صرح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برى فى حديث لجريدة "السفير اللبنانية" انه قد يتجه الى تأجيل جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية لبضعة ايام اذا فشل الزعماء المتنافسون على التوافق على مرشح بحسب ما نقلت عنه صحف لبنانية الثلاثاء. وتأجل الاقتراع فى البرلمان على رئيس للبلاد مرتين ومن المقرر الآن ان يجرى فى 12 نوفمبر (تشرين الثاني) مع بحث الساسة اللبنانيين المنقسمين بشدة عن مرشح توافقى لخلافة الرئيس اميل لحود الذى تتهمه المعارضة بانه مؤيد لسوريا، وذلك وسط مخاوف من ان البلاد قد تتجه مجددا الى حرب أهلية. وقال برى انه اذا تم التوافق بين الفريق الحاكم المناهض لسوريا، والمعارضة التى تضم حزب الله على اسم الرئيس فانه "يمكن ان اقرب موعد الجلسة واذا واصلنا البحث نؤجل الجلسة لمدة ايام قليلة" وقالت مصادر سياسية انه حتى الان تم احراز تقدم ضئيل فى المحاولات الاخيرة الحثيثة وسط ازدياد التوتر فى البلد، حيث يقوم الفرقاء المتنافسون بالتسلح تحسبا لحصول مواجهة. ويعتبر انتخاب رئيس جديد للبلاد مسألة حيوية من اجل الوصول الى تسوية للازمة المستمرة منذ عام بين الحكومة المدعومة من الغرب، والمعارضة. وتنتهى مدة ولاية لحود فى 23 نوفمبر (تشرين الثاني) وهناك مخاوف انه اذا لم تعقد جلسة 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، فان ذلك سيحد من احتمالات انتخاب رئيس جديد خلال الايام العشرة الاخيرة من ولايته. وفي الخامس والعشرين من سبتمبر ايلول قاطع نواب المعارضة جلسة مجلس النواب من اجل منع تأمين نصاب الثلثين اللازم لاجراء الاقتراع ومنع الفريق الحاكم المناهض لسوريا والذي لديه الاكثرية المطلقة من استبدال لحود باحد مرشحيه. وتريد حكومة السنيورة التى تساندها الولاياتالمتحدة وفرنسا والسعودية ان تنتخب رئيسا من خارج نفوذ سوريا. وقد قتل سبعة شخصيات مناهضة لسوريا منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري وكان اخرهم النائب انطوان غانم في سبتمبر ايلول الماضي. ويلقي الزعماء المناهضون لسوريا باللائمة على دمشق في الاغتيالات وهي تهمة تنفيها دمشق باستمرار. وتريد حكومة السنيورة رئيسا يضع ضمن اولوياته المحكمة الدولية لمحاكمة المشتبه بهم في مقتل الحريري وايضا التعامل مع قضية نزع سلاح حزب الله وهو الحزب الوحيد الذي يحتفظ بسلاحه منذ انتهاء الحرب الاهلية. ولكن حزب الله وحلفاءه ومن ضمنهم فريق مسيحي لا يريدون ان تقع الرئاسة بين ايدي منافسيهم الذين يعتبرون انهم سوف ينفذون اجندة امريكية. وقال بطرس حرب احد المرشحين الاثنين لقوى 14 (مارس) اذار الحاكمة المناهضة لسوريا الاسبوع الماضي ان فريقه يدرس احتمال عقد جلسة خارج مجلس النواب باستخدام الاكثرية المطلقة. وقال نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلة تلفزيونية الاثنين ان انتخاب رئيس بحضور اقل من نصاب الثلثين او حتى نقل السلطات الرئاسية لحكومة فؤاد السنيورة سوف يغرق لبنان مأزق أعمق. وقال "اذا لم يتم التوافق فهذا يعني ان البلد فى مأزق نحمل فريق 14 مارس (اذار) مسؤوليته لان المعارضة قدمت كل ما يمكنها من تنازلات لمصلحة التوافق.