أحترم من يقول أن دستورنا «غير مكتمل»، وأستغرب من يقول أنه «مشبوه ومشوه» وأرثى لمن يقول أنه «إخواني أو لا قيمة له».. كلمات قالها لي توأمي الأستاذ الدكتور يحي زهران، أحد أشهر أساتذة جامعة المنصورة الذي هو توأمي فعلا ولكنه يصغرني بعقد من الزمان، ولكنه يكبرني بعقود من الزمان لأنه أكثر مني إنسانيةَ وعطاءً وبلوغاَ لمراتب أعلى وإنجازات أعظم. قالها لي الدكتور يحي وهو يعاتبني ويقول: لقد تابعت ما سطرته خلال الشهور الماضية من مقالات كنت شديد القسوة على تيار معين لدرجة استغربتها من سيادتكم، وليت من يقرأ لك يعرف من أنت.. هو يقصد طبعاً تيار الإسلام السياسي، وقد رددت عليه في هذه النقطة، ولكني الآن أود أن أعود إلى قضية الدستور.
فعلا، هو دستور غير مكتمل، وهنا ننال احترام الدكتور يحي، وفعلا، هو دستور مشبوه ومشوه، وهنا نثير استغراب الدكتور يحي. ولكن لن أقول أنه دستور إخواني أو لا قيمة له، وهنا لا ننال رثاء الدكتور يحي. ولكن ألا يكفي يا أستاذنا الفاضل أن يكون هذا الدستور دستورا غير مكتمل، ومشبوها، ومشوها حتى نرفضه؟
يقول الدكتور صبري حافظ عنه مقولات أتفق معها تماما، وأرجو أن يطلع الدكتور يحي على تلك المقولات في الرابط التالي:
أما الآن فأقول المزيد لأوضح أنه دستور مشبوه مشوه غير مكتمل:
1. البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، والعسل يدل على النحل. ليس هناك فصل بين المنتِج (بكسر التاء) والمنتَج (بفتح التاء). المنتج جمعية تأسيسية غير قانونية، أعيد تشكيلها بمخالفة نفس المعايير، حصنت بقرار دستوري دكتاتوري. هذه حقيقة لا جدال فيها. إذن المنتِج (بكسر التاء) باطل، فلابد أن يكون المنتَج باطلا. ألا يكون الدستور مشبوها إذن، عزيزي الدكتور يحي؟