تناشد منظمة الصحة العالمية المانحين كي يقدموا على نحو عاجل دعماً مالياً يساعدها على استمرار عمل المراكز الصحية بالعراق لمنع المزيد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها، ووقف معاناة ملايين السكان الأكثر عرضة للخطر في العراق. وأكدت المنظمة الدولية في بيان صدر اليوم الاربعاء أنه مالم يتم على وجه السرعة تأمين الأموال اللازمة قبل نهاية يونيو 2015، فإن أكثر من 84% من مراكز الرعاية الصحية المحلية والدولية في العراق (77 مشروعاً للرعاية الصحية بما فيها تقديم الرعاية المباشرة) ستضطر إلى إغلاق أبوابها. ولو حدث ذلك، فسيحرم أكثر من 3 ملايين من اللاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة من الحصول على المعالجة والرعاية التي يحتاجونها بشدة. وأوضحت إن إغلاق هذه المراكز ووقف تدخلات الصحة العامة يعني تعليق الخدمات الحرجة مثل رعاية الصدمات والتغذية التكميلية، والرعاية الصحية الأولية، واكتشاف تفشي العدوى وإدارتها، وتطعيم الأطفال والرعاية الصحية الإنجابية في 10 من أصل 18 محافظة عراقية. وتشمل هذه المحافظات: ميسان، البصرة، السليمانية، نينوان، النجف، كركوك، كربلاء، إربيل، ديالا، دهوك، بغداد والأنبار. التصعيد والصحة لقد أدى التصعيد الأخير في العنف في الرمادي إلى مضاعفة معاناة المدنيين ولاسيما المرضى، وكبار السن، والأطفال والحوامل. ومنذ 15 مايو 2015، وبحسب الأممالمتحدة، اضطر 980 55 شخص للنزوح والتفرق على أكثر من 65 موقع داخل الأنبار وعبر أنحاء مختلفة من المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية من البلاد، ليرتفع عدد النازحين إلى حوالي 000 190 نازح. وهؤلاء السكان في مسيس الحاجة للدعم الإنساني العاجل بما في ذلك فرص الوصول للخدمات الصحية. وكشف تقييم للوضع الصحي أعدته منظمة الصحة العالمية مؤخراً في محافظة الرمادي، حيث يقيم عدد كبير من النازحين، عن عدم كفاية الإمدادات من الأدوية ونقص في أعداد الأطباء وسائر المهن الطبية وعدم توافر الماء النظيف ونقص الطعام وعدم توافر الكهرباء. وحالياً، تقدم الخدمات الصحية من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية والعيادات المتنقلة التي توفر الخدمات للمرضى الخارجيين، والتطعيمات وخدمات الإحالة، إلا أن النقص الحاد في الوقود اللازم لعمل سيارات الإسعاف يعرقل عملية الإحالة. وفي ظل سوء أحوال النظافة والتغذية وخدمات الصحة النفسية فإن النازحين معرضون لخطر أكبر للإصابة بالأمراض السارية مثل الحصبة، ونوبات الإسهال الحاد وداء الليشمانيات. كما أن المرضى المصابين بالأمراض غير السارية (أمراض القلب، والسكري، والسرطان والعدوى التنفسية) في حاجة ماسة للخدمات والأدوية. تلبية الاحتياجات في ظل نقص التمويل لقد أدى تنامي عدد النازحين إلى زيادة الاحتياج للخدمات الصحية الأساسية. إن منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة وسائر الشركاء في المجال الصحي، يقدمون الأدوية الأساسية والحزمات الطبية وسائر الإمدادات للمنشآت الصحية في الرمادي، والخالدية، والبغدادي، والحديثة، وأميرية الفالوجة، ومدينة الحبانية السياحية وغيرها الكثير من المناطق داخل محافظة الأنبار. ومنذ 10 أبريل 2015، تم تقديم أنواع مختلفة من الحزمات الطبية (4 حزمات لمعالجة الصدمة، 50 حزمة أساسية للطوارئ الصحية وحزمتان تكميليتان، حزمة جراحية وتسع وحدات من حزمات أمراض الإسهال)، بالإضافة إلى غيرها من الأدوية الأساسية التي تم تقديمها للمديريات الصحية في الأنبار والجمعية الطبية العراقيةالمتحدة، وهي منظمة أهلية، لمعالجة النازحين. وسوف تسمح هذه الحزمات بتوفير المعالجة لعدد 623 71 نازح لمدة ثلاثة أشهر. ولضمان تقديم خدمات صحية أكثر للنازحين على معبر بزيبيز (نقطة العبور بين الأنبار وبغداد)، وفرت منظمة الصحة العالمية ثلاث عيادات طبية متنقلة للإدارات الصحية في المحافظتين. وسوف تلبي هذه العيادات الاحتياجات الصحية للناس على جانبي نقطة العبور، وإضافة لذلك، قامت منظمة الصحة العالمية بنشر 6 سيارات إسعاف، وعاملين صحيين وقدمت أدوية أساسية لمعالجة النازحين العابرين على جانبي المعبر لجهة الأنبار وجهة بغداد. وفي هذا السياق يقول الدكتور سيد جعفر حسين، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثة المنظمة في العراق: "لقد أنشأت منظمة الصحة العالمية عيادتين ثابتتين للرعاية الصحية الأولية في مقاطعتي أميرية الفالوجة ونخيب، تديرهما الجمعية الطبية العراقيةالمتحدة منذ 10 أبريل 2015. وفي هاتين العيادتين وحدهما تم تقديم 4974 مشورة طبية". وأضاف أن المنظمة قد أنشأت غرفة للولادة بجوار العيادة. وتنسق منظمة الصحة العالمية استجابة الشركاء في المجموعة الصحية لتعظيم استخدام الموارد المتاحة. وتظل الفجوات التمويلية والوصول بالإمدادات الطبية الأساسية لأجزاء كبيرة من الرمادي تحدياً بسبب الموقف بالغ التفجر هناك.