قال نشطاء ومسعفون إن قوات الحكومة اليمنية قتلت ثلاثة أشخاص في مدينة تعز -يوم الجمعة- فيما صرح رئيس الحكومة الجديدة التي تهدف إلى منع اندلاع حرب أهلية في اليمن بأن الاتفاق السياسي الذي وقع منذ أسبوع قد ينهار اذا استمر القتل. وأوضحت أعمال إراقة الدماء في تعز أن المبادرة الخليجية التي نقل الرئيس علي عبد الله صالح بموجبها السلطة لنائبه لم تنجح بعد في نزع فتيل الاضطرابات العنيفة بشأن مصير صالح والمستقبل السياسي لليمن. وقال قادة الاحتجاجات ومسعفون إن القوات الحكومية في تعز بجنوب اليمن قتلت ثلاثة مدنيين وأن معركة جديدة بين القوات الحكومية ومسلحين يدعمون المحتجين أسفرت عن مقتل شخصين حوصرا في منزليهما خلال الاشتباكات. وقتل 12 على الأقل من المدنيين والجنود الحكوميين والمسلحين المناهضين لصالح في تعز في الأيام القليلة الماضية. وقال سكان ومسعفون أن من بين 12 قتيلا في المدينة التي تقع على بعد 200 كيلومتر جنوبي العاصمة صنعاء خمسة مدنيين قتلتهم القوات الموالية لصالح خلال قصف مكثف لبعض أحياء تعز. ويحيط بالمحتجين في تعز قوات موالية لصالح وقوات تابعة للقبائل وجنود يعارضونه. ودعا محافظ تعز الى وقف لإطلاق النار في وقت متأخر يوم الخميس. وقال محمد باسندوة وزير الخارجية السابق، الذي كلفته أحزاب المعارضة بقيادة حكومة تقسم بينها وبين حزب صالح، إن جانبه سيعيد النظر في التزامه بالاتفاق إذا لم يتوقف القتل في تعز. وقال باسندوة في بيان إن القتل في تعز عمل متعمد لإفساد الاتفاق الذي وقعته أحزاب المعارضة مع صالح الذي كان قد تراجع عن توقيع المبادرة الخليجية ثلاث مرات قبل هذا. وصرح مسئول من تكتل أحزاب المعارضة التي وقعت الاتفاق أن الأحزاب اتفقت على تشكيل الحكومة مع حزب صالح وقال متحدث باسم التكتل أن هذا سيعلن يوم السبت. وأضاف المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه أن حزب صالح سيتولى حقائب منها الدفاع والشؤون الخارجية والنفط فيما تحصل المعارضة على وزارات الداخلية والمالية والتعليم. وحين يكتمل انتقال السلطة سيصبح صالح رابع رئيس عربي تطيح به الاحتجاجات الشعبية التي أعادت تشكيل المشهد السياسي بالشرق الأوسط هذا العام. ويفترض أن تقود الحكومة الجديدة اليمن نحو انتخابات رئاسية حدد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تسلم صلاحيات صالح موعدها في 21 فبراير 2012 . وقالت مصادر بالمعارضة إنها أعطت هادي قائمة باختياراتها لمجلس عسكري يكلف بادارة الجيش لحين اختيار رئيس جديد. وشملت القائمة وزيري الدفاع والداخلية السابقين علاوة على قادة بالجيش انقلبوا على صالح. وبموجب المبادرة الخليجية التي وقعها صالح تنشأ هيئة لاعادة هيكلة القوات المسلحة. ويقود احمد ابن صالح الحرس الجمهوري وهو أحد افضل الوحدات تسليحا. وندد محتجون في تعز وغيرها بالحصانة من المحاكمة التي منحت لصالح وأقاربه بموجب اتفاق نقل السلطة. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش الاسبوع الماضي ان ما يصل الى 35 مدنيا قتلوا في تعز منذ تبنى مجلس الامن التابع للامم المتحدة في اكتوبر تشرين الاول الدعوة الى نقل السلطة وندد بالحملة على المحتجين. وأضافت المنظمة أن معظم المدنيين قتلوا بنيران القوات الحكومية اليمنية ودعت مجلس الامن الدولي الى تجميد اصول كبار المسؤولين اليمنيين والى أن ينأى المجلس بنفسه عن أي وعود بالحصانة. وقال مسئول محلي في أبين إن قائد قوة من المتطوعين تقاتل الإسلاميين المتشددين أصيب وقتل اخر حين ألقى مهاجمون مجهولون قنبلة عليه حين كان في طريقه لأداء صلاة الجمعة في مدينة لودر.