اشار وزير خارجية فرنسا برنار كوشنر الى حدوث تقدم في الجهود الرامية الى حث الزعماء اللبنانيين على الاتفاق على مرشح للرئاسة وحذر من أن عدم التوصل الى اتفاق سيجعل البلاد تواجه "فترة عصيبة جدا". ومن المقرر ان ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للبلاد الاسبوع المقبل خلفا للرئيس اميل لحود لكن الازمة كانت قد ارجأت بالفعل التصويت ثلاث مرات. ويعتبر التصويت في 21 من نوفمبر تشرين الثاني حرجا بسبب انتهاء ولاية لحود في الثالث والعشرين من الشهر وهناك مخاوف من حدوث فوضى سياسية اذا لم يتم اختيار خلف للحود في المهلة المحددة. والانتخابات الرئاسية هي أحدث حلقة في سلسلة قضايا خلافية في الازمة السياسية المستمرة منذ عام بين حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب والمعارضة التي يتقدمها حزب الله المؤيد لسوريا. وتعد الازمة السياسية الراهنة هي الاسوأ منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وقال كوشنر في ختام مباحثاته الثلاثاء مع الزعماء اللبنانيين "لا بد من التوافق على مرشح رئاسي. اود ان اشدد... انني اريد وأتمنى وفرنسا تريد وتتمنى ان تجري هذه العملية وفقا للدستور اللبناني." وقال كوشنر ان البطريرك الماروني نصر الله صفير سيضع قائمة باسماء المرشحين للرئاسة لتختار منها الاطراف المتنافسة شخصية توافقية. وحسب نظام تقسيم السلطة في لبنان فان الرئيس يجب ان ينتمي الى الطائفة المسيحية المارونية. ولم يذكر كوشنر اي اسماء. وكان عدد من الموارنة قد اختيروا كمرشحين محتملين للمنصب. وقال كوشنر ان القائمة سوف تقدم قريبا ربما اليوم التالي او خلال اليومين التاليين الى سعد الحريري زعيم الاغلبية البرلمانية ونبيه بري رئيس مجلس النواب وهو من ابرز شخصيات المعارضة. وكان صفير رفض في الاونة الاخيرة وضع مثل هذه القائمة لاسماء المرشحين المحتملين. وقال كوشنر انه يبدو "ان الانتخاب سيجرى في موعده" لكنه حذر من "أن الاسوأ قد يحدث أيضا."واضاف قوله "هذه العملية قد تفشل ثم تبدأ فترة عصيبة جدا." ويخشى مراقبون ان يتسبب الفشل في التوصل الى اتفاق بشأن الرئاسة الى تشكيل حكومة ثانية مناوئة لحكومة السنيورة وتفجير العنف. وفي نيويورك قالت ماري أوكابي المتحدثة باسم الاممالمتحدة ان بان جي مون الامين العام للامم المتحدة سيزور لبنان "قريبا جدا". وكانت مصادر سياسية لبنانية قالت ان بان سيتوجه الى لبنان الخميس من أجل دعوة الساسة الى اجراء انتخابات الرئاسة في موعدها. وقال كوشنر انه سيعود الى لبنان الاسبوع المقبل. وفرنسا في مقدمة الدول التي تقوم بجهود وساطة في محاولة لايجاد حل للازمة السياسية في لبنان. وقالت مصادر سياسية لبنانية ان المبادرة الفرنسية المكثفة كان قد اتفق عليها بين الرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في اجتماع بواشنطن الاسبوع الماضي. ويقول اعضاء في التحالف الحكومي المناويء لسوريا ان لدى نوابهم الذي يشكلون اغلبية ضئيلة في البرلمان الحق في التجمع في الايام العشرة الاخيرة التي تسبق انتهاء ولاية لحود لانتخاب رئيس دون نصاب ثلثي اعضاء المجلس. ويقول حزب الله ان مثل تلك الخطوة اذا حدثت فسوف تكون انقلابا ودعا الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الرئيس لحود الى اتخاذ اجراء في حالة فشل الزعماء المتنافسين في الاتفاق على رئيس توافقي. وبدا نصر الله وكأنه يساند احتمال قيام لحود بتشكيل حكومة ثانية موازية لحكومة السنيورة.