أعلنت مصادر سياسية أن البرلمان اللبنانى سيرجىء انتخاب الرئيس التى كانت مقررة الثلاثاء المقبل الى موعد اخر ، مما سيتيح مزيدا من الوقت لمؤيدى سوريا والمناهضين لها للاتفاق على مرشح يحظى بموافقة الجانبين. وسيكون هذا هو التأجيل الثاني لانتخاب الرئيس وهي خطوة ينظر اليها على أنها حيوية لحل الأزمة السياسية اللبنانية المستمرة منذ 11 شهرا والتي وضعت الغالبية البرلمانية المناهضة لسوريا في مقابل المعارضة التي يتقدمها حزب الله. وتوجد مخاوف من انه اذا لم يتم انتخاب رئيس قبل انتهاء فترة رئاسة اميل لحود الموءيد لسوريا في 23 نوفمبر، فقد ينتهي المطاف بلبنان الى حكومتين متناحرتين واعمال عنف. والازمة اللبنانية هي الاسوأ منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. من ناحية أخرى ، شدد وزراء خارجية فرنسا وايطاليا واسبانيا فى اجتماعهم السبت مع زعماء سياسيين لبنانيين -لحثهم على التوصل الى حل لأزمة الرئاسة - على دعم بلادهم لجهود تحقيق السلام والاستقرار وضرورة كسر الجمود السياسى القائم فى لبنان ، وطالب الوزراء الثلاثة بتشجيع الحوار بين القوى اللبنانية للوصول الى اتفاق وطنى حول شخص الرئيس . تأتى التصريحات فى أعقاب المحادثات مع كل من نبيه بري رئيس مجلس النواب وزعيم حركة امل الشيعية المعارضة وفؤاد السنيورة رئيس الوزراء والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير واجتمعوا في وقت لاحق مع زعماء احزاب وممثلين عن جميع الاطياف السياسية في مقر اقامة السفير الفرنسي. وكان نواب المعارضة قد قاطعوا جلسة الانتخاب في 25 سبتمبر ايلول لمنع اكتمال نصاب ثلثي الأعضاء وهو الأمر الذى منع القوى المناهضة لسوريا والتي تحظى بغالبية ضئيلة في البرلمان من اختيار رئيس جديد للبلاد. ويأمل الداعمون الدوليون لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ومن ضمنهم الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية انتخاب رئيس خلفا للرئيس اميل لحود من بين تحالف الغالبية البرلمانية. وكانت القوات السورية تدخلت في لبنان لانهاء الحرب الاهلية وهيمنت دمشق على السياسات اللبنانية حتى اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء الاسبق عام 2005 والذي اثار موجة من الاحتجاجات الحاشدة المناهضة لسوريا. واضطرت سوريا لسحب قواتها من لبنان بعد وجود عسكري دام 29 عاما. واغتيل سبع شخصيات لبنانية اخرى من المناهضين لسوريا منذ مقتل الحريري احدثهم النائب انطوان غانم. وتلقي شخصيات لبنانية بارزة مناهضة لسوريا باللوم على دمشق في عمليات الاغتيال وهي تهمة تنفيها سوريا. وقال وزير خارجية فرنسا برنار كوشنر بعد الاجتماع الاخير "شعرنا جميعا بان الوضع يتحسن.. يتجه نحو الافضل." واضاف "يمكنني القول بانه في نهاية هذا اليوم الطويل وباستثناء بعض القضايا الصغيرة يوجد حوار ايجابي. ليسوا متفقين تماما..ولكنهم مستعدون للتفاوض بشأن خلافاتهم للتوصل الى حل. بمفردهم وليس بواسطتنا نيابة عنهم." واجتمع سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الاسبق ووريثه السياسي مع بري يوم الجمعة للمرة الاولى بعد عطلة عيد الفطر واستعرضا اسماء المرشحين المحتملين. وزار الوزراء الاجانب في وقت سابق الناقورة لتفقد وحدات بلادهم في قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) التي تم توسيعها العام الماضي تمشيا مع قرار لمجلس الامن الدولي الذي انهى الحرب بين مقاتلي حزب الله واسرائيل. وكانت اليونيفيل هدفا لهجمات اعنفها الهجوم الذي قتل فيه ستة من الكتيبة الاسبانية في قوات حفظ السلام الدولية التابعة للامم المتحدة في يونيو حزيران الماضي. وحذر وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما من مثل هذه الهجمات قائلا انه لا ينبغي لاحد مجرد التفكير في تنفيذها ، مشيرا الى وجود تهديد ارهابي في جنوب لبنان ايضا "ولكنني..اقول لكم اننا هنا للقيام بعملنا ولا ينبغي لاحد مجرد التفكيرفي تهديد القوات الدولية المنتشرة في لبنان."