افتتح اليوم مؤتمر السفراء الرابع بمقر وزارة الخارجية العراقية في بغداد تحت شعار"الدبلوماسية العراقية .. انفتاح إيجابي وتصد للإرهاب"، بحضور الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ورئيس البرلمان الدكتور سليم الجبوري. وألقت الرئاسات الثلاث ووزير الخارجية العراقي كلمات عبرت عن تقديرهم لجهود السفراء ورؤساء البعثات العراقية في الخارج في تطوير العلاقات العراقية مع دول العالم . . مؤكدين ثقتهم في الدور الذي يلعبونه في الانفتاح على دول العالم في المجالات كافة. وأكد وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري رغبة وزارة الخارجية في الانفتاح الإيجابي على كل دول العالم باستثناء إسرائيل.. مشددا على أهمية دول الجوار الجغرافي وضرورة التعامل على ضوء المشترك الذي يربط العراق معها بغض النظر عن الخلافات التي تقع فيما بين هذه الدول. وأشار إلى أن العراق يقود معركة ضد الإرهاب بالإنابة عن دول العالم لذا يجب على الدبلوماسية العراقية أن تعمل على حشد الدعم الدولي لصالح العراق في مكافحته للإرهاب. حضر افتتاح المؤتمر – الذي يستمر أربعة أيام يتم خلالها تداول مستجدات العمل الدبلوماسي والنواحي السياسية والاقتصادية والمالية والأمنية ضمن مجال عمل البعثات الدبلوماسية العراقية – رئيس مجلس القضاء الأعلى ونائبا رئيس الوزراء صالح المطلق وبهاء الأعرجي ووزراء المالية هوشيار زيباري وشئون المرأة ابتهال الزيدي ومستشار الأمني الوطني فالح فياض، ورؤساء البعثات العراقية في الخارج ورؤساء دوائر مركز وزارة الخارجية. وأكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم ضرورة توطيد علاقات العراق الخارجية ومكانته الدولية بما يعزز الدعم والتضامن العالمي معه في معركته الظافرة على الإرهاب..وقال: "إن هذا الدعم يمثل أولوية في عمل السفراء العراقيين في كافة دول العالم والهيئات الدولية والإقليمية كمهمة خاصة في المرحلة الراهنة إلى جانب المهمة الأساسية المتمثلة في تكريس صورة طيبة عن العراق في مختلف المجالات" . وذكر معصوم – فى كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السفراء الرابع بمقر وزارة الخارجية ببغداد – أن المؤتمر ينعقد في ظروف استثنائية تمر بها العراق .. مؤكدا ضرورة تعزيز الدعم والتضامن العالمي مع العراق في معركته على الإرهاب وخلاياه في الداخل وفي المحيط الخارجي. وأضاف: "إن تنظيم داعش الإرهابي تمكن من احتلال مدن عراقية وارتكب ممارسات إبادة جماعية ضد مكونات دينية عراقية، ولم تسلم من آثامه دور العبادة والنصب الأثرية والدينية ومعالم الحضارة القديمة، و قتل الموطنين الأبرياء وأسر النساء وباعهن كسبايا وكذلك سرق وهرب الآثار ما يلقي على عاتقكم مهمة بذل مساع خاصة لتمكين العراق من استرجاعها" . ولفت إلى أن الشعب العراقي والقوات المسلحة والبيشمركة ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائر تصدوا للإرهاب حروا مدنا محتلة ويمضون نحو تحرير ما تبقى في عمليات متواصلة حققت نجاحات مشهودة" . ونوه إلى تعزيز علاقات العراق بالدول العربية، وقال: "شاركنا في قمة شرم الشيخ، ونسعى إلى ترسيخ نهج انفتاح العراق على محيطه العربي، وفي ذلك خطونا خطوات جيدة، مع التأكيد على استقلالية مواقفنا في ظل الصراعات والتوازنات الموجودة في المنطقة والعالم، وكذلك مع الجارة إيران التي كانت من أول الداعمين لنا في مكافحة الإرهاب ونعزز علاقتنا مع جارتنا الشمالية تركيا" . ولفت إلى تداعيات الوضع في اليمن، وقال: "إننا في العراق لسنا مع طرف في اليمن ضد طرف آخر، ونناشد جميع الأطراف المعنية اللجوء إلى الحوار السلمي والحل التفاوضي الذي يحفظ وحدة وسيادة اليمن ويجنب شعبه ويلات الحرب والنزاعات المسلحة" . وبخصوص الوضع في سوريا، دعا معصوم إلى توحيد جهود الجميع من أجل حل سياسي يوقف الحرب الأهلية ويحقق خيار الشعب السوري الطامح إلى السلم والديمقراطية والتقدم.. معربا عن أمله في أن تتكلل مساعي الأشقاء الليبيين في بناء دولة مستقرة يسودها السلام. وجدد موقف العراق الداعم لكفاح الشعب العربي الفلسطيني العادل وحقه المشروع في إقامة دولته الوطنية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس.. وشدد على دعم الكفاح العادل الذي تخوضه الشعوب العربية لدحر الإرهاب وتحقيق الإنجازات في ميادين التنمية والتقدم الاجتماعي. ومن جانبه، دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى عدم تكرار تجربة الدكتاتورية التي جعلت في مرحلة من المراحل السفارات العراقية في الخارج محطات للنظام تعمل وفق أهوائه وتوجهاته. وقال الجبوري إنه يجب على سفاراتنا أن تتمتع بقدر عال من الاستقلالية والمهنية وبما يجعلها قادرة على خدمة جميع العراقيين بتنوع انتماءاتهم.. مشيرا إلى أن الكثير من القادة السياسيين الذين تصدروا اليوم لقيادة العراق كانوا ضحية سياسة أحادية متعجرفة في مرحلة من المراحل. وخاطب الرئيس الجبوري السفراء الحاضرين قائلا: "إن مهمتكم التي أوكلت إليكم ثقيلة في ميزان الإنجاز والتقييم فأنتم "رسل العراق" إلى شعوب الأرض قبل حكوماتها ومنكم تتشكل صورته في أذهان الأمم". وتابع: "إن الجاليات العراقية على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم حتى من يختلفون معنا أو يعارضون توجهات حكومتنا عراقيون لهم حقوق الرعاية والعناية ما داموا يحملون الجنسية العراقية ويتمتعون بحقوقها المدنية التي كفلها الدستور" . وطالب بالعمل على إعادة الكفاءات العراقية المهاجرة والاستفادة من خبراتهم وقدراتهم من أبرز مهام السفراء، بالإضافة إلى مهمة جلب الشركات الاستثمارية العالمية من خلال الترويج لما نمتلكه في بلادنا من عوامل جلب لهذه الاستثمارات . وأكد أهمية تفعيل الدبلوماسية البرلمانية لدعم الدبلوماسية الرسمية ، موضحا أن مجلس النواب ينشط مع البرلمانات في الدول الأخرى لدعم التواصل الدبلوماسي الحكومي وتعميقه وبما يصب في تعزيز علاقتنا بالمجتمع الدولي وشعوب العالم. وأكد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي أن العراقيين قاموا بتحرير مناطقهم وتكريت اليوم بسواعدهم ودمائهم، وقال: "إن السياسة الخارجية تعد الجزء الثاني من الحرب، إذ أن العراق عانى من سياسات النظام السابق ومن الفهم الخاطئ لبعض الدول، وأنه هناك صراعا واختلافا إقليميا تمكنت داعش بسببه من الدخول إلى سورياوالعراق" . وقال العبادي – في كلمته بمؤتمر السفراء العراقيين الرابع – إن القوات العراقية دخلت وسط مدينة تكريت ورفعت العلم العراقي فوق مبنى المحافظة، وتقوم بتطهير باقي المناطق بسبب تفخيخ داعش المنازل والطرق، مشيرا إلى أن الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي قام بتوجيه ضربات مؤثرة على مواقع داعش. وتابع : "هناك حملة كبيرة ضدنا والبعض يريد استقطابنا لمحور معين ولكن العراقيين لا يستقطبون، ونعمل مع الآخرين من أجل مصلحة بلدنا" .. منوها إلى أن من يقدم مساعدات للعراق في حربه نقبلها من أجل مصلحة الشعب وأن السيادة العراقية محترمة ومصانة، حيث لا توجد أية قوات برية "غير عراقية " على الأرض العراقية ولدينا مستشارون من جميع الدول، وفي الجانب السياسي لا يوجد لدينا شيء سري أو نخفيه. ودعا العبادي السفراء إلى أن يكونوا فاعلين في إيصال الرسائل والمواقف للدول عما يريده العراق وسياسته وقال :"نحتاج إلى حملة واسعة تتمثل بالفعل وليس ردة الفعل" . ورأى العبادي أن التنوع في العراق مصدر قوة، وقال: "إن قوات الحشد الشعبي التي تقاتل داعش تضم في صفوفها جميع المكونات والطوائف العراقية مسلمين شيعة وسنة وتركمان ومسيحيين، وإننا اصدرنا تعليمات بعدم تجاوز أي شخص على المواطنين ومعاقبته من يخالف، لأن البعض يريد أن يخلط الأوراق".