أجرى الحوار: حمودة كامل – سماء المنياوي من عاش فترة السبعينات في حكم الرئيس الراحل انور السادات، يتذكر قولته المشهورة لأحد طلاب جامعة القاهرة عند زيارته لها، أسكت يا ولد واعرف انت بتكلم مين! انت بتكلم رئيس الجمهورية! ولم يكن هذا الولد سوي طالب بكالريوس طب القاهرة ورئيس أتحاد طلاب الجامعة آنذاك، وهو ذاته الأمين العام لإتحاد الأطباء العرب اليوم والعضو السابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، إنه الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، المرشح لرئاسة الجمهورية 2011، الذي أجرى معه موقع اخبار مصر الحوار التالي: متى إنضممت لجماعة الإخوان المسلمين؟ - بدأت الكفاح منذ دخولي الجامعة في السبعينات، وكانت هذه ذروة وقمة نشاط الشباب داخل الجامعات المصرية، فبدأنا في كلية طب القصر العيني وانتشرنا في جميع جامعات مصر وكان باب الحريات العملي الذي فتحه السادات، رحمه الله، له دور فلم يكن ،على عكس ما قاله هيكل، يتصدى لأي فكر، وكان هيكل قال ان السادات فتح باب الحرية للفكر الاسلامي ليتصدى لفكر التيار الناصري، وهذا غير صحيح، إنما أعطى الحرية للجميع، وبالتالي من الطبيعي ان يكون التيار الاسلامي اكثر شيوعا والتفافا لانه المعبر عن الحالة العامة وليس لأن الآخرين اضعف منه، أو لان السلطة مارست علية اي شكل من اشكال الضغط. هل حادثة المناقشة التي دارت بينك وبين الرئيس الراحل أنور السادات عندما زار جامعة القاهرة عام 1977 كان لها تأثير بالسلب أو الإيجاب على حياتك؟ -لا اعتبر ان ما حدث كان له تأثير سيئ على مشوار حياتي، نعم ذلك منع من تعييني معيداً بالكلية رغم تخرجي بتقدير جيد جدا، ولكني لا أعتبر ذلك أمراً سيئاً لان المناضل لابد ان يدفع ثمن نضاله طالما سار في طريق الكفاح. هل ما زال الامام حسن البنا يمثل المرجعية الفكرية والحركية للجماعة، وما دور القطبيين في التنظيم؟ ما زال فكر الاستاذ البنا هو المرجع الفكري الرئيسي الوحيد للاخوان على المستوى الفكري والحركي وهي مجموعة رسائل البنا واداءاته منذ عام 1928 عندما بدأ الدعوة، وحتى تاريخ استشهاده عام 1949، بعض آراء الاستاذ سيد قطب لاتمثل جماعة الاخوان المسلمين فبعض آرائه لا تمثل التيار العام للجماعة فالاستاذ سيد قطب كتبها وهو في حالة لم يكن فيها طبيعيا ولعلي لوكنت في ظروف كالتي كان بها كنت كتبت كلاماً أكثر تشدداً،. وهذا لا يعني ان ذلك يسري على كل ما كتبه بل كل ما كتبه عظيم ومفيد وبه قدر من الحيوية لكن بعض افكاره الرئيسية لا تتوافق مع افكارنا وما زال فريق من الاخوان المسلمين يحمل نفس الافكار وهي لا تمثل التيار العام في الاخوان المسلميين هل كان لهم دور في استبعادك من مكتب الارشاد؟ انا لم يتم استبعادي من مكتب الارشاد، أنا الذي اعتذرت لانني قدمت اقتراحاً ان العضو الذي مضى علية في مكتب الارشاد اكثر من 8 سنوات، أي فترتين، فهذا يكفي، ويجب عليه أن يفسح المجال لغيره، وبالرغم من انه تم تعديل اللائحة وفق هذا الاقتراح، إلا أن البعض التف حول القرار وقرروا تنفيذه بدءا من الدورة القادمة، إلا انني صممت على تنفيذه من الآن، وعليه لم ادخل الانتخابات هذه المرة، لأنه كبر مقتا عند الله ان تقول ما لا تفعل، وأنا كنت قد قضيت بمكتب الارشاد 23 عاما. هل هذا له علاقة بعدم توجهك بالبيعة للمرشد العام مؤخرا؟ انا لست بحاجة للبيعة، فالبيعة للشخص المنضم حديثا للجماعة، كما ان البيعة تتم للجماعات السرية، والاخوان المسلمين ليست جماعة سرية، وإنما هي معلنة ووسط الناس، اما ما يمكن أن نسميه عهد اوقسم للالتزام فيكون للناس الجدد،.ثم أنه ليس هناك وجود لبيعة لمرشد جديد او قديم. هل يعد إتجاه جماعة الإخوان مؤخرا في الكشف عن الأخطاء والتجاوزات التي تحدث داخل الجماعة للرأي العام، تغييرا في الفكر والتوجه ؟ الاخوان كمؤسسة او هيئه مصرية، هي شأن عام يجب أن يعرف الرأي العام عنه كل شيئ، لذا يوجد فارق بينها وبين الشأن الخاص للافراد، ففي الشأن العام لا يوجد اي مانع من تناوله على الملأ، فاذا نقدنا انفسنا، فذلك يجعل الناس اكثر احتراما لنا وثقة فينا، فعندما نعلن اوجه القصور فينا في محاولة لإصلاحها، فهذا يجعل الناس تثق فينا على وضوح وشفافية ونقد للذات سبب تغيير رؤيتك لفكرة عدم الترشح لمدة 20 عاما؟ من سنوات، ومنهجي هو الفصل الحزبي عن الدعوة، وأن تظل جماعة الاخوان المسلمين تدعو الى الله وتربي الشباب وتمارس الدعوة للقيم الكلية سواء اجتماعية او سياسية مثل الحريات والعدالة ...الى آخره، دون ان تكون طرفا في المنافسة على السلطة، اما أعضاء الجماعة وأفرادها فهم مواطنون مصريون من حقهم ان يفعلوا شيئا آخر يرغبون فيه، كأن يترشح أحد في الانتخابات البرلمانية أو يترشح أحد للرئاسة، ولكن تظل الجماعة كما كانت ايام الاستاذ البنا جماعة ضغط تعمل من اجل الدعوة وبعيدة عن المنافسة على السلطة. وحددت فصل الدعوة عن العمل الحزبي وليس السياسي