وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الثلاثاء الى العراق في زيارة مفاجئة لدعم جهود المصالحة في العاصمة العراقية بغداد ومدينة كركوك التي تشهد توترا بين مختلف القوميات. وكانت رايس قد وصلت الى كركوك لدعم جهود الاممالمتحدة باتجاه تخفيف التوتر بين سكان المدينة من العرب والاكراد والتركمان في مواجهة مطالب الاكراد بضم المدينة الى اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي. وفى الوقت ذاته الغى رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارازانى زيارة مقررة له الى بغداد للمشاركة مع السياسيين العراقيين فى لقاء رايس التى وصلت اليوم و ذلك احتجاجا على موقف واشنطن من القصف التركى لشمال البلاد حيث سمحت للطيران التركى بالقصف. وتجيء زيارة رايس للعراق في الوقت الذي أبدى فيه مسؤولون امريكيون نفاد صبرهم وحثوا الزعماء العراقيين على الاستفادة من تراجع العنف لتحقيق تقدم سياسي أكبر. وقالت رايس التي التقت ممثلين عن الاكراد والعرب السنة والعرب الشيعة والمسيحيين والتركمان "اتطلع في ان ابحث معكم في مساهمة فرق اعادة الاعمار المحلية في الازدهار وايجاد فرص العمل والمصالحة الوطنية". واضافت "ان الولاياتالمتحدة شريك جيد لكم وننوي البقاء شركاء لكم لفترة طويلة". واكدت رايس على "اهمية المجالس المحلية لمستقبل العراق عراق ديموقراطي لجميع العراقيين بكافة اطيافهم". و من جهته رفض البيت الابيض الثلاثاء التعليق على العملية العسكرية التركية شمال العراق و لم تفصح المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو اذا كانت الحكومة الامريكية تؤيد العملية التركية كما لم تعترض عليها فى الوقت نفسه . و قد أعلنت رايس أن للولايات المتحدة و العراق و تركيا مصلحة فى التصدى لانفصالى حزب العمال الكردستانى و ذلك بعد توغل تركى شمال العراق و اضافت ان ما حدث الاحد الماضى كان بقرار من تركيا و انها اعربت للحكومة التركية عن قلق واشنطن حيال اى عمل قد يسفر عن ضحايا مدنية او قد يزعزع استقرار شمال العراق . و قالت رايس فى مؤتمر صحفى مع نظيرها هوشيار زيبارى ان حزب العمال الكردستانى يهدد الاستقرار شمال العراق .و من جهته وصف زيبارى العملية التركية بانها محدودة و حصلت فى مناطق جبلية نائية قليلة السكان و اعتبر ان عمليات المتمردين الاكراد غير مقبولة . و قد اعلن ديفيد ساترفيلد مستشار رايس في العراق ان وزيرة الخارجية اتت للترحيب بانضمام السنة مجددا الى المجالس المحلية التي علقوا مقاطعتهم لاعمالها. واضاف ان الادارة الاميركية ترى في هذه الخطوة "تقدما كبيرا" بالرغم من استمرار مقاطعة الممثلين التركمان لاعمال المجالس المحلية. وزيارة رايس تهدف الى دعم جهود المصالحة التي يقوم بها موفد الاممالمتحدة الجديد في العراق ستافان دي ميستورا في كركوك ((250 كلم شمال بغداد) وبعد يوم من موافقة حكومة الاقليم على تاجيل استفتاء على مستقبل المدينة لمدة ستة اشهر. و ميدانيا قالت الشرطة العراقية أن 30 شخصا قتلوا الثلاثاء فى العراق واصيب 43 اخرين أثناء زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس . و افادت الشرطة ان الهجوم الاكثر دموية والذى وقع فى مقهى مكتظ فى بلدة العبارة قرب بعقوبة شمال شرق بغداد اسفر مصرع 16 واصابة 24 اخرين بجراح حالة بعضهم خطيرة وفى وقت سابق كان انتحارى قد فجر نفسه داخل سيارة مفخخة امام حاجز للشرطة فى بعقوبة. واوضح ساترفيلد ان دوي ميستورا "ابرم قبل ايام اتفاقا بين بعثة الاممالمتحدة في العراق وكافة الاطراف لاحراز تقدم في تطبيق المادة 140" في الدستور العراقي.ورحبت واشنطن بدور الاممالمتحدة في المساعي للتوصل الى تسوية في كركوك بعد خروج المنظمة الدولية من العراق عقب تفجيرات 2003 التي اودت بحياة المبعوث الدولي سيرجيو دي ميلو. وكان القائد السابق للقوات الامريكية الميجر جنرال جوزيف فيل في العراق قد حذر من سحب القوات الامريكية من البلاد بسرعة قائلا إن قوات الامن العراقية ليست مستعدة للنهوض بمسؤولية الامن. وقال فيل انه مطمئن لخطة حالية لوزارة الدفاع الامريكية التى تقضي بسحب نحو 20 الفا من القوات القتالية وهو ما يمثل ثمن اجمالي القوات حاليا من منطقة الحرب بحلول منتصف عام 2008 .لكنه اضاف ان اي خطوة لتسريع هذا الانسحاب وهو ما طالب به بعض المشرعين الامريكيين ستلحق الخطر بالمكاسب الامنية.