا لا يكون للوكالة موقف صامد أمام المجتمع الدولي والدول الغربية؟ ** هناك عدم فهم لدور الوكالة, والوكالة منظمة دولية, من وظيفتنا الأساسية توضيح الحقائق عن طريق عمليات التفتيش, أما ما ستقوم به الدول كرد فعل لهذا صوابا أو خطأ ليس من صلاحيات الوكالة هناك الكثير من يتصور اننا لدينا صلاحيات أن نفرض علي الدول ما سنقوم به واعتقد انني كنت أكثر من واضح عندما قلت إنه لابد في هذه المرحلة ألا نقوم بعمل الا عن طريق التفاوض والعمليات السلمية. عندما نتكلم كذلك عن الوكالة يجب أن نفهم أن الوكالة هي الدول الأعضاء, ومجلس المحافظين والمؤتمر العام, أين هذه الدول, لابد وأن توضح هذه الدول موقفها بصراحة ووضوح وقد وجهت لي مؤخرا انتقادات بانني تعديت صلاحياتي وخرجت عن نطاقي, وهذا غير صحيح علي الاطلاق, انا كموظف دولي وذكرت أكثر من مرة لست فنيا اقوم بعمليات تفتيش بل دوري كموظف دولي مسئول, كمواطن جزء من هذا العالم, فلابد أنبه هذا المجتمع عندما أري خطر الانزلاق إلي حافة الهاوية, ووظيفتي هي أن اقدم النصح. والقرار هو قرار الدول ولا أستطيع, ولا الوكالة كدول أعضاء تستطيع هذا. وفي الموضوع الإيراني, طهران تستطيع ان تساعد كثيرا إذا تعاونت معنا وباخلاص وبحسن نية, وانني أحث إيران دائما علي وقف عمليات تخصيب اليورانيوم. * رأي حضرتك من خلال لقاءاتك مع المسئولين الإيرانيين وعلي رأسهم علي لاريجاني.. ما هو تصورك لإيران.. هل تناور أم تسير في الاتجاه الصحيح؟ ** كما ذكرت أنه في خلال الشهرين أو الثلاثة القادمة حتي نهاية العام, هذه الفترة حاسمة بالنسبة للتعرف علي نية الجانب الإيراني, إذا كانوا غير صادقين, ذكرت لهم صراحة أن هذا سيكون بداية لمنعطف آخر تماما في معالجة المجتمع الدولي للوضع الإيراني, فهم وضعوا أنفسهم في اختبار حاسم. وسنري في الأسابيع المقبلة إذا ما كانوا سينفذون هذا بحسن نية واخلاص. وهناك كما تعلم الكثير من وجهات النظر المختلفة في إيران, وهناك في إيران الكثير من مراكز القوي المتعددة, ليست مثل كثير من الدول التي يوجد بها شخص واحد هو صاحب القرار, هذا ليس موجودا علي الإطلاق في إيران. ولذلك دائما أقول لابد وأن يشجع المجتمع الدولي إيران في هذه المرحلة للتعاون مع الوكالة حتي نستطيع أن نتوصل إلي أن البرنامج النووي الإيراني هو برنامج سلمي أما التوصل إلي أي مواجهة في منطقة الشرق الأوسط في هذه الحالة هو سكب مزيد من الزيت علي نار مشتعلة, فالمنطقة الآن في أسوأ مرحلة رأيتها في حياتي, ولا يمكن ان نضيف اليها مزيدا من المواجهات, لابد أن نقوم بحل المشكلة الفلسطينية والمشكلة اللبنانية, التفاهم بين العالم العربي وبين إيران, التفاهم بين إيران والمجتمع الدولي, نحن في الوقت الحالي ننفصل عن بقية العالم, واصبحنا بؤرة للتوتر والتطرف, وحل هذا لا يكون بالسلاح أو الحرب أو مزيد من التسلح, لكن عن طريق التعليم واحترام حقوق الانسان والحكم الرشيد والتفاهم والتسامح, هذا هو ما نحتاجه في الوقت الحالي في العالم الإسلامي والعربي. * معني ذلك ان الوكالة لا تستطيع أن تقول أن إيران حسنة النية أو تناور؟ ** بالضبط لا استطيع ان اقول ذلك, ولكن استطيع ان أقول يجب أن نعطي إيران هذه الفرصة لتثبت سواء اذا كانت حسنة النية أو انها تناور وأعود كما ذكرت في مجلس الامن قبل الحرب العراقية بأن الوضع في الوقت الحالي سواء سيستغرق شهرين أو ثلاثة, هو استثمار من أجل السلام. الأهرام: كيف تري موقف الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة؟ ** للدول الغربية مواقف مختلفة, فهناك تعددا في مواقفها كما أن هناك تعدد في مواقف الدول الأخري دول عدم الانحياز والعالم النامي تؤيد بالطبع ما تقوم به الوكالة في الوقت الحالي. العديد ان لم يكن معظم المجتمع الأوروبي بالإضافة الولاياتالمتحدة عادت تؤيد ما نقوم به, لأنه ليس هناك بديل آخر في الوقت الحالي. هم يريدون مزيدا من العقوبات, ذكرت لهم هذا بينكم وبين مجلس الأمن في رأي الشخصي. لكن ما يجب أن نقوم به في الوقت الحالي هو أن نشجع إيران علي التعاون, لأن محاولة عزل إيران أو أي دولة أخري كما رأينا في الماضي يعني أن الجهات المتطرفة في الدولة ستكون في مقعد القيادة. وعندما نتفاوض مع دولة في أي مشكلة, فإننا في هذه الحالة نشجع الأطراف المعتدلة في هذه الدولة. ولقد سبق وطرحت اقتراحا بتعليق مزدوج لكل من تخصيب اليورانيوم من جانب إيران وتنفيذ العقوبات من قبل مجلس الأمن علي كل حال مشكلة الدول الغربية الأساسية هي نوايا إيران المستقبلية. هناك شك في نواياها, شك في سياساتها في المنطقة وفيما يتعلق بعلاقاتها بالدول الغربية. وبالتالي فإن الخوف في الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة علي سبيل الخصوص من حصول إيران علي التكنولوجيا النووية التي قد تقربها من صنع سلاح نووي وأود أن أشير إلي أنه لا يوجد من يتحدث عن أن إيران اليوم لديها سلاح نووي, حتي أجهزة الاستخبارات الغربية تقول إن إيران لديها النية, ولكن امامها علي الأقل من3 إلي8 سنوات لتحصل علي هذا السلاح. إذا كان هذا هو الوضع فإنه يكون لدينا فترة طويلة للتعاون والحوار لكي نبني الثقة. عملية الخلاف بين الغرب وإيران هي عملية بناء الثقة, والخلاف بين الدول العربية وإيران هو عملية بناء الثقة وبناء الثقة لا يتم الا بجلوس الجميع بما فيهم الدول العربية علي مائدة المفاوضات ويضعون كل مشاكلهم, ويضعون خطوطا حمراء لحل كل هذه المشاكل. حيث ان الأمر لا يتعلق فقط بالمسألة النووية بل بالأمن الاقليمي في منطقة الشرق الأوسط ككل. وبدون المشاركة فان أي تسوية ستكون علي حساب العرب, لذلك لابد ان يكون هناك حوار بين العرب وإيران لتوضيح الحقائق وتفادي حملات التهييج. وطالما أننا لا نجلس علي مائدة المفاوضات, في رأيي فلن يكون هناك امكانية لحل, وانما سيكون هناك المزيد من المواجهات التي ستؤدي إلي وضع سيخسر فيه الجميع * في حالة ما مضت الفترة حتي نهاية العام وتأكدت الوكالة أن إيران تناور ولا تثبت حسن نيتها.. فهل ستعطي الضوء الأخضر لأي عمل عسكري؟ ** ما نقوم به لكي يفهم العالم هو توضيح الحقائق, إذا رأيت أن هناك خطرا حالا وداهموا لابد وان أنبه المجتمع الدولي وإذا وجدت ان إيران تقوم بعملية تصنيع سلاح في هذا الوقت لابد ان أوجه المجتمع الدولي إذا رأيت طهران لم تثبت حسن نيتها لابد أن أبلغ المجتمع الدولي, ولم نر في الوقت الحالي خطرا حالا وداهما. * ألا تتوقع أن تخرج إيران من معاهدة منع الانتشار النووي بعد فشل الاتفاق لا قدر الله. ** كل هذه الاحتمالات واردة والجميع يتكهن بامكانية حل عسكري وخروج إيران من الاتفاقية ولكننا نأمل في أن تتعاون إيران معنا وتتعاون مع المجتمع الدولي بفهم مع مشكلة إيران.. مشكلة إيران عملية معقدة نتيجة غياب الأمن الاقليمي في الشرق الأوسط. * في حالة خروج إيران من المعاهدة.. ما موقف الوكالة في هذه الحالة.. من الخاسر ومن الكاسب؟ ** اعتقد أن الجميع سيخسر.. راينا عندما خرجت كوريا الشمالية قامت بتصنيع سلاح نووي, وبخروج إيران من المعاهدة, الجميع سيخسر لأنه سيكون مرحلة من المواجهة والخطر الذي يواجه المجتمع الدولي وسيكون له انعكاسات أكثر سلبية من كوريا الشمالية لأن إيران جزء حيوي, وفاعل في منطقة الشرق الأوشط التي تعيش علي حافة البركان. * ما هي آخر التطورات بالنسبة للملف النووي الإسرائيلي وخاصة انك أعلنت أنك لم تحرز أي تقدم؟ ** ليس هناك تطور للأسف, نحن تكلمنا في السابق في هذا الموضوع, مشكلة الشرق الأوسط لم تعالج بفهم منذ سنوات الستينات, لم نتعامل مع مشكلة الأمن الاقليمي والبرنامج الإيراني بفهم وضرورة أن يكون هناك توازن في عملية الأمن الاقليمي في المنطقة. أخذنا كثيرا من القرارات في العالم العربي والإسلامي, هذه العملية لا تحل عن طريق القرارات, لن تحل الا في اطار عملية بناء صرح أمن اقليمي مواز لعملية السلام في الشرق الأوسط. وكما ذكرت مؤخرا نحن لم نوجه العناية الكافية إلي أهمية ان يكون هناك بناء أمني يوازي عملية السلام في الشرق الأوسط ولذلك نأمل وهناك حديث عن مؤتمر للسلام في هذا الخريف, لابد أن نغضل أن يكون أحد اولويات هذا المؤتمر معالجة ووضع رؤية محددة كيف يكون الأمن الاقليمي في الشرق الأوسط بعد عملية السلام أو بالتوازي مع عملية السلام. * الدكتور محمد الحاصل علي جائزة نوبل للسلام.. ألا تري أن المعايير المزدوجة للتعامل مع الملف النووي في الشرق الأوسط فيها نوع من الظلم؟ ** دائما أذكر هناك معايير مزدوجة في كثير من المسائل, وهي ستستمر حتي نستطيع ان نقف علي قدمنا, حتي يستطيع العالم العربي ان يتقدم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في هذه الحالة ستختفي المعايير المزدوجة, المعاير المزدوجة هي نتيجة عدم توازن للمصالح والقوي في المنطقة. ودائما اذكر انه لابد أن تكون أولوياتنا أن نقف علي قدمينا وننمي نحو200 300 مليون عربي علي مستوي تقدم اقتصادي وتكنولوجي, في هذه الحالة لن يكون هناك معايير مزدوجة