لقد أزاحت ثورة شباب25 يناير حتي الآن الغبار عن المعدن المصري الأصيل الذي يظهر وقت الشدائد والمحن, فقد تجلي الترابط الشعبي والأسري في أزهي صورة ومعانيه طوال أيام الثورة الخالدة التي تجاوزت العشرين يوما في حماية الممتلكات الخاصة وحفظ الأمن بالشوارع والأحياء السكنية وكانت للجان الشعبية الكلمة العليا في حفظ الأمن وشعور المواطنين بالأمان في ظل غياب أجهزة الأمن. أناشد مواطني مصر وشبابها الشرفاء في مواصلة العطاء للحفاظ علي الممتلكات العامة للدولة مثلما دافعوا باستماتة ورجولة غير مسبوقة عن ممتلكاتهم الخاصة وشهد لهم العالم أجمع بأن الشباب المصري قادر علي حماية شرفه وعرضه وماله وأرضه, وقادر علي حماية مصر ضد أي عدوان. ففي هذه الأيام العصيبة يجد أن يهب جموع المصريين لحماية الممتلكات العامة للدولة ومساعدة القوات المسلحة الباسلة في ملاحقة الفئة الضالة التي تعبث بآثار مصر وتاريخها العريق والتي تنبش وتنهش في المناطق الأثرية البعيدة عن الأعين ومنها علي سبيل المثال لا الحصر آثار الوادي الجديد وآثار ميت رهينة بالبدرشين وصان الحجر بالشرقية وغيرها الكثير المعرض للسلب والنهب علي يد محترفين لاتهمهم سوي مصالحهم الشخصية ومكاسبهم الدنيئة حتي ولو كانت علي حساب حضارة ضاربة في أعماق التاريخ. ومما يدعو للأسي حقا أن هناك العديد من المناطق الأثرية بربوع المحروسة كان يقوم بتأمينها سابقا خفير نظامي يحمل عصا بيده لاتسمن ولاتغني من جوع. أدعو جميع المصريين الشرفاء الذين تقع بالقرب منهم مناطق أثرية أن يقوموا وعلي الفور بتشكيل لجان شعبية بالتنسيق مع القوات المسلحة لحماية هذه الآثار من السلب والنهب, كما أدعوهم الي تشكيل لجان شعبية لحماية أراضي أملاك الدولة من اللصوص ومحترفي الاستيلاء علي المال العام والمرتزقة الأشرار الذين يصطادون في الماء العكر والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه التعدي علي أراضي الدولة بالبناء أو بحفر الآبار أو بالزراعة لتقنين الأوضاع وعمل وضع يد وهمي خاصة أن هذه الأراضي ملك لجموع المصريين. ولم يقف الأمر عند محاولة سرقة الآثار والعبث بتاريخ مصر والتعدي علي أراضي أملاك الدولة بل شرع ذوو النفوس المريضة والضعيفة بالتعدي علي الأراضي الزراعية بالبناء في ظل غياب أجهزة المحليات او تقاعسها عن القيام بدورها في ظل أحداث الثورة الجارية, كما شرع البعض في الأحياء السكنية في تعلية الأدوار بدون ترخيص والبناء أيضا بدون ترخيص ضاربين بكل الأعراف والقوانين عرض الشارع فعلي الجميع أن يتصدي لهؤلاء. ونأمل في الا نري في المرحلة المقبلة من تاريخ مابعد ثورة25 يناير قطعة آثار يتم تسهيل تهريبها الي الخارج ولانري مناطق عشوائية غير مخططة ولامباني خرسانية تقام بدون ترخيص وتسقط فجأة لتحصد أرواح الأبرياء تحت ركامها, ولانريد أن نشاهد أراضي زراعية خصبة تتحول الي خرسانة مسلحة بعد أن كانت تدر الخير والنماء, كما نأمل في ألا نري أو نسمع عن لصوص أراضي أملاك الدولة والمتاجرين بقوت الشعب.