دبلوماسيون للأهرام: المؤتمر يمثل آخر فرصة لخروج القوات الأجنبية بكرامة شرم الشيخ من : محمود النوبي في الوقت الذي تبدأ فيه اليوم فعاليات الاجتماع الوزاري الدولي الخاص بإطلاق مبادرة' العهد الدولي للعراق' بمدينة شرم الشيخ بمشاركة مصر ودول جوار العراق والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجموعة الثمانية وحضور العديد من المنظمات والهيئات الدولية والأقليمية التي من من المقرر أن تشارك أيضا في المؤتمر الدولي الموسع لدول جوار العراق غدأ تتدافع التساؤلات حول كيفية خروج العراق من المأزق الراهن, وهل سيحقق هذا الإجتماع الدولي غير المسبوق الأمن والإستقرار للعراق ويدفع نحو التعجيل بالمصالحة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي, وقبل كل ذلك وضع برنامج زمني لانسحاب القوات الأمريكية والتحالف.. الرؤية الدبلوماسية وعن الرؤية الدبلوماسية لهذا المؤتمر يقول السفير محمود شكري إن كان المقصود هو عقد المؤتمر لتحقيق خطوة في سبيل حلحلة الموقف المتأزم.. فإن السؤال الذي يطرح نفسه.. من أين تبدأ هذه الخطوة هل تبدأ من داخل العراق الذي يعاني من الأسوار الأمنية أم من الخلافات الطائفية التي تستحكم في مجريات الأمور بفعل الضعف الأمني الذي يلازم الموقف في داخل البلد الشقيق. وإن كان الهدف من المؤتمر الدولي لدول الجوار هو تحقيق لقاء بين وزير خارجية إيران متقي ونظيرته الأمريكية كوندليزا رايس فلسوف يتحقق هذا الهدف.. ولكن ما هي النتيجة. وبحسب مصادر دبلوماسية مشاركة في المؤتمر فقد توقعت حدوث مشاورات مباشرة بين الوفدين الأمريكي والإيراني علي هامش الإجتماعات, وإن قالت هذه المصادر إن كان ذلك يخفف حالة الإحتقان في الشارع العراقي, فليس هناك بأس, وهو أمر مرحب به بدون شك لخدمة القضية العراقية. موقف مصر إن الذي لا شك فيه أن موقف مصر داعم للعراق منذ الغزو الأنجلو أمريكي في20 مارس2003, حيث أعلنت منذ اللحظة الأولي رفضها لاحرب علي العراق وتمسكها بالشرعية الدولية وطالبت بوقف الحرب والتحرك في إطار الشرعية الدولية وتجنيب المدنيين العراقيين خطر العمليات العسكرية والحفاظ علي وحدة وسلامة أراضي العراق, وقد أستمرت مصر في إجراء الأتصالات الدبلوماسية المكثفة مع جميع الأطراف الفاعلة إقليميا ودوليا بهدف مساعدة الشعب العراقي إنطلاقا من مباديء ومنطلقات أساسية يأتي في مقدمتها الحفاظ علي سيادة العراق وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه باعتباره جزءا من الأمة العربية, كما أعلنت مصر استعدادها لتقديم العون للشعب العراقي علي جميع الأصعدة في إطار الشرعية الدولية. وأن مصر مع الشعب العراقي بجميع طوائفه وأعراقه. كذلك أرتكز الموقف المصري علي دعم جهود المصالحة الوطنية في العراق علي أساس توسيع نطاق العملية السياسية لتمثل جميع مكونات الشعب العراقي دون إقصاء أو تهميش لأي طرف, وحل جميع الميليشيات ومصادرة أسلحتها وإعادة إدماج أعضائها في الحياة المدنية والإسراع في عملية إعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية علي أسس وطنية ومهنية بما يمكن العراق من النهوض بمسئولياته الدفاعية والأمنية, وبما تنفي معه الحاجة لوجود قوات أجنبية. من هنا جاء قرار مصر بالموافقة علي استضافة مؤتمر إطلاق مبادرة العهد الدولي للعراق وأجتماع دول الجوار ومصر مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. المراقبون المراقبون هنا يقولون إن حدوث حوار أمريكي إيراني لاشك يصب في مصلحة العراق بعد أن أصبح الأمريكيون أكثر تقبلا لحقائق الموقف علي الأرض ومعطياته وربما أكثر تفهما لأهمية هذا الحوار, وبحسب التصور الذي يطرحه السفير أحمد الغمراوي مساعد وزير الخارجية السابق- يمثل هذا المؤتمرآخر مخرج لأنسحاب القوات الأجنبية من العراق بكرامة, مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة ربما تسعي إلي التقرب وهي كارهة من سوريا وإيران أو إستعمال المؤتمر كغطاء لمحاولة تطبيق توصيات تقرير بيكر هاميلتون الذي رفضته في البداية., مؤكدا أن مؤتمر شرم الشيخ ربما يعد آخر محاولة للإدارة الأمريكية الحالية لأقناع الشعب الأمريكي الذي فقد المصداقية بسبب أكاذيب أسلحة الدمار الشامل في العراق.