بحثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاثنين مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو في المذكرات الدبلوماسية الامريكية التي تم تسريبها, في اول مواجهة للحد من الخسائر الناجمة عن كشف هذه الوثائق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فيليب كراولي انهما "تحدثا بشأن قضايا ويكيليكس ووزير الخارجية قدر التعليقات المباشرة والصريحة التي ادلت بها" هيلاري كلينتون. وبعد الاجتماع مع داود اوغلو, قالت كلينتون ان الولاياتالمتحدة "تعبر عن اسفها العميق لكشف معلومات كان يفترض ان تبقى سرية". واضافت في محاولة للتقليل من تبعات نشر الوثائق انها "واثقة من الشراكات والعلاقات التي بنتها هذه الادارة ستصمد امام هذا التحدي". وقالت كلينتون التي بدأت الاثنين جولة في آسيا الوسطى والبحرين للصحفيين انها تحدثت في عطلة نهاية الاسبوع الى شخصيات اجنبية عديدة وستلتقي وتتحدث الى "عشرات من نظرائنا" خلال الجولة. وقال الوزير التركي انه سيتطرق مع كلينتون قبل اللقاء الى "مسائل عدة مدرجة على جدول الاعمال بما فيها الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس الاحد". وورد في البرقيات الدبلوماسية التي حصل عليها الموقع ان احد مخبري الدبلوماسيين الامريكيين المعتمدين في انقرة وصف وزير الخارجية التركي بانه "خطير للغاية" وحذر من تأثيره الاسلامي على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وكشف موقع ويكيليكس ووسائل اعلام عديدة في العالم, اكثر من ربع مليون وثيقة من بينها 7918 برقية من السفارة الامريكية في انقرة. كما كشفت وثائق نشرها ويكيليكس واطلعت عليها مجلة "دير شبيجل" الالمانية ان الدبلوماسيين الامريكيين لا يثقون برئيس الوزراء التركي الذي يصفونه بانه منعزل وغير محاط بمصادر تمده بمعلومات جيدة. وورد في الوثائق ايضا ان الدبلوماسيين الامريكيين في انقرة غير واثقين من استقرار حكومة احد اهم حلفاء الولاياتالمتحدة. وقال كراولي ان داود اوغلو "قال ان تركيا ستواصل دعم وتشجيع ايران على الانضمام الى عملية خمسة زائد واحد", في اشارة الى المفاوضات التي تجريها الدول الخمس الدائمة العضوية والمانيا مع طهران بشأن برنامجها النووي. من جهتها قالت كلينتون قبل الاجتماع ان "تركيا والولاياتالمتحدة تقيمان واحدة من اهم العلاقات الثنائية في العالم". وتابعت كلينتون قبل الاجتماع "اننا مصممون على المضي في ترسيخ هذه العلاقة وتعميقها". ووصفت كلينتون داود اوغلو بانه "زميل وصديق" عملت معه بشكل وثيق في الاشهر ال22 الاخيرة في عهد باراك اوباما. لكن العلاقات الثنائية ستخضع بالتأكيد لاختبار بعد تسريب الوثائق التي تحتوي على تعليقات حساسة ولا مجاملة فيها عن القادة الاتراك, بمن فيهم داود اوغلو.