د.عبد المنعم أبو الفتوح الإصلاحى الذى لم يحصل على مكانته ولا تقديره لا من إخوانه الذين ينتمى إليهم منذ ما يزيد عن 32 عاما، ولا من النظام الذى اعتقله لأربع مرات وحكم عليه مرتين فى محاكم عسكرية، أصبحت صحته مهددة بسبب احتجازه على ذمة اتهامات فى قضية تعرف باسم "التنظيم الدولى". عبد المنعم الذى حصل على عضوية مكتب الإرشاد مرة بالتعيين ومرة بالانتخاب تم نقله إلى مستشفى القصر العينى الجديد تحت حراسة لمعاناته العديد من الأمراض، فهو فى نظر الأمن يقود اتصالات لإحياء التنظيم الدولى للإخوان عبر تدريب وتنظيم بؤر إخوانية فى العديد من دول العالم. وصفت (التايمز) البريطانية اعتقال أبو الفتوح الذى تم فى الثامن والعشرين من يونيو الماضى بأنه خطوةٌ فى اتجاه إسكات المعارضة فى مصر، واشتهر بين القوى السياسية بأنه من أكثر الإخوان المنفتحين على الآخر، وفى نفس الوقت الأكثر جرأة وشراسة فى معارضته للحكومة والحزب الوطنى، ورغم أنه يطلق عليه البعض "جيل التجديد داخل الجماعة"، إلا أنه بات الآن المتهم الأول فى قضية قاب قوسين أو أدنى من الإحالة للمحكمة العسكرية. ليس هذا فحسب بل إن أبو الفتوح الذى يعد الوحيد من قيادات مكتب إرشاد الجماعة – أعلى مؤسسة فى الجماعة - جاهر برفضه، بل وتنديده بوجود هيكل التنظيم الدولى، بل وله دراسات وكتابات كثيرة تم نشرها، ومع هذا أصبح على رأس المتهمين فى قضية "التنظيم الدولى". ويعانى د.أبو الفتوح من قصور فى مركز التنفس فى المخ، ويعيش منذ فترة على جهاز التنفس الصناعى، وهو الجهاز الذى يحتاج إلى معالجة طبية خاصة كل فترة، كما يحتاج إلى ظروف مناخية ودرجة حرارة معينة، وهما الشرطان غير المتوفرين، سواءٌ فى محبسه بسجن طره أو فى مستشفى السجن ذاته. يشغل أبو الفتوح منصب أمين عام اتحاد الأطباء العرب بالانتخاب ولدورتين متتاليتين وأبرز من قادوا حملات الإغاثة والمساعدة الإنسانية عربيا وإسلاميا، بات متهما بغسيل الأموال، وجمع تبرعات على أساس مساعدات للفلسطينيين وغيرهم وضخها فى أموال الجماعة دون عمل أدنى حساب لنداءات د.عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية الذى تقدم بطلبات وقاد اتصالات للإفراج مسئول أهم الاتحادات العربية الممثلة للمجتمع المدنى. كما لم يلتفت من يصرون على استمرار التحفظ على أبو الفتوح إلى سمعة مصر المهددة بسبب فقدان منصب أمين عام الاتحاد، بل ومقر الاتحاد الذى ظلت مصر تحتفظ به منذ عقود. أبو الفتوح المعروف بوسطيته واعتداله أكثر من أى عضو آخر بالجماعة، قاد حملة لتأصيل فكرة مدنية الدولة، ورفض صورة الدولة الدينية، كما ساهم منذ التسعينات فى إقناع الجماعة بالأخذ بمبدأ التعددية وتوسيع رقعة العمل العام خاصة فى النقابات المهنية، ومع هذا ما زالت الحكومة تصر على اتهامه بالانضمام لمجماعة محظورة تعمل على خلاف القانون وتستخدم الإرهاب وسلية لتحقيق أهدافها. تحسين صورة الجماعة فى مصر والخارج - رغم ما يعانيه من تضييق وسحب ملفات، كان رهان أبو الفتوح على الإخوان ومؤسساتها، قد يكون هو السبب الرئيسى الذى دفع السلطات لملاحقة أبو الفتوح وتجديد حبسه لمرتين فى قضية لا يعلم أحد بأى منطق ولا بأى سيناريو ستنتهى إليه القضية. الجراءة الحركية والفكرية التى أتسم بها أبو الفتوح جعلته يدخل العديد من المعارك داخل الجماعة، حتى وصل الأمر إلى وصفه بالمارق وقيادة جيل الجماعة القديم، ومنهم د.محمود عزت أمين عام الجماعة ومحمد الخطيب مفتى الجماعة، بأن "آراء أبو الفتوح باطلة لا أساس له من الصحة ولا تلزم الجماعة". أبو الفتوح رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة فى أوائل السبعينات وقف أمام الرئيس السادات، وقال قولته المشهورة فى مناظرة يحتفظ بها أبو الفتوح كجزء من سيرتة الذاتية "على شبكة ويكيبيديا" وصفحته على الفيس "إزاى حضرتك بتقول دولة علم وإيمان، ودولة ديمقراطية ويطلع علينا الأمن المركزى يضربنا عشان خرجنا فى مظاهرة سلمية للاعتراض على التنكيل بالشيخ الغزالى الذى منع من الخطابة فى جامع عمرو وحنط فى وزارة الأوقاف مما اضطره للسفر فى الخارج ولم يتبق فى مصر إلا الناس إللى بتنافق السلطة وبتنافقك يا ريس"، وهى الجملة التى آثارت السادات، والتى بسببها كان أبو الفتوح واحدا ممن طالتهم اعتقالات سبتمبر الشهيرة، كما كان حرمان أبو الفتوح من التدريس بكلية طب القاهرة أيضا عقابا من السادات لطالب انتقده أمام جموع الطلاب وانتقد وصفه لانتفاضة 1977 بأنها ثورة حرامية رغم أن الغالبية العظمى من المعتقلين والاتهامات كانت بحق اليساريين. عبد المنعم أبو الفتوح عبد الهادى أبو شعث مواليد مصر القديمة 15 أكتوبر 1951 أبوه أحد دعاة جماعة أنصار السنة المحمدية انضم لجماعة الإخوان وهو طالب فى كلية الطب وتحديدا فى الثالثة والعشرين من عمره وكانت علاقته الأولى بأحد أبناء جيل الأوائل وهو فتحى رفاعى، رغم أنه بدأ بالانتماء إلى الجمعية الدينية التى كانت نواة الجماعة الإسلامية ورأس اتحاد طلاب طب القصر العينى عام 1973 ثم اتحاد طلاب جامعة القاهرة عام 1975. نقل أبو الفتوح للفرنساوى بعد تدهور حالته