لا أحد يستطيع اغفال دور فاعل أدته اللجان الشعبية في اعادة الأمن النسبي والتصدي لعمليات النهب والتخريب والحفاظ علي أرواح أبرياء.. وكشفت هذه اللجان في بعض المناطق عن معدن الشعب المصري الاصيل وتلاحمه صفا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وقت المحن والشدائد. من بين هذه الصورة الرائعة تبزغ صور مشوهة تشكل خطرا وعبثا جسيما علي الارواح والممتلكات ، صور البشر بدأ يستغل اللجان الشعبية المعنية بتأمين الشوارع والممتلكات تقوم بترويع الآمنين والتدخل بشكل سافر في التعدي علي الحرمات واقتحام خصوصيات المواطنين اثناء سيرهم في الشوارع واستغلال سياراتهم الخاصة والعامة ونتج عنه مشاجرات كثيرة في مناطق عدة بالقاهرة وتعطيل مصالح الناس وامتهان كرامتهم حسب جريدة الاهرام. لم تهدأ شكاوي الناس في غالبية المناطق وتساوت فيها الأحياء الراقية والشعبية وان اختلفت صورها في نوعية المواقف والسلوكيات وطبيعة البشر الذين يقومون علي تحقيق الانضباط في اللجان الشعبية. علي طول امتداد شارع فيصل تجد المتاريس والحواجز متلاصقة لا يفصلها عن بعضها البعض سوي امتار قليلة وقف شخص يستقل سيارته الخاصة ومعه زوجته وطفلين في حالة شجار مع بعض الشباب الذي يقف عند أحد الحواجز في منتصف شارع فيصل تقريبا يعترض علي الطريقة المهينة يتم بها تفتيشه ومضايقات تعرضت لها زوجته من بعض الشباب ورفضها مبديا امتعاضة عليها ولولا تدخل بعض المواطنين لتطور الموقف الي ما لا تحمد عقباه تحدث الرجل الذي عرفت اسمه فيما بعد ويدعي خالد زكي محمود ويقطن في أحد الشوارع الفرعية باخر شارع فيصل.. قائلا ليس من المعقول اقتحام خصوصية الناس علي هذا النحو المهمين الذي لا يراعي الحرمات ولا يحافظ علي كرامتهم.. أقدر أننا في ظروف طارئة وما يحدث يعد نوعا من الحماية.. لكن الحماية لا يعني امتهان الكرامة ونفتيش الناس علي هذا النحو الذي يعد نوعا من الاذلال وتعطيل مصالحهم واثارة مشاعرهم.. يفترض ان يكون هناك نوع من الاحترام والتقدير للسائرين في الشوارع. يلتقط منه طرف الحديث رجل آخر تجاوز الستين عاما وقال: معظم هذه الكمائن تسيء معاملة الناس وتستفزهم اذكر انني كنت أسير مع شقيقي في طريقي إلي المنزل بمنطقة فيصل وتوقفت عند كمين ووجدت عدة شباب وفي يدهم اسلحة بيضاء بانواع مختلفة وطلبوا اخراج اثبات الشخصية وبعد ان شاهدوها طلبوا تفتيش السيارة واخراج النقود الموجودة بحوزتنا ولم يتركونا الا بعد ان استولوا علي كل الأموال الموجودة معنا. ممارسة البلطجة أي أمن يحقق هؤلاء.. أنهم يشيعون البلطجة ولكن علي طريقة تحقيق الأمن.. الأمر يحتاج الي وقفة واعادة تنظيم هذه اللجان لتكون سياج حماية حقيقي وليس نوعا من الارهاب. في منطقة الدقي تكاد معظم الشوارع ولجان التفتيش فيها تسير علي وتيرة واحدة سوي بعض النقاط الموجودة في المناطق الشعبية.. التي يبدو علي الشباب الواقف فيها سيطرة حالة التربص عليهم بالمارة في الشوارع واقدامهم المستمر علي امتهان من يعبر تلك الشوارع. أحد الشباب الواقف وفي يده سيف يشهره في وجه كل من يعبر الشارع المؤدي الي شارع التحرير وعندما طالبت منه معاملة الناس بشكل افضل قال: لا نريد أن يعبر أحد من هذا الشارع إلا اذا كان من سكان المنطقة وهذا حقنا. واتسمت منطقة المهندسين بهدوء نسبي في شوارعها نتيجة لانضباط نقاط التفتيش الشعبية.. حيث تسير السيارات بشكل شبه طبيعي ولا يعترض طريقها أحد إلا في أضيق الحدود.. في شارع محيي الدين ابوالعز سألت أحد الشباب ويدعي فطين فاروق عن تعاملهم مع العابرين للشارع قال شئ طبيعي ان نعامل الناس علي قدر من الاحترام طالما بدا علي أسلوبهم وشكلهم هذا المعني.. خاصة ونحن منطقة راقية رامية ومعظم المترددين عليها علي قدر وافر من الاحترام والوعي الثقافي. في طريق شارع رمسيس حتي ميدان العباسية حواجز كثيرة ومضايقات للعابرين بسياراتهم ووجوه تبدو عابثة لا تدفع قائدي السيارات الي التوقف بسهولة خوفا منهم بسبب كميات كبيرة من الاسلحة البيضاء بحوزتهم.. سائق احدي سيارات الاسعاف التي كانت تقل المصابين من متظاهري ميدان التحرير أمس الأول ويدعي محمود البارودي.. تعرض بحسب قوله الي مضايقات كثيرة من الشباب الواقف عند نقاط التفتيش وكاد قيام أحد الشباب ضربه بسلاح ابيض عندما رفض الانصياع لاوامرهم بالتفتيش وأخبرهم بان معه حالة خطرة ويجب عليه اسعافها علي الفور ولولا تدخل آخرين علي قدر من الوعي لتم ضربه وتعريض حياته للخطر. وعلي حد قوله: هناك تجاوزات صارخة من بعض هؤلاء الشباب الذي يجب عليه عدم القيام بالتفتيش علي هذا النحو السييء خاصة أن المناطقة تكاد تكون مؤمنة برجال الجيش. وفي منطقة القبة بمصر الجديدة وبالتحديد الطرق المؤدية الي الشوارع الرئيسية يتنظم فيها عمل اللجان الشعبية واتصالهم الدائم برجال الجيش وبحسب قول محمد محمود فريد: معظم الشباب هنا ينتمي لأسر عسكرية ولديهم وعي كامل بما يجب ان يكون ولذلك لا نتعرض للسيارات بصورة تشكل عبئا علي الناس.. نحن جميعا نتعاون كون هناك معرفة مسبقة ببعضنا البعض. وبرغم أن مدينة نصر في معظمها تنتمي للاحياء الراقية إلا ان فيها بعض العقول المغلقة غير الواعية.. كان رجل يستقل سياراته ومعه زوجته وطفلة صغيرة وأراد عبور أحد الشوارع المؤدية الي شارع عباس العقاد للذهاب الي أحد المستشفيات علي خلفية مرض طفلته.. لكن عندما اطلع احد الشباب الواقف عند الكمين علي اثبات شخصيته لم يجد مدون في خانة محل الاقامة انه من سكان المنطقة ورفض عبوره وتشاجر الاثنان وتبادلا السباب واضطر الي تغيير مساره ولم يتمكن احد من الناس اقناع الشباب بعبور السيارة وطالب بعضهم بضرورة وجود عساكر من الجيش علي مخارج ومداخل الشوارع الرئيسية لتنظيم عمل اللجان الشعبية ومع المضايقات التي يتعرض لها الناس. كان يقف حماد أحمد حماد في إحدي اللجان الشعبية بمنطقة قليوب, بينما حاول أن يتصدي لإحدي سيارات النقل لكنها أطاحت به وأصابته بكسور جسيمة, وهو يرقد الآن علي فراش المرض بمعهد ناصر بين الحياة والموت. حاول بكلمات مقتضبة أن يقول إنه كان يؤدي دوره في حماية الأرواح والممتلكات, وعندما حاول إيقاف سيارة نصف نقل كانت تحمل فوق متنها أشياء صدمه سائقها, لكن زملائه أمسكوا به. وقال: إنه لم يشعر بالندم علي القيام بواجبه في حماية أرواح وممتلكات المنطقة التي يعيش فيها, كونه مؤمنا بقضاء الله وقدره, وكان من الممكن أن يتعرض لحادث, لكنه برغم مرضه سعيد بالواجب الذي أداه. وعودة رجال الأمن يتعجب اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيجي من الأوضاع المقلوبة التي تعمل عليها اللجان الشعبية المعنية بتأمين الشوارع والممتلكات كونها تفتقد الخبرة والمعرفة بفنون التعامل في مثل هذه الحالات ولذلك كان يجب علي مركز الازمات ان يدرب الناس علي فنون القيام بهذه الواجبات بل كان يتعين علي رجال القوات المسلحة المحالين الي المعاش القيام بدور المدربين لهؤلاء الناس كل في منطقته... لكن ذلك لم يحدث. وقد يكون الفراغ الامني الذي خلفه غياب رجال الشرطة في الشوارع وراء ممارسة بعض أعمال العنف والبلطجة من بعض نقاط التفتيش وترويع الآمنين ولذلك أطالب رجال الشرطة بالعودة الي ممارسة مهام عملهم علي وجه السرعة ويدعمهم في ذلك رجال القوات المسلحة ولديهم الامكانيات في ذلك.. حتي وان كلفه ذلك قيام بعض السيارات بتفقد الأمن داخل الشوارع لاشعار الناس بنوع من الأمان. وحسب قول اللواء جمال مظلوم: ما يحدث في الشوارع الآن نوعا من العبث بأمن الناس وليس من المنطقي وضع حواجز أمنية علي مسافات متقاربة ويقوم الأشخاص باتخاذ الاجراءات التي اتخذت في كمين لا يبعد سوي مسافة بسيطة.. ويجب أن يتحقق ذلك بنوع من الوعي ويكون التأمين فقط علي مداخل ومخارج الشوارع ويقف عليها ناس يتمتعون بوعي كامل ولابد ان يكون لديهم حلقة اتصال دائم برجال الأمن سواء من الشرطة أو الجيش.